يؤكد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة، عبد المجيد شيخي، أن جريدة “الشعب” من الصحف الوطنية التي ظلت ملتزمة بخطها الإفتتاحي الوطني الموضوعي ولم تحد عنه، وبقيت صامدة صمود الشعب الجزائري. ويبرز – في حوار خصّ به الجريدة عشية الذكرى 60 لتأسيسها – الدور الذي أدته في محو الأمية والتعريب.
الشعب: جريدة “الشعب” ميراث يحمل قيما وطنية، بدليل اسمه الذي اقترن بمظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي تعبر عن انتفاضة شعب أبيّ، ماذا يمثل لكم العنوان الرمز؟
عبد المجيد شيخي: “الشعب”.. كان مطلبا أساسيا من المطالب المتعلقة بالإعلام، فقد ظهرت العديد من الصحف على اختلاف ألوانها ومناهلها وتوجهاتها، خلال الحركة الوطنية، وعندما استقر الرأي على أن يعمل الجميع من أجل الثورة، أي بعد 1947 مع تأسيس المنظمة الخاصة، كان الإعلام من بين الانشغالات الجزائرية الكبرى؛ لأن الجزائر كانت معزولة، وكان العالم العربي، تقريبا، لا يعرف عنها إلا القليل جدا، وما يعرف عنها في العالم الغربي، متأثر بالدعاية الاستعمارية؛ بمعنى أننا كنا في حصار إعلامي كبير جدا، خاصة أن مجازر 8 ماي 1945 زعزعت شيئا ما الضمير العالمي، لكن إلى درجة محدودة، لأن العالم في حدّ ذاته كان خارجا من حرب عالمية ثانية، مع كل مخلفاتها؛ لذلك، عندما اندلعت الثورة، أنشأت جريدة باسم المقاومة الجزائرية، وبعد ذلك ظهرت جريدة المجاهد بالفرنسية ثم بالعربية، وبقي الأمر على هذا المنوال.
خطّ افتتاحي ملتزم ورسوخ في الذّاكرة التاريخية
عندما استرجعنا السيادة الوطنية، كان الانشغال بالإعلام قائما، لكن الجرائد التي كانت تتحدث باسم الثورة كانت تصدر في الخارج، وكان لزاما أن تسيطر الجزائر على وسائل الإعلام التي كانت تعمل لفائدة المستعمر، في وهران كان صدى وهران L’echo d’oran، في قسنطينة كانت تصدر جريدة برقية قسنطينة La dépèche de constantine، وفي الجزائر كانت تصدر ثلاث جرائد هي صدى الجزائر، وجريدة الجزائر والبرقية اليومية La Dépèche Quotidienne. لم تكن هناك جرائد بالعربية، فكان لابد من استرجاع المطابع، خاصة مطبعة قسنطينة التي كانت تصدر جريدة برقية قسنطينة، وفي الجزائر العاصمة غداة استرجاع السيادة الوطنية، والجزائر حديثة الاستقرار، والذي تزامن مع تشكيل المكتب السياسي وانتخاب المجلس الوطني الأول وتشكيل الحكومة الأولى في 25 سبتمبر 1962، كان الحديث عن استرجاع الإذاعة والتلفزيون.
وبالنسبة للجرائد، لم تكن هناك جريدة تصدر بالجزائر، فقط جريدة المجاهد التي كانت تصدر في تونس، واستمرت إلى وقت، وكثير من الناس لا يذكر بأن جريدة المجاهد صدرت في الجزائر بعد استرجاع السيادة الوطنية بعنوان Le Peuple، لم تكن “الشعب”.. كان ينظر إلى أن “المجاهد” تزول، ويبقى مكانها يومية Le Peuple، بقيت تصدر، ولكن في أول ديسمبر تقريبا، تقرر إنشاء جريدة وهي “الشعب”.. تاريخ صدورها ليست له علاقة بأحداث ديسمبر، هي مناسبة للذكرى كي تصدر الجريدة في عددها الأول، تبركا بهذه الانتفاضة.. الطاقم الذي اختير لإدارة الشعب من بين الإخوان الذين كانوا يكتبون في جريدة المجاهد بالعربية في تونس، هؤلاء هم الذين شكلوا الطاقم الأول، وكان لها وقع كبير بالفعل؛ ففي ذلك الوقت، كان الحماس من جهة، ثم الإخلاص للوطن واسترجاع المقومات الأساسية للشعب الجزائري، وبالتالي اللغة العربية كان لابد لها أن تكون لها قدم راسخة بالجزائر.. صدور جريدة بالعربية أحدث ارتياحا كبيرا جدا؛ لأنه كان ينظر إليها على أساس أحد المقومات.. استرجع لأنه في ذلك الوقت لم يكن هناك ثقافة بالفرنسية، حتى المسؤولين الذين كانوا يكتبون بالفرنسية كان عددهم قليلا. وفي أثناء الثورة كل المسؤولين على مختلف المستويات في الداخل كانوا يتراسلون بالعربية، وهي عنصر أساسي من عناصر الكفاح.. هذا هو الجو الذي ظهرت فيه جريدة “الشعب”، واستقطبت من كانت لهم قدرة على الكتابة في ذلك الوقت، طلبة انضموا إلى جبهة التحرير، ثم التحقوا بالجريدة العمل بها حين شعروا أن بإمكانهم المبادرة بالعمل إما رسميا أو متعاونين.
مرت جريدة الشعب بمراحل.. من الأحادية إلى التعددية، كيف ترى أنها واكبت اختلاف المراحل التاريخية؟
بالنسبة للوضع السياسي.. يخطئ كثيرون عندما يتناولون الموضوع بما حدث في صيف 1968 والخلافات السياسية والعسكرية التي وقعت وخلفت أحداثا أليمة جدا، ولا يربطون الجو السياسي القائم مع ما اتفق عليه في طرابلس وهذا شيء أساسي جدا؛ فهناك من يظن أن اختيار النظام الأحادي كان بقرار انفرادي تقريبا، أو تصرفا من بعض المسؤولين، بل هو قرار من قرارات مؤتمر طرابلس؛ لأنه حلل الوضع الأساسي القائم قبل الثورة، والوضع السياسي القائم إبان الثورة التحريرية، وتأكد بأنه لا مفر للجزائر من اختيار النظام الأحادي.. ولو فتحنا التعددية في 1962، لوصلنا إلى وضع سياسي بائس جدا، وكنا سنفقد كل ما حصدته الثورة من جوانب إيجابية، وبالتالي كان من المفروض ومن الضروري أن ينضم الجميع إلى جبهة التحرير الوطني التي تقود المسيرة السياسية بكاملها.. إذن جريدة “الشعب”، في ديسمبر 1962، لم يكن لها اختيار، وكان لابد لها من مواكبة الموقف السياسي العام، مثلما هو قائم، خاصة وأن ديسمبر عرف استقرارا على مختلف المستويات.. المكتب السياسي والمجلس الوطني والمسؤولون توزعوا حسب المناصب والوظائف والمهام.. وبالتالي، كان الوضع أحسن بالنسبة للصحفي، ولم يكن له خيار.. الأمور سارت بشكل عادي، والجريدة بدأت تصدر، وبالتالي انضوت تحت ما تقرر من توجيهات سياسية في ذلك الوقت، والجريدة أبلت البلاء الحسن في هذا الميدان.
