دعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، جميع القوى الوطنية والسياسية والمدنية في تونس، إلى التصدي بحزم لكل ما من “شأنه أن يمس سيادة الدولة التونسية وحرمتها، بعد ما وصفته الحملة الإعلامية المغربية الشعواء على تونس حكومة وشعبا”، بسبب استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، لنظيره الصحراوي إبراهيم غالي.
أصدرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، بيانا قوي اللهجة حذرت من خلاله، من خطر استمرار انخراط بعض وسائل الإعلام المغربية والأجنبية في توظيف واضح وصريح لهذه الحملة خدمة لأجندات سياسية.
وشددت النقابة، في بيان اطلعت “الشعب أونلاين” عليه، على أن نضالات القوى المدنية والسياسية ضد “السلطة في تونس من أجل قضايا الحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد لا تمنعها من الاضطلاع بدورها الوطني في الدفاع عن مصالح البلاد”.
وفي هذا الاتجاه، دعت النقابة التي يترأسها، محمد ياسين الجلاصي، وسائل الإعلام التونسية إلى التعاطي المسؤول مع هذه الحملات، معتبرة أنه من واجب وسائل الإعلام نقل الحقائق وتفسيرها للمتلقي بكل موضوعية ودقة، إضافة إلى الدفاع عن مصالح تونس الحيوية وسيادتها.
وتحدثت النقابة، عن “تعمد إخراج هذا الخلاف الدبلوماسي والسياسي من سياقه الرسمي نحو حملات تشويه ممنهجة غير مقبولة في حق تونس، شعبا ومؤسسات”.
ورفضت النقابة التونسية كل أشكال الانحراف بالتعاطي الإعلامي المغربي وغيره لهذا الجدل السياسي والدبلوماسي إلى حملات غير أخلاقية تستهدف صورة تونس والإضرار بمصالحها.
وتشن وسائل إعلام مغربية، حملة ممنهجة ضد تونس منذ يوم للجمعة، إثر مشاركة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، إبراهيم غالي، في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا التي احتضنتها تونس يومي 27 و28 اوت الجاري، والذي حظي باستقبال رسمي من الرئيس التونسي، قيس سعيد.
وتؤكد هذه الحملة الشعواء المغربية الممنهجة على تونس، مرة أخرى، طريقة “المخزن”، الغريبة كالعادة، في التعامل مع قضية الصحراء الغربية، المصنفة أمميا قضية تصفية استعمار، علاوة على أنها قضية حق يناضل لأجلها الصحراويون منذ عقود طويلة.
وتحاول الرباط بهذه الحملة نقل واقع خسارتها الدبلوماسية إلى “أحاديث إعلامية” تستهدف تونس وكل الدول المصطفة مع القرارات الأممية الواضحة في هذه القضية، وما تشير إليه قرارات الاتحاد الإفريقي التي تعد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أحد مؤسسيه.
وتجدر الإشارة إلى أن الرباط استدعت سفيرها لدى تونس، للتشاور بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد، الجمعة، لنظيره الصحراوي، لترد تونس فجر يوم السبت، باستدعاء سفيرها لدى الرباط حالا للتشاور.
واعتبرت الخارجية التونسية، ما جاء في بيان المغرب “تحاملا غير مقبول على الجمهورية التونسية ومغالطات بشأن مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا، مشيرة إلى أن تونس حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء الغربية التزاما بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاّ سلميا يرتضيه الجميع.