أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير، اتخاذ قرارات ذات طابع اجتماعي غير مسبوقة السنة الماضية، جعلت المواطن في صميم الانشغالات من أجل تحسين إطاره المعيشي والحفاظ على قدرته الشرائية.
أفادت مجلة الجيش في افتتاحية شهر جانفي الجاري، أن هذه القرارت التي اتخذت السنة المنصرمة عبر جملة من الإجراءات، تعلقت خصوصا باستحداث منحة البطالة لفائدة الشباب ورفع الأجور ومواصلة برنامج السكن بمختلف صيغه.
وفي الشق الاقتصادي، أشارت لسان حال الجيش، إلى أن القطاع عرف إصلاحات عميقة تستهدف التخلص من اقتصاد الريع من خلال مراجعة قانون الاستثمار ومنح التسهيلات للمستثمرين والقضاء على البيروقراطية ودعم المؤسسات الناشئة، وقد انعكس ذلك على الأداء إيجابيا، حيث تجاوزت قيمة الصادرات خارج المحروقات 6 مليار دولار خلال 11 شهرا.
كما اتجهت الجزائر للاستثمار في إنجاز المشاريع الإقليمية الإفريقية، بغية استحداث فضاء تنموي، ناهيك عن ترقية الاقتصاد وتنويعه وفتح المجال واسعا للتعاون والشراكة في مختلف المجالات الإستراتيجية خاصة في عمقنا الإفريقي.
بدورها شهدت الساحة الدبلوماسية نشاطا مكثفا من خلال المشاركة الفعالة للجزائر في مختلف المحافل الدولية مواقفها الثابتة وثقلها الجيواستراتيجي، ويبقى “لم الشمل” العربي أهم حدث على الإطلاق شهدته سنة 2022 بمناسبة عقد القمة 31 لجامعة الدول العربية بالجزائر والتي تمخضت عنها قرارات هامة في مقدمتها تعزيز العمل الجماعي البناء والهادف لوضع حد للأزمات التي تعرفها بعض الدول العربية، ومساندة القضية الفلسطينية، إضافة إلى بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يسهم في تحقيق طموحات انطلاقا من الشعوب العربية.
وفي مجال الدفاع، لفتت الإفتتاحية إلى أن الجيش الوطني الشعبي واصل عصرنة قواته بفضل تبني إستراتجية مدروسة بعناية، ولعل لمشاهد بالغة الدلالة التي أظهرتها وحداتنا المشاركة في لاستعراض العسكري بمناسبة تخليد الذكرى 60 لعيد لاستقلال الوطني، تؤكد التطور الذي وصله جيشنا وتحكمه في مختلف الأسلحة وناصية العلوم عصر التكنولوجيا.
وفي هذا الإطار حث الرئيس تبون خلال ترؤسه لاجتماع العمل الدوري بمقر وزارة الدفاع الوطني شهر ديسمبر المنصرم على ضرورة مواصلة مسار تطوير وعصرنة كافة مكونات الجيش الوطني الشعبي والارتقاء به ليتبوأ المراتب التي تليق بعظمة وقدسية مهامه، مما يتيح له رفع التحديات المعترضة وكسب رهاناتها”.
وفي السياق ذاته، وضعت القيادة العليا للجيش الوطني لشعبي تطوير الصناعات العسكرية في صلب استراتجيتها، من خلال إرساء صناعة حقيقية وهو ما تعمل عليه جاهدة ودون هوادة بشهادة رئيس الجمهورية الذي وصفها بـ “قاطرة الصناعة الوطنية”.
كما أكد الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان لجيش الوطني الشعبي في مرات عديدة على أن الترقية لمستمرة لمستويات الصناعات العسكرية بمختلف فروعها، هو انشغال دائم ينبغي أن يتبناه الجميع، لاسيما العاملين في قطاع التصنيع العسكري والبحث والتطوير بمختلف فروعه تخصصاته”.
وفي مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة كافة أشكالها، حققت مفارز الجيش الوطني الشعبي عبر مختلف النواحي العسكرية نتائج باهرة، وهي ثمرة لتحضير القتالي الجيد والتكوين النوع عي واليقظة المستمرة لأفراد الجيش الوطني الشعبي.