بالنسبة للتعددية الإعلامية.. فإنّها هي الأخرى كانت ضرورية؛ لأن الجزائر بعد ثلاثين سنة من استرجاع السيادة الوطنية، كان عليها أن تختار، وأن تسير في الطريق الذي كانت فيه أو أنها تنفتح، بداية التسعينيات، المجتمع في حد ذاته تطور وظهرت توجّهات سياسية وتيارات كانت تعمل في الخفاء في ظل الأحادية، وجاءت الفرصة وأصبح المجتمع يتنفس أحسن، الحقيقة هي أنه لابد من مواكبة عصرنا، وجريدة “الشعب”، مثلها مثل الجرائد الأخرى، بقيت في خط سياسي وافتتاحي ثابت.. بدأت تميل إلى الجانب الإعلامي الحقيقي، بتغطية النشاط الرسمي بكل أمانة، دون الميل إلى جهة معينة، وهذا عنصر قوة، بحيث لم تتأثر بالإيديولوجيات المختلفة التي تبنتها البعض من الأحزاب، فبقيت في خط تقريبا يمكن أن نسميه بخط البراءة، فهي لم تكن تسأل عمّا يفعل فلان أو علان، وإنما كانت تحرص على حق المواطن في الإعلام.. وبقي هذا الخط الافتتاحي إلى يومنا هذا.. نسميها الصحافة الحكومية، بحكم أنها كانت – في وقت من الأوقات – تحت إشراف وزارة الإعلام أو ما يسمى اليوم بوزارة الاتصال.
قبل ستين عاما.. جاءت “الشعب” مثل البشرى..
عايشت هذه التعددية عندما ظهرت الجرائد المستقلة، وعانينا كثيرا من الانزلاقات، خاصة وأن لا أحدا رحم الجزائر، حين دخلت في دوامة العشرية السوداء، وأخذت التيارات والنزوات تتسرب إلى الإعلام، وفيه ما يسمى الإعلام المستقل، والإعلام المساند للحكومة، أو ما يعرف بالصحافة الرسمية، هذه الوضعية مرت عليها كثير من الدول، لكن في الجزائر تألمنا من هذا الوضع، لأن الجرائد التي ظهرت، كادت تغطي على الجرائد الرسمية مثل “الشعب” و«المجاهد” والجرائد الجهوية وهي “الجمهورية” و«النصر” و«المساء” و«السلام” و«أوريزون”.. كان هناك تنوع بالنسبة للعناوين، وفي الثمانينيات، كانت جريدة الشعب والمجاهد بالفرنسية والمجاهد الأسبوعي بالعربية.. ست جرائد رسمية آنذاك.. شيء جميل جدا..
عندما فتح الباب، وبدأ الناس يسارعون إلى إنشاء صحف، أنشئت عشرات الجرائد حتى إننا في بعض الأحيان، أصبحنا لا نعرف العناوين، فهناك جرائد تصدر أسبوعا أو أسبوعين، ثم تختفي، وتظهر جرائد أخرى مكانها، اعتبرت الفترة السابقة على أساس أنها كبت لحريات التعبير.. لكن تقصيرنا، هو أننا لا نقدّر الأمور ونعطيها محتواها الحقيقي ثم نلتزم.. حرية التعبير بداية التسعينيات لا أحد يعرف معناها.. ما يخطر في بالك تتكلم عنه، لكن ليس كل شيء يقال وليس كل شيء يكتب.. الصحفي لديه التزام مهني بين نفسه وضميره ومجتمعه.. إنه لا يدعو إلى الفوضى، ولا يدعو إلى التناحر واستهداف بعض الأشخاص.. هذا ما كان يزيد الطين بلة، لكن ما يلاحظ أن الجرائد مثل جريدة “الشعب” بصفة خاصة، التزمت بالخط الوطني، وما زالت ملتزمة به، وهذا ما يحسب لها، ويحسب لها كذلك أنها تحلت بالصبر، وبالشجاعة ولم تنزلق، هذا هو المفيد.
جريدة “الشعب” كانت ومازالت تشكل خزانا للذاكرة التاريخية للجزائر، ما قولكم في إسهاماتها في المجال؟.
عنوانها يفرض عليها هذا، إذا كانت جريدة “الشعب” لا تتكلم عن ذاكرة الشعب ومسيرته، ما الفائدة؟! يجب أن تكون وفية لعنوانها. جريدة الشعب أنشئت في ظروف معينة.. خرجنا من حرب مدمرة، وفي مجتمع يسوده الجهل، الفقر والمشاكل الاجتماعية، الوعي كان قويا جدا، وإخلاص المواطنين التام والمطلق في ديسمبر 1962، لا يقاس، فكان لابد من أن يجد في الجريدة ضالته وأن يجد فيها ما يشبع حاجته ويلبي رؤيته، وبالتالي التزمت “الشعب” بهذا الجانب منذ البداية، وبقيت وفية له، وهذا عملا بالمقولة التي أطلقها ابن خلدون عندما تحدث عن التاريخ، ووصفه بأنه المجال الذي يلتقي فيه جميع الناس. فالتاريخ هو الذي يجمع، ويمكّن الناس من فهم الواقع اليوم، وبالتالي أن تسلك الجريدة هذا المسلك، فهو ما يشرفها. ثمّ أن “الشعب” شاركت في عملية محو الأمية، وهذا يساير الباقي. كي تجعل الناس تقرأ التاريخ.. أتذكر بأن “الشعب” كانت تنشر أعمدة للتوعية، فيها إشارات وتنبيهات، وهي من باب التربية السياسية والمدنية.. هذه المسائل اضطلعت بها “الشعب”، وبقيت وفية لها، وأنا كنت أكتب فيها من حين إلى آخر، قناعة مني بأنها رافد من الروافد التي توصل الكلمة إلى أعماق البلاد.
كان لجريدة الشعب دور في التعريب، هل يمكنكم أن تحدثونا عن هذه المرحلة وكيف تناولت الجريدة المسألة؟
عملية محو الأمية أخذتها “الشعب” بجديّة كاملة، واستحدثت صفحة – على ما أذكر – مكتوبة بالخط الواضح ومرقمة، بحيث أن هذا العمل يسير بالموازاة مع عمل كان قائما في الإذاعة عبر برنامج “قل ولا تقل”، لتصحيح النطق والجمل في تركيبها وجريدة “الشعب” أدت دورا رياديا في هذا.. تنشر نصا صغيرا، وتشرحه، وتحضر بعض القواعد.. كلها تندرج في التربية السياسية، لأن النصوص المختارة لم تكن اعتباطية.
توالت أقلام بارزة على جريدة الشعب منذ تأسيسها، هل تحدثونا عن أهم الأقلام التي تركت لديكم بصمة؟
لقد بلغت من العمر عتيا ودب النسيان إلى ذاكرتي.. أتذكر عبد الله شريط، وهو اسم من الأسماء البارزة.. كان صحفيا ورئيس تحرير جريدة تونسية كبيرة إبان الثورة، ثم بعد ذلك في جريدة المجاهد باللغة العربية التي كانت تصدر بتونس، وبعد استرجاع السيادة الوطنية، انضم إلى الجامعة، لكنه بقي يكتب.. لديه قلم سيّال، لكن هناك البعض الذين تعاملوا مع الجريدة ليس بصورة مستمرة، أذكر الأستاذ مصطفاي، الشيخ فضلاء، أحمد توفيق المدني، من الأسماء البارزة، الشيخ شيبان، بعض رجالات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كانوا يكتبون أيضا، ساروا في خط التوعية والدفاع عن اللغة العربية.
ومن الشعراء الذين كانوا ينشرون – من حين لآخر – ما تتفتق به قرائحهم في مواضيع مختلفة، ويكتبون كذلك، وهؤلاء كثيرون..
في ظل التغيرات الجيو-سياسية ومكافحة التضليل الإعلامي، الدولة بحاجة إلى إعلام قوي وذي مصداقية، ماذا ينبغي أن تكون عليه الساحة الإعلامية؟
أرى بأن كل جريدة، خاصة منها التي تملك خبرة في المجال، مؤهلة ومطلوب منها أن تدخل معترك الإعلام العصري، وأن تواجه الحملات التي تشن على الجزائر بالتزام الموضوعية، لأن الإعلام يجب أن يكون صادقا.. الإعلام الدعائي غير مجد، وليس ينفع سوى ما يكون موثوقا وموثقا، فهذا يكون له الأثر طال الزمن أو قصر.. ربما عندما تحدث حملة إعلامية في الإعلام العالمي القريب منا أو البعيد، لأول وهلة، يمكن للإنسان أن يندفع ويشرع في كتابة تفاهات، لكن عندما تتضح الخيوط، على الإعلام الوطني أن يتصدى باتزان وموضوعية، ويتحرى الصدق؛ لأن الجريدة التي تكذب تسقط من أعين القراء، ثم إن الجريدة التي تتحامل على شخص معين، لا يجب تجاهلها، بل نرد عليها ونكشف لها الحقيقة.
على الإعلام الوطني التّصدي باتزان وموضوعية للحملات المغرضة
على الصحفي أن يحاول فهم الخط الذي تسير عليه سياسة بلاده، حتى لا يكون عائقا في تحقيق بعض الجوانب من هذه السياسة التي لا يعرفها المواطن، فقد تخفى أشياء وتصنع مغالطات. وعليه، يجب التصدي للحملات الدعائية المناهضة للوطن، خاصة ونحن نعيش عصر التخمة في الإعلام والمعلومات، تجد فيها الغث والسمين، والصحيح والباطل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الالكترونية تجدهم كلهم أصبحوا محللين.. الصحفي يجب أن لا يكون ملتصقا دائما بهذه الشبكات يأخذ منها ما يمكن أن يغذي الاتجاه الذي يقصده، مثلا معلومة تاريخية تنشر، يجب التحري عنها.. قد تعجب من يقرأها، لكنها لا تكون صحيحة بالضرورة..
منذ أيام نشرت عبر شبكة الأنترنت معلومة تاريخية مغلوطة مفادها، أن روما احتلت قرطاج لمدة ستة قرون، وهذا خطأ وتزييف للحقائق. لكن للأسف، كثير من الناس صدقوا المعلومة، حتى اضطررت إلى الرد على هذه المعلومة المغلوطة.. هذه الشبكة تضر بالمواطن، وعلى الجرائد التصدي لها، ولكن بذكاء.. يجب خلق توازن بين الإعلام الإيجابي الموضوعي والتوازن في عقل المواطن.
11 ديسمبر 2022، جريدة الشعب تحتفي بذكرى تأسيسها، خاصة وأنها تملك موقعا لـ«الذاكرة” وتواكب الرقمنة.. ماذا تقول للطاقم العامل بها؟
أهنئ جريدة الشعب على هذا المشوار الطويل بالنسبة للصحافة. رأينا العديد من العناوين ظهرت ثم اختفت، لكن جريدة “الشعب” مازالت صامدة صمود الشعب الجزائري. عندما ظهرت الجريدة منذ 60 سنة، كانت بشرى، لأن الصحافة بالعربية كانت منعدمة وغير موجودة.
ظهرت بعض الصحف في الفترة الاستعمارية، لكنها لم تعمر طويلا، وكانت تحت وطأة المراقبة والملاحقة، كتب فيها بعض الأقلام الكبيرة في الجزائر، ثم بعد ذلك جاءت الثورة المباركة وظهرت جريدة المجاهد لسان حال جبهة التحرير الوطني، بطبعتيها العربية والفرنسية وقبلها كانت المقاومة الجزائرية.
لكن ميلاد جريدة الشعب، كان بالنسبة لي شخصيا، عندما كنت شابا وبدأت الحياة المهنية في التعليم، أمرا مفرحا كثيرا عندما أرى الحرف العربي يجتاح البلد الذي كان تحت نير الاستعمار، وكان ظلمه كبيرا لم يسلم منه ميدان اللغة.. الجميع يعرفون ما عانته اللغة العربية في هذا البلد أيام الاستعمار، وما عانته حتى في فترة ما بعد الاستقلال.. لكن، والحمد لله، اجتمعت بعض النوايا الطيبة والأقلام المخلصة، وبدأت المشوار، ورفعت الرهان وأصبحت جريدة “الشعب” إحدى الجريدتين الهامتين في البلد مثل جريدة “المجاهد”.