إلى جانب عديد المؤسسات الوطنية المشاركة في الطبعة الـ 30 لمعرض الإنتاج الجزائري، سجلت وزارة الدفاع الوطني حضوراً مميزا بمختلف منتجاتها، في المعرض وبتشكيلة متنوعة من المؤسسات الصناعية تربعت على مساحة عرض قدرت بـ 2.500 م2 وكان الهدف من المشاركة هو إبراز الجهود في مجال التصنيع على غرار المحركات وقطع الغيار وكمحور أساسي تصنيع المركبات الصناعية.
وفي غضون سنوات وبفضل شراكات محكمة وخيارات إستراتيجية، تتموقع الصناعة العسكرية حاليا كرائدة في مجال الصناعة الميكانيكية من خلال منتجات تنافسية ذات جودة عالية..
كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد استهل زيارته لمعرض الإنتاج الجزائري بعد تدشينه لطبعته الـ 30، بجناح الصناعات العسكرية للجيش الوطني الشعبي، التي تشارك مؤسساتها في هذا المعرض للمرة السادسة على التوالي، وبهذا الجناح، أكد رئيس الجمهورية ضرورة رفع نسبة الإدماج الوطني وإرساء صناعة ميكانيكية حقيقية قائلا: “كفانا من التركيب فقط، يجب الذهاب الى التصنيع”، مشددا على أهمية الوصول الى نسبة إدماج تتراوح بين 40 و50 بالمائة.
من بين المؤسسات المشاركة في معرض الإنتاج الجزائري، مؤسسة ألبسة ولوازم النوم، وهي مؤسسة وطنية ذات طابع صناعي وتجاري تعمل تحت وصاية مديرية الصناعة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، وتتمثل مهمتها الرئيسية في تلبية حاجيات الجيش الوطني الشعبي والقوات شبه العسكرية وبعض السلطات المدنية من حيث الملابس والأحذية ولوازم التخييم والنوم وكذا اللوازم الباليستيكسة وشبكات التمويه وغيرها من اللوازم، وتتكون المؤسسة من ثلاث مُركبات للإنتاج وتسع وحدات، موزعة عبر التراب الوطني.
ويؤكد الرائد نافع زردوم، ممثل عن جناح المؤسسة في تصريح لـ “الشعب” أن المؤسسة التي تشغل حوالي 7.000 عامل مدني، توفر أيضا البذلات الرسمية الخاصة بالولاة ورؤساء البلديات، كما قامت مؤخرا بتحضير بذلات للدرك الوطني خاصة بالشواطئ وأخرى خاصة بالكشافة الإسلامية، علاوة على هذا، توفر المؤسسة خدمات أيضا للقطاع المدني وهذا حسب الطلب، كما تشارك في المناقصات التي تطلقها مختلف الهيئات المدنية.
وتحصل مؤسسة ألبسة ولوازم النوم على مادتها الأولية والمتمثلة في النسيج من المؤسسة الجزائرية للأنسجة الصناعية والتقنية، وهي أيضا مؤسسة تابعة للجيش الوطني الشعبي، ويمكنها ـ حسب ذات المتحدث ـ من بلوغ نسب إدماج تقدر بـ 98 %، فيما تصل قدراتها الإنتاجية إلى حوالي 4 ملايين قطعة من مختلف المنتجات في السنة.
ويؤكد الرائد نافع زردوم، أن للمؤسسة اليوم، الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة والتي تؤهلها لخوض غمار المنافسة مع أي متعامل كان في السوق الوطنية، خاصة وأن منتجاتها تتميز بالتنوع، بحيث تمكنت من عرض ما يقرب من 1.000 منتج منذ نشأتها، وهذا بفضل العتاد المتطور الذي تحوزه، إذ يمكن تحويل عمل وحداتها الإنتاجية وفق ما تتطلبه الضرورة.
.. نموذج النجاح
في الجهة المقابلة، تشارك مؤسسة الإنجازات الصناعية بسريانة، هي الأخرى في الطبعة الـ 30 لمعرض الإنتاج الجزائري، ويؤكد النقيب مهدي عازيبي الممثل عن المؤسسة، في لقاء مع “الشعب” أن هذه المشاركة تهدف للتعريف بتاريخ المؤسسة وبمنتجاتها الموجهة للقطاع العسكري والمدني بشقيه العمومي والخاص، وتتمثل مهمتها الأساسية في إنتاج الذخيرة ذات العيار الصغير والقنابل اليدوية والألغام المضادة للدبابات ومواد بيرو – تقنية أخرى، أما المنتجات الفرعية، فتتمثل في المنتجات الالكتروميكانيكية مثل المولدات الكهربائية بمختلف أصنافها (العاملة بالوقود والهجينة)، وواقيات الصواعق، وحقول الرمي، ناهيك عن المعدات شبه الطبية، وهي منتجات ذات معايير دولية حائزة على شهادات المطابقة والجودة من المعهد الوطني للقياسات، علاوة على منتجات السباكة والمواد المعدنية، وكذا أدوات الإنتاج ولوازم المراقبة، كما شرعت المؤسسة في تطوير وتصنيع أطقم إنتاج الطاقات المتجددة وذلك لتغطية حاجيات وحدات الجيش الوطني الشعبي وكذا المؤسسات أو الأفراد الطالبين لها، كما توجه مختلف منتجات المؤسسة ـ حسب ذات المتحدث ـ لتلبية متطلبات الجيش أولاً والسوق المحلية ثانيا، ويتم بالموازاة مع هذا دراسة إمكانية ولوج الأسواق الخارجية.
ويوضح النقيب مهدي عازيبي، أنه إضافة إلى المؤسسات العمومية والخاصة التي تتعامل معها مؤسسة الإنجازات الصناعية بسريانة، تدعم الأخيرة المؤسسات الناشئة والصغيرة من خلال منحها فرصاً مناولاتيةً لتطوير منتجات أو خدمات تساهم في خلق نسيج صناعي متنوع.
واستطاعت المؤسسة المتواجدة منذ أكثر من 32 سنة من تطوير أنشطتها ورفع مستويات الإدماج في مختلف أصنافها إلى نسب عالية جدا، خاصة منها الموجهة للقطاع العسكري.