أكد وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، “حرص والتزام” الجزائر على العمل وبشكل منسق مع الدول العربية من أجل النهوض بمجتمعاتها في المجال الصحي.
أوضح الوزير، لدى إشرافه على الاحتفاء باليوم العربي للصحة، أن احتفاء الجزائر بهذا اليوم، مثل بقية الدول العربية الأخرى، “يعكس مدى اهتمامها والتزامها بتفعيل قرارات مجلس وزراء الصحة العرب من جهة، ومن جهة أخرى على مدى حرصها والتزامها بالعمل وبشكل منسق بين الدول الأعضاء للنهوض بمجتمعاتها في المجال الصحي”.
وأشار بن بوزيد، في هذا اللقاء الذي حضره وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، يوسف شرفة، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، إلى جانب ممثلي منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول العربية المعتمدين بالجزائر، الى أن الاحتفاء بهذا اليوم “يكتسي أهمية بالغة، يستلزم تثمينه وتشجيعه لما سيوفر للدول العربية لا محالة، من فرص لتعزيز التعاون ونقل المعارف والخبرات وتبادل أحسن للممارسات في مجال الصحة بين دول الأعضاء للاستجابة لانشغالات ومتطلبات مواطنيها”.
اقتراح إنشاء “منظمة الصحة العربية”
وعبر الوزير عن أمله من خلال هذا اليوم الذي جاء تحت شعار “صحة الأم والطفل: من أجل الوصول الشامل والجيد”، في تفعيل دور منظمة الدول العربية في المحافل الدولية من خلال توحيد الموقف العربي في مجال الصحة بما يتناسب مع الخصوصيات التي تتمتع بها دول المنطقة، مجددا اقتراح الجزائر الذي تم عرضه خلال الدورة العادية الـ56 لمجلس وزراء الصحة العرب (24 مارس 2022)، حول إنشاء منظمة عربية متخصصة في القضايا الصحية تحمل اسم “منظمة الصحة العربية”.
ويشكل الاحتفاء باليوم العربي للصحة -حسب بن بوزيد- مناسبة من شأنها أن تسلط الضوء على المجالات التي تم التقدم فيها، وتلك التي لا تزال تستوجب بذل جهود أكثر من أجل تحسين الوضعية الصحية لسكان دول المنطقة العربية، كما اعتبر هذا الاحتفاء فرصة لتجنيد جميع الفاعلين من المؤسسات العمومية والخاصة، الإعلام، الجمعيات وغيرها، من أجل رفع التحديات التي تواجه الدول العربية والاستثمار أكثر في مجال تحسين صحة الأم والطفل على غرار غيرها من المجالات.
وجدد أيضا دعوته لدول الأعضاء إلى الاستثمار أكثر في الأنظمة الصحية وتعزيز التغطية الصحية الشاملة وتنمية القدرات مع رصد وجمع البيانات.
وأكد الوزير أن الاحتفال بهذا اليوم لهذه السنة تحت شعار “صحة الأم والطفل: من أجل الوصول الشامل والجيد” لما تمثله هاتين الفئتين من أهمية في سلامة وترقية المجتمع كما أنهما يشكلان غايتان من الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالصحة”.
أولويات..
وتعد صحة الأم والطفل في الجزائر -كما قال- من الأولويات، بحيث استفادت من عدة استثمارات من بناء لهياكل متخصصة واقتناء للمعدات، كما سطرت عدة برامج كبرنامج التكفل بالمرأة الحامل، ومخطط التسريع في تقليص وفيات الأمومة، ومخطط تقليص الوفيات حول الولادة وغيرها من البرامج، مدعمة لهذه الاستثمارات والبرامج بتشريعات مواتية سمحت بإحراز تقدم كبير في مجال صحة الأم والطفل.
وتدل المؤشرات في هذا المجال أن 95.3% من النساء اللواتي أنجبن مواليد أحياء خلال العامين 2018-2019 أجرين على الأقل استشارة طبية واحدة قبل الولادة، و98.8% من هذه الولادات تمت بمساعدة مستخدمين مؤهلين، وانخفض معدل وفيات الأمومة من 57.7 وفاة لكل 100.000 ولادة حية، عام 2016 إلى 48.5 وفاة لكل 100.000 ولادة حية عام 2019.
أما فيما يخص صحة الطفل –حسب ذات المؤشرات– فقد تراجع معدل وفيات الأطفال دون السنة بما يقارب 04 نقاط، حيث انتقل من 22.3 حالة وفاة لكل ألف ولادة حية في سنة 2015 إلى 18.9 حالة لكل ألف ولادة حية سنة 2020.
للتذكير، الاحتفاء باليوم العربي للصحة الذي يصادف الـ4 من سبتمبر جاء تجسيدا لقرار مجلس وزراء الصحة العرب لجامعة الدول العربية الصادر عن دورته العادية 49، المنعقدة بالقاهرة يوم 01 مارس 2018.