يرى رئيس المنظمة الجزائرية للسياحة حمور ماهر، أن قرار فتح وزيادة الرحلات الجوية بين الجزائر والسعودية، سيساهم في إنجاح موسم العمرة ويسهل مهام وكالات السياحة والأسفار المنظمة لهذا النشاط، الذي وبالرغم من زيادة أسعاره بـ80 ألف دينار مقارنة بالسابق، إلا أنه يسجل إقبالا كبيرا من قبل المعتمرين الجزائريين.
الشعب: مرت ثلاثة أشهر عن انطلاق العمرة، كيف تقيمون الموسم من حيث التحضيرات؟
حمور ماهر: استئناف موسم العمرة كان استثنائيا، بسبب تداعيات الجائحة على الطيران الجوي وجميع القطاعات، حيث عرفت بداية التسجيلات الخاصة بموسم العمرة للسنة الهجرية الحالية، تأخرا بأسبوع مقارنة بالمعتاد، وهذا بعد إنهاء جميع التحضيرات الخاصة بالعملية التي تأخرت بشهر مقارنة مع الدول الأخرى.
تقصدون أن البداية كانت صعبة؟
طبعا موسم العمرة لهذا الموسم كان صعبا نوعا ما بسبب قلة عدد الرحلات بين الجزائر والبقاع المقدسة، خاصة بعد بداية نوعا ما متأخرة أثرت على برنامج العمرة وعلى المعتمرين الراغبين في الحصول على الرحلات الأولى، حيث كانت أول رحلة في الفاتح من أكتوبر الماضي من طرف 11 وكالة منظمة ثم التحقت البقية.
كيف تقيمون برنامج العمرة من حيث الأسعار؟
كما توقعنا، تكلفة العمرة شهدت زيادة بحوالي 40٪، فهي لا تقل عن 20 مليون سنتيم للعمرة العادية والسبب تذكرة الطيران التي تجاوز سعرها 11 مليون سنتيم، فضلا عن بعض الخدمات الإضافية.
وهل كانت زيادات أخرى في برنامج العمرة لهذا الموسم؟
طبعا، الزيادات فاجأت الوكالات السياحية والأسفار المنظمة للعمرة، خاصة من حيث التأشيرة بـ15٪، تذاكر الطيران وخدمات أخرى، إلا أنه وبعد استئناف شركة الخطوط الجوية رحلاتها تمكن عدد كبير من المواطنين من أداء العمرة، لاسيما شهر ديسمبر الماضي والعملية مستمرة.
تقصدون أن الوكالات السياحية والأسفار المنظمة لهذا النشاط وجدت نفسها متفاجئة مع المعتمرين؟
أكيد الزيادات كانت مفاجئة، فبعد سنتين من الانتظار بالنسبة للكثير من المواطنين صدموا بزيادة غير متوقعة في أسعار العمرة التي لم تتجاوز قبل الجائحة 14 مليونا، بينما وصل سعرها اليوم 20 مليونا للعمرة العادية أي “الاقتصادية”.
وهل أثر هذا على عملية الإقبال؟
بالعكس، سجلنا إقبالا معتبرا للمواطنين الراغبين على أداء مناسك العمرة خلال هذه العطلة، حيث أن الزيادات لم تقف في وجه المعتمر الجزائري الذي يقبل على أداء العمرة بشكل عادي، نظرا لأهميتها وقداستها في نفوسهم.
بالعودة للحديث عن التحضيرات ما الجديد هذا الموسم؟
هذا الموسم كان مغايرا من حيث التنظيم والتأطير من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة بعد عرضه لدفتر الشروط، ولا ننكر أن دفتر الشروط كان في محله وواقعيا من حيث شروط تنظيم العمرة، إلا أن بعض الوكالات لا تطبق دفتر الشروط بحذافيره وبنوده، مما يؤثر على الخدمات المقدمة للمعتمر.
ومن المسؤول؟
المشكل الذي طرح يتعلق بالرحلات الجوية التي كانت الخطوط الجوية الجزائرية لا تفصح عن برامجها، إلا بعد أيام قليلة عن انطلاق الرحلة، مما أربك الوكالات السياحية المنظمة لمناسك العمرة. لكنها عرفت، الشهر الماضي، توسعا، بعد ما كانت مقتصرة على عدد محدد لا يلبي الطلب على الرحلات المباشرة.
بالنسبة للفنادق كيف كان الأمر؟
مع بداية موسم العمرة شهر سبتمبر الماضي، الفنادق في السعودية عرفت زيادات بسبب ارتفاع تكاليف الخدمات والضريبة المفروضة على العمرة، وكذا الضغط الكبير للمعتمرين من مختلف الدول، لكن الخدمات الآن تحسنت كمّا ونوعا.
يشرف الديوان الوطني للحج والعمرة على العملية، ما هي أبرز التوجيهات؟
بالحديث عن التعليمات، فإن الديوان الوطني للحج والعمرة، منذ انطلاق موسم العمرة، شهر سبتمبر الماضي، قام بما هو مكلف به من تسليم الاعتمادات وإعلان دفتر الشروط ووقوفه في مختلف مطارات الوطن على متابعة العملية، وكذا وكالات السياحة والأسفار المنظمة للعمرة لضمان تقديم خدمات أحسن للمعتمرين، لكن قضية الرحلات يتجاوزه الأمر، لأن الموضوع بيد السلطات العليا ووزارة النقل، والأمر شهد انفراجا كبيرا خاصة شهر ديسمبر المنصرم الذي عرف إقبالا غير مسبوق للمعتمرين على أداء مناسك العمرة في عطلة الشتاء.
كيف تتوقعون أن يكون برنامج العمرة لهذا الموسم؟
نثمن قرار رئيس الجمهورية بزيادة وفتح عدد الرحلات، خاصة خلال شهر ديسمبر الماضي، المتزامن مع عطلة الشتاء، حيث أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية عن إطلاق برنامج خاص للرحلات نحو البقاع المقدسة، الأمر الذي ينبئ بنجاح الموسم، خاصة مع اقتراب عمرة شهر رمضان التي يكثر الإقبال عليها.