أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في حوار صحفي خص به الجريدة الفرنسية “لوفيغارو”، في عددها الصادر اليوم الجمعة، على أنه يجب التعامل مع الجزائر على أنها قوة إفريقية.
أخذت العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، خاصة فيما يتعلق بمسائل الذاكرة وتنقل الأشخاص وتزويد فرنسا بالغاز الجزائري، حصة الأسد في الحوار الصحفي الذي خص به، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الجريدة الفرنسية “لوفيغارو”، وتطرق فيه إلى العلاقات مع فرنسا، مؤكدا أنه “ينبغي على البلدين التخلص من عقدة المستعمر بالنسبة إلى فرنسا”، مشيرا إلى أن “جزائر 2022 ليست جزائر 1962”.
وأضاف الرئيس تبون، أنه “إذا كانت فرنسا قوة عظمى في العالم، فإن الجزائر هي قوة إفريقية يجب التعامل معها وفق ذلك”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى إنشاء لجنتين متكونتين من مؤرخين لتسليط الضوء على التاريخ الاستعماري الفرنسي في الجزائر، مشددا على “ضرورة تسليط الضوء على 132 سنة من الاستعمار لأن هناك مجازر ارتكبت في حق الجزائريين خلال القرن التاسع عشر”.
مضيفا أن” الجزائريين شاركوا إلى جانب فرنسا خلال الحربين العالميتين، حيث قتل 4000 مغاربي في الحرب الثانية في حملة إيطاليا، وما يقارب 16 ألف جرحوا، من بينهم الرئيس السابق أحمد بن بلة مقابل تحرير فرنسا، التي أخلفت الوعد بمنح الاستقلال، فكانت مظاهرات 1945 بسطيف والمجازر التي تلت.”
تطهير المواقع الملوثة بالتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية
وفيما يخص التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة أن تعمل فرنسا على تطهير المواقع التي أُجريت فيها التجارب من التلوث النووي، في رقان وفي تمنراست، إضافة إلى ضرورة التكفل بالعلاج الطبي الذي يحتاجه الضحايا.
الجزائر مستعدة لرفع صادرات الغاز نحو فرنسا
وبخصوص رفع صادرات الغاز الجزائر نحو فرنسا بالغاز الطبيعي، أكد رئيس الجمهورية أن “الجزائر وفرنسا تربطهما علاقات حسن الجوار على غرار الاتحاد الأوروبي، وأنها مستعدة لرفع صادراتها من الغاز إذا ما قدمت فرنسا طلبا، لكنها حتى الآن لم تفعل، عكس إيطاليا”.
معدل منح التأشيرات الفرنسية للجزائريين يعود إلى مستواه
وعاد رئيس الجمهورية في هذا الحوار، إلى ملف تنقل الأشخاص بين البلدين، مشيرا إلى “أن العودة فيما يخص منح التأشيرات إلى الجزائريين إلى مستواه، بعدما تم تقليصه إلى النصف في 2021، هو مجرى طبيعي للأمور”، مؤكدا أن “هناك خصوصية جزائرية مقارنة بالدول المغاربية الأخرى، واتفاقات إيفيان وسنة 1968، تضبط هذه الأمور”.