يقول أستاذ الاقتصاد، عمر هارون، إن الواقع العالمي حاليا يُحتم على الدول العمل وفق تكتلات قائمة عوض عملها بشكل منفرد، مشيرا إلى أن انضمام الجزائر لـ “بريكس” سيجعلها في موقع قوة.
يُؤكد عمر هارون، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، أن الجزائر دائما ما عملت وفق منطق التكتلات، لاسيما مع حلفائها التاريخيين الذين يقدرون قيمتها وقوتها، وتابع: ” ظهرت أهمية هذه التحالفات في الأوقات الصعبة خاصة العشرية السوداء وأزمة الكوفيد 19″.
ويُبرز أستاذ الاقتصاد، أن انضمام الجزائر إلى “بريكس” سيجعل الجزائر جزء من قوى إستراتيجية “تشكلت وتعمل للذود على مصالحها وحماية أمنها على الأصعدة الطاقية والصحية والاقتصادية وغيرها من الأبعاد” التي أصبحت مهددة في الوقت الحالي نظرا لظروف أصبح التنبؤ بها صعب ولا حل لها إلا بالانضمام إلى تكتلات.
وفي جواب على سؤال حول استفادة “بريكس” من الجزائر، يُشير محدثنا إلى أن موقع الجزائر كبوابة لإفريقيا واعتبارها عنصر هام في مشروع طريق الحرير، بفضل إمكانياتها البشرية والطبيعية وحتى الجغرافية، ما جعل دول “بريكس” ترحب بعضوية الجزائر ، معتبرة الجزائر “دولة نامية عظيمة” و”ممثلة للاقتصادات الناشئة”، وحلقة ربط مهمة بين القارة العجوز وافريقيا.
ويُضيف في هذا السياق : ” هذا الأمر أصبح واقعا من خلال موانئ الجزائر وطرقها الرابطة بين الشمال والجنوب والسكة الحديدة، أيضا يضاف لها طريق الجزائر – موريتانيا الذي يمتد على 775 كيلومتر، وكابل الالياف البصرية الذي يمتد للعمق الافريقي، كما أن المواقف الثابتة للجزائر وسمعتها يجعلان منها شريكا موثوقا “.
ويُوضّح هارون أن الدخول في تكتل مثل “بريكس” سيجعل الجزائر تدخل ضمن أهم الاقتصاديات الناشئة في العالم، مما سيسمح لها بتبادل الخبرات ونقل “التكنولوجيا واستحداث أسواق جديدة للسلع الجزائرية. يضاف إلى ذلك امكانية جلب استثمارات مباشرة من هذه الدول والبحث عن سبل لتحقيق تكامل اقتصادي بينها وبين البرازيل، روسيا، الصين، جنوب افريقيا والهند، وهو تجمع سكاني يعادل 3 مليار نسمة، قد يمكّن الجزائر بانضمامها إلى هذا التكتل، شريك اقتصادي قوي قادر على تغطية حاجياتنا وقادر على استقبال كل ما يمكننا تصديره” .
وأكدت المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الدولية الكبرى بوزارة الشؤون الخارجية ليلى زروقي، الأسبوع الماضي، تقدم الجزائر بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة “بريكس”.
وقبلها، صرّح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في شهر جويلية الماضي، ان “مجموعة بريكس تهم الجزائر بالنظر لكونها قوة اقتصادية وسياسية”، مشيرا إلى أن “الالتحاق بهذه المجموعة سيبعد الجزائر، رائدة مبدأ عدم الانحياز، عن تجاذب القطبين”.