فكرة جيّدة تلك التي تؤسّس لها عدد من شركاتنا الوطنية الكبرى، من خلال تجنيد عمالها بقصد تقديم خدمات اجتماعية، يكون لها أثرها الطيب على الجميع.
فهي فرصة للعمال كي يجتمعوا في أجواء بعيدة عن وظائفهم العادية، برفقة أفراد عائلاتهم، وهي فرصة للإسهام في الجهد الاجتماعي، والتأصيل لسلوك المواطنة، وهي من جانب آخر، ترويج لمنتجات المؤسسة التي لا تكتفي بتحقيق الأرباح بالتعامل مع المواطنين، وإنما تخدمهم، وتكون في عونهم، وهذا ما يرسّخ الثّقة في المؤسّسة، ويمنحها قدرات فذّة كي توسّع من نشاطها، وتحقّق غاياتها الاقتصادية.
ولقد أسعدنا كثيرا أن نجد عمال «اتصالات الجزائر» يخصّصون يوما من خاصة عطلتهم الأسبوعية، كي يقيموا حملة تنظيف واسعة للشّواطئ عبر عدد من الولايات السّاحلية، رافعين شعار «محيطنا مسؤوليتنا»، وهذه مبادرة تعبّر عن رقيّ فكري، ورؤية حصيفة للمحيطين الاجتماعي والاقتصادي، ولقد عرف القائمون على «اتصالات الجزائر» كيف يعبّرون عن الوفاء لالتزام المواطنة الرّامي إلى المحافظة على البيئة، وعرفوا كيف يسهمون في جهد التوعية والتّحسيس بأهمية حماية المحيط والمنظر العام.
إنّ الجهد الذي بذلته «اتصالات الجزائر»، أمس، يعبّر فعلا عن حسّ عال من الرّقي، ورغبة قويّة في الإسهام في المحافظة على الشريط الساحلي، والثروات الطبيعية التي يزخر بها بلدنا، وهذا ما ينبغي أن يكون لجميع المؤسسات الاقتصادية دورها فيه، لأن منافعه تصيب الجميع، وتكون لها ثمراتها على المسار الاقتصادي لهذه المؤسّسات.
النّجاح الاقتصادي لا يتوقف عند حجم التواجد على الملصقات الإشهارية، ولكنه أيضا الانسجام مع الواقع الاجتماعي، بل والذوبان فيه، فالمؤسّسة الناجحة، في الأخير، هي المؤسّسة التي تخدم المجتمع..