عبّر عدد من سكان وهران عن تذمرهم الشديد من ظاهرة ارتداء “الزي الطبي” خارج المستشفيات، ما يشكّل تهديدا على صحة الفرد والمجتمع، كونه من المواد الناقلة للجراثيم والبكتيريا، وأخطرها تلك التي قد تحملها بكتيريا MRSA المعروفة باسم “المكورات العنقودية” أو عدوى المستشفيات المقاومة للمضادات الحيوية.
وهو ما وقفت عليه “الشعب أون لاين” بجوار المستشفى الجامعي أول نوفمبر بايسطو، والذي يعتبر من المصالح المرجعية لعلاج كوفيد_19 بوهران، حيث أثارتها ظاهرة ارتداء “الزي الطبي الواقي” كاملا من المآزر الطبية والألبسة والأقنعة والقفازات والتجول به بين المخابر والصيدليات، وأيضا لقضاء حوائجهم الذاتية في صورة تتنافى مع المعايير والشروط التي وضعتها الدولة في سبيل التقليل من مخاطر انتقال الأوبئة والأمراض المعدية، وعلى رأسها وباء “كوفيد _19″، فضلا عن باقي الميكروبات والفيروسات المعدية.
وعلى ضوء ذلك، دعا محدثينا إلى ضرورة إعادة النظر في عديد من التدابير والاحتياطات الوقائية من عدوى المستشفيات، أو ما سمي بالعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، وعلى رأسها ظاهرة ارتداء الكوادر الطبية والطلاب الزي الطبي خارج المنشآت الصحية والتعليمية، ولا يقتصر الأمر على الملابس وإنما يتعداها إلى الهواتف والأقلام المستعملة ومختلف الأجهزة والوسائل الأخرى العاملة باللمس.
وكانت جريدة “الشعب”، قد أشارت إلى هذه القضية في أعدادها السابقة، آخر “مقال صحفي” صدر في مارس المنصرم، ونقلت من خلاله تصريح مدير الصحة والسكان لولاية وهران “عبد الناصر بودعة” والذي عبّر عن امتعاضه من الظاهرة، لاسيما بعد التعليمة التي أصدرتها الوزارة الوصية خلال الأشهر القليلة الماضية، لمنع ارتداء المآزر الطبية خارج المنشآت الصحية والحد منها نهائيا لوقاية المجتمع من الأمراض المعدية، وانتشار الجراثيم المسببة للأمراض داخل المرافق الطبية وخارجها، وذلك استنادا للتحذيرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية المعنية بالأمراض المعدية.
وعبّر بودعة عن أسفه الشديد لعدم احترام عديد عمال القطاع لشروط ومعايير النظافة، والدليل إصدار الوصاية لتعليمات خاصة بنزع المآزر الطبية فور الخروج من المصالح الخاصة وغسلها وتعقيمها ووضعها بأكياس خاصّة، كونهم ملزمين باحترام القواعد العامة في بيئة العمل، من خلال احترام النظافة التامة بعد وقبل أي تدخل مهما كان نوعه، مع تشديد الإجراءات بمصالح الأمراض المعدية.
وتظل هذه الظاهرة من القضايا الصحية المهمة، والتي تفوق في تأثيرها أسباب أخرى، لاسيما وأنّ القطاع الصحي من أطباء وممرضين وعمال وإداريين حاليا في الصفوف الأولى لمحاربة فيروس “كورونا” والأخطار الصحية الأخرى، وسط تهديدات العدوى التي تزداد حدّة، لاسيما تلك التي ينقلونها لغيرهم من المرضى والأشخاص الأصحاء، وتتميز بخطورتها البالغة ومقاومتها للمضادات الحيوية.