رؤساء مصالح استشفائية لمحاربة كوفيد-19 أعلنوها بصوت مرتفع، أن الحالة الصحية ببلادنا، ليست على ما يرام، مع تمادي سلوكيات تراخي واستهزاء بالخطر الوبائي الزاحف مهددا بموجة ثانية من فيروس كورونا المستجد.
بلغة طبية بسيطة سهلة الفهم والاستيعاب، خرج أكثر من بروفيسور عن الصمت مناشدا مواطنين متقاعسين بالعدول عن هذا التصرف معتبرين إياه مغامرة ومقامرة بحياتهم وحياة الآخرين، قائلين:» ساعدونا على تحمّل هذا العبء الكبير الذي لم يعد يحتمل أمام عودة تزايد الإصابات بوباء كورونا متجاوزة المعقول مهددة ما تقرر من تدابير احترازية لضمان الحماية من كوفيد -19 وتعزيز معادلة الأمن الصحي الوجه الآخر للاستقرار الوطني».
المساعدة التي يطالب بها أكثر من مختص في قلب المعركة تعني الانخراط بصفة جدية ومسؤولة في منظومة دفاع ومقاومة ضد كورونا بالالتزام بتدابير احترازية ممثلة في ارتداء كمامات، تباعد اجتماعي وتحلي بشروط النظافة والوقاية خيارا آمنا وحيدا أمام غياب أدوية شافية ولقاحات علاج منتظرة بأقصى درجة صبر.
هذه التحذيرات التي تستند إلى حالات ارتفاع مخيف في عدد الإصابات بفيروس كورونا، لم تصل إلى آذان عامة الناس ولم تفهم دلالاتها ومعناها بدليل استمرار البعض في سلوكيات «اللامنطق»، مطبقين بمكر ودهاء قاعدة «خالف تعرف»، مضيفين أعباء لأسلاك صحية وغيرها مجندة في خطوط الدفاع الأولى ضد الخطر الوبائي مساهمين بسبق إصرار وترصد إطالة أمده.
إنها سلوكيات تعاكس التدابير الاحترازية لمكافحة الوباء، يترجمها سيناريو متكرر يوميا:اكتظاظ بمقاهي وأسواق وأعراس وولائم لا تراعى فيها أدنى شروط الوقاية حيث يردد «الخارجون عن الجماعة» باستفزاز أن كورونا من نسج الخيال وأنها مجرد مؤامرة تحاك ضد البشرية وجدت صداها في شبكات تواصل اجتماعي، وهي معركة خفية بين كبار مخابر حول من يسيطر على سوق الأدوية والصيدلانية، وإرادة مُسبقة مخفية للقضاء على النسل البشري.
انساق هؤلاء وراء هذه الأطروحات، متجاهلين المقاربة العلمية حول وباء كورونا وكيفية مواجهته بمحاورة الآخر والاستماع إلى أهل الاختصاص دون انغلاق على الذات والتمسك الخاطئ بعقلية «أنا وحدي أملك الحقيقة»، وهي عقلية تشكل خطرا على أصحابها قبل الآخرين.