احتضن المركز الجامعي علي كافي بتندوف فعاليات المجموعات الشبابية المركزة بمشاركة شباب الولاية أعمارهم بين 18 و35 سنة استكمالاً لمسار إعداد رؤية المجلس الأعلى للشباب وبلورة المشهد الرؤيوي التي ستوضح كيفية تسيير المجلس وتحديد أولوياته وطرق تنفيذها آفاق2033.
شكّلت التظاهرة فرصة لشباب الولاية للمساهمة في إعداد خارطة طريق لعمل المجلس الأعلى للشباب وتحديد أولوياته وطرق تنفيذها بين عامي 2023-2033.
يحصي المجلس الاعلى للشباب 210 شباب من ولاية تندوف في المنصة الرقمية التي خصّصها المجلس للمجموعات الشبابية المركزة، من مجموع 15 ألف شاب جزائري أبدوا رغبتهم في الاخراط في هذا المسعى والإدلاء بآرائهم وأفكارهم حول نظرتهم للمجلس خلال العقد القادم.
وأشار رئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي الى أن التجربة الديمقراطية التي تمخض عنها إنشاء المجلس الاعلى للشباب بأعضائه الـ348، فريدةً في طريقة الانتخاب وفريدةً في كيفية التشكيل، وهو ما جعل الجزائر تتفرد بمجلس أعلى للشباب كمؤسسة دستورية تابعة لرئيس الجمهورية، في حين، هناك دول لديها مجلس شبابي صوري مكمّل لعمل السلطة لا غير.
وقال حيداوي إن الفرصة السياسية باتت سانحة اليوم لإحداث تغيير حقيقي، على عكس التغييرات التي كانت تُرفع على شكل شعارات سياسية دون أن يكون لها وجود حقيقي على أرض الواقع، “فالمؤشرات التي نراها في الجزائر اليوم، هي مؤشرات مغايرة لما عهدناه في السابق، بدليل تغيير قانون الانتخابات وتعزيز وجود الشباب في المشهد السياسي، وهو ما يضعنا كشباب أمام مسؤولية كبيرة، تجعلنا مطالبين بصناعة واقع جديد يُحدث قطيعة مع الممارسات السيئة السابقة، وهو ما نتحلى به في المجلس الأعلى للشباب”.
للشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره
وأوضح حيداوي، في اختتام المجموعات الشبابية المركزة بولاية تندوف، أن الشباب الجزائري بات ينتمي الى منظومة شبابية تعمل معه وتأخذ برأيه وجوباً، ليكون مساهماً في بلورة المشهد العام للبلاد، مشيراً الى أن غياب منهجية صحيحة في العمل والتخطيط المسبق، أنتجا في السابق عملاً عشوائياً، وهو ما جعل المجلس الاعلى للشباب -يضيف المتحدث- يبحث عن رؤية استراتيجية ناجعة من خلال التفاعل مع شارع شبابي يعمل معه و ينتمي إليه، من أجل إنتاج مشهد رؤيوي جديد في البلاد مبني على أسس صحيحة.
ودعا رئيس المجلس الأعلى للشباب الى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره كآخر مستعمرة في افريقيا.
استهداف الشباب لضرب الجزائر
وأشاد رئيس المجلس الأعلى للشباب بالحضور الذهني اللافت للمشاركين في المجموعات الشبابية المركزة، والاقبال اللافت للإدلاء برأيه والتناغم والانسجام مع فكرة المجموعات الشبابية المركزة التي هي بعيدة عن النمطية والشعبوية، باعتبارها مشروعاً يهدف الى إنتاج مشهد رؤيوي مدروس يجعل خطوات المجلس الاعلى للشباب ثابتة وهو يتقدم بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقاً لشبابنا في الجزائر وبالتالي المساهمة في هذه الديناميكية الكبيرة التي تشهدها بلادنا.
وفي رد على سؤال لـ”الشعب”، أوضح حيداوي أنه من خلال تأسيس المجلس الأعلى للشباب “الكرة رُميت في مرماه، فما عليه إلا لعب الكرة وتسجيل الأهداف”، فتأسيس المجلس الأعلى للشباب –يواصل القول- جعل من الشاب الجزائري “فاعلاً أساسياً”، وبالتالي، ينبغي عليه أن يبادر ويخطط لمشهدٍ مختلف يجعل منا فريقاً واحداً ينسجم مع أولويات بناء الوطن وتحقيق الرفاهية لشبابه، ويجد لنفسه المكانة التي يستحق، من خلال تبني مقاربات غير كلاسيكية وصادقة وبعيدة عن “البهرجة”، مؤكداً على مقدرة شباب الجزائر اليوم على صناعة المعجزات كما صنعها آباؤنا في حرب التحرير.
وقال حيداوي إن مسالة الوعي تشكّل إحدى الإشكالات التي يحملها المجلