اهتمام كبير توليه “جريدة الشعب” لكفاح الشعب الصحراوي الصامد والشجاع، مرافقة لجميع مراحل مساره النضالي سواء العسكري أو الدبلوماسي، وترصد عن كثب وباستمرار آخر تطورات النزاع مع المحتل إلى غاية تطبيق الشرعية الدولية عبر تجسيد حق تقرير المصير وتنظيم استفتاء شعبي يقول فيه الشعب الصحراوي كلمته الفاصلة لإنهاء الاحتلال..
وفي ستينية جريدة “الشعب”، كرمت القضية الصحراوية في حفل بهيج ورمزي، بدرع الرجال والأبطال، في التفاتة دعم وعرفان قوية جاءت من قلعة إعلامية عريقة أسسها أبطال ثورة التحرير المجيدة.
اعتبر ماء العينين لكحل، السفير الصحراوي السابق لدى جمهورية بوتسوانا والممثل الدائم لدى منظمة الصادك، أن الإعلام الجزائري على العموم، وجريدة الشعب بشكل خاص، سجلت اسمها في تاريخ الإعلام الوطني، التحرري، المقاوم، المناهض لجميع أشكال الاستعمار، والاحتلال، والغبن التاريخي الذي طال دول الجنوب من القوى الاستعمارية المختلفة. كما اعترف أنه كصحراوي، ممتنّ كثيرا، ومثلما يدرك كذلك أن أبناء شعبه، سواء تعلق الأمر بمسؤولين ومواطنين، ممتنون بدورهم للمرافقة اللصيقة التي ما فتئت جريدة “الشعب” تخص بها القضية الصحراوية، ونضالات الشعب الصحراوي المقاوم ضد الاستعمار الأجنبي، الذي يعتبر نظام المخزن مجرد واجهة له. في حين أن عمق أسباب تغوّل نظام الاحتلال واحتمائه بمن يقف وراءه من قوى استعمارية قديمة، نابع من خشية هذه القوى من نهضة حقيقية في المنطقة، لا مناص من أن تقودها الجزائر، لتحرير شمال أفريقيا من تلاعب ومؤامرات بعض القوى الدولية التي لا تريد للشعوب المغاربية أن تتحد وأن تتقدم.
واعتبر لكحل ممثل عن القضية الصحراوية العادلة، أن جريدة الشعب، تعد من الأصوات الإعلامية التي تفرد للقضية الصحراوية مساحات شبه يومية على صفحاتها، وتساهم بذلك في تثقيف القارئ الجزائري والعربي، بأساسيات هذا النزاع الذي يشكل عقدة من أهم عقد العلاقات الدولية، والتي سيؤثر حلها سلبا أو إيجابا على مصير المنظومة الدولية، التي يتعين عليها إما أن تحترم قراراتها وقانونها الدولي، أو تمضي في مواصلة انتهاكه بما سيعود بالشر والوبال على البشرية.
وأوضح ماء العينين لكحل، بخصوص درع الرجال والأبطال للتكريم وفي أول مبادرة كرمت على وجه الخصوص القضيتين الفلسطينية والصحراوية، أنه أرفع وسام يمكن أن يوضع على صدر الجريدة والمنتسبين إليها، لأنهم بمبادرتهم الطيبة والرمزية، يؤكدون للعالم أجمع، وللمستعمرين بالخصوص، بأن أبناء الجزائر وشعبها يقفون دوما مع القضايا العادلة، وأن هذا الموقف موقف شعبي، وليس فقط موقفا رسميا حكوميا جزائريا.
وفي شهادة إعجاب ممزوجة بالعرفان، لم يخف ممثل القضية الصحراوية ماء العينين لكحل، بأن جريدة الشعب لا تسهم في المهمة التثقيفية وحدها فقط، بل تساعد بتغطيتها مختلف جوانب القضية الصحراوية في كسر الحصار الإعلامي المتواطئ مع الاحتلال، والهادف إلى إخراس صوت أبناء الشعب الصحراوي. كما يتوقع أنه بفضل جريدة الشعب ومثيلاتها من وسائل الإعلام الجزائرية، ستكون مهمة الاستعمار صعبة، وستبزغ شمس الشعوب إن عاجلا أو آجلا رغم جهود الحاقدين.
في الأخير هنأ جريدة الشعب بعيدها، واغتنم الفرصة ليهنئ الشعب الجزائري بهذا الصوت الإعلامي التاريخي والمناضل، كاشفا عن أمنيته كي تحقق «أمّ الجرائد» مزيدا من العطاء والتألق.