تعجب نبيل، القاطن في بلدية سيدي موسى بالجزائر العاصمة، من ارتفاع سعر البيض في الٱونة الأخيرة، وهذا بعد أن لامس 660 دينار للصفيحة و25 دينار للحبة الواحدة، متسائلاً في حديث مع “الشعب اونلاين” عن أسباب هذه الأسعار المرتفعة.
يؤكد محدثنا أن اقتناء البيض أصبح من الخطوات غير المحببة بالنسبة إليه، مؤيدا في الوقت ذاته حملة مقاطعة البيض التي اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي وهذا من أجل مجابهة الارتفاع القياسي لهذه المادة.
“الشعب أونلاين” يسعى في هذا التقرير معرفة أسباب ارتفاع أسعار البيض وما يحصل في سوق هذه المادة الضرورية للمستهلك الجزائري..
تجار يتبرؤون من ارتفاع الأسعار..
“الشعب أونلاين” وبغرض التوسع في الموضوع أكثر اقترب من بعض التجار الذين تنصلوا من أية مسؤولية لها علاقة مباشرة بإرتفاع أسعار البيض، لا سيما في الفترة الأخيرة التي عرفت تغيرا كبيرا في سعر صفيحة البيض.
يقول عادل، الذي يملك محلا لبيع الدواجن والبيض في أحد أحياء سيدي موسى بالجزائر العاصمة، إن “سعر صفيحة البيض المتكونة من 30 حبة أضحى 660 دينار، بعد أن سجلت ارتفاعا من 480 دينار قبل 3 أشهر” .
ويشير محدثنا إلى أنه يبيع الحبة الواحدة من البيض بسعر 25 دينار في حين يبيع اثنتين منها بـ45 دينار، ويبرر هذه الخطوة بقوله: ” سعر البيض مرتفع من سوق الجملة لهذا أعمل على بيعه بهذه الطريقة لكي لا يشعر المستهلك بهذا الارتفاع ولا أتضرر انا كذلك”.
أما مصطفى، وهو مالك محل بيع مواد غذائية عامة بالهواورة في الجزائر العاصمة، فلفت في حديثه مع “الشعب أونلاين” إلى أن “البيض يشتريه بسعر غال من المصدر والأسعار كما يعلم الجميع يتحكم فيها قانون العرض والطلب”.
حملة لمقاطعة البيض
وأطلق جزائريون بمواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فايسبوك”، حملة لمقاطعة مادة البيض التي تعرف أسعارها ارتفاعا غير مسبوق.
وتأتي هذه الخطوة، لنشطاء في “فايسبوك” بعد أن ارتفعت أسعار البيض إلى 25 دينار للوحدة في حين بلغت الصفيحة 650 دينار.
وعرفت أسعار هذه المادة ارتفاعا مستمرا دون أن تسجل انخفاضا منذ قرابة 3 أشهر حيث سجل سعر 15 دينار للوحدة إلى إن تجاوزت 20 دينار وبلغت 25 دينار للوحدة.
ويرى نشطاء عبروا عن استيائهم عن هذه الأسعار المرتفعة بعبارات مختلفة، أن المقاطعة تبقى حلا ضروريا يكبح ارتفاع الأسعار إلى غاية استقرار السوق.
ارتفاع الأسعار ليس وليد اليوم
ومن أجل معرفة أسباب ارتفاع أسعار البيض في الفترة الأخيرة، تواصل “الشعب أونلاين” مع رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، الذي أشار إلى أن هذا الارتفاع ليس وليد اليوم.
وقال زبدي، إن ارتفاع سعر البيض لوحظ لما بلغ سعر الحبة الواحدة 17 دينار وأضاف : “المنظمة في تلك الفترة لم تتحرك لأنها كانت تدرك مجريات الأمور لأن ارتفاع الأسعار بدأ جراء نقص في المنتوج بسبب افلونزا الطيور”.
ويضع محدثنا الارتفاع المستمر في أسعار البيض في خانة “الأمر المقلق”، مشيرا إلى أن هذه المادة ضرورية ولا يمكن الصمت على هذا الارتفاع لأجل زيادات غير مبررة حيث بلغ سعر الحبة الواحدة من البيض 25 دينار وهذا واقع غير معقول تماما”.
أسباب متعددة لارتفاع الأسعار
زبدي وأثناء شرحه لواقع سوق البيض حاليا، ربط ارتفاع سعر هذه المادة بأسباب طبيعية أخرى بيد المضاربين، موضحا أن الأسباب الطبيعية تتمثل في نفوق أمهات الدجاج التي تبيض.
ويلفت رئيس منظمة حماية المستهلك، إلى ارتفاع المواد الأولية الخاصة بالبيض ما انعكس سلبا على واقع السوق بالجزائر وتسبب بعدم استقرار أسعار هذه المادة الضرورية ولو بشكل طفيف.
ويضيف محدثنا الى الأسباب المذكورة سلفا “وجود اتفاق افقي بين كبار التجار على الاحتفاظ بسعر موحد في تراب الجمهورية الذي يمكن اعتباره نوع من أنواع المضاربة”.
“نؤيد حملة المقاطعة”
ولدى حديثه عن حملة مقاطعة البيض التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، أكد زبدي تأييده لمثل هكذا مبادرات التي تصب نتائجها في صالح المستهلك الجزائري بصفة عامة.
ويتابع في هذا السياق: “نطمح للوصول إلى هذا المستوى من الوعي لأن هدفنا من خلال حملات المقاطعة أن نجعل هذا السلاح في متناول الجميع حيث أن المقاطعة وسيلة من وسائل اصلاح الاختلال المتواجد ولا يمكن أن نكون بعيدين عن المستهلك في هذا الوضع”.
مقترحات لضبط السوق
في الختام يرى زبدي، أنه إذا كانت المعطيات المرتبطة بوفرة المنتوج قبيل شهر رمضان فإن إشكال سعر البيض لن يكون في الواجهة في العمل على ضبط التكلفة وتحديد هامش الربح.
بالمقابل إذا استمر الوضع الحالي، يقول محدثنا: يوجد حلان نراهما يساهمان بشكل أو بٱخر في ضبط سوق البيض. يتمثل الأول في إحضار أمهات الدواجن المبيضة وهذا حل مستبعد بعض الشيء”.
أما الحل الثاني الذي يراه رئيس منظمة حماية المستهلك مناسبا للخروج من أزمة ارتفاع أسعار البيض، فيكمن في استيراد البيض مؤقتا من ٱجل تربية أمهات الدواجن إلى غاية بلوغها مرحلة المبيض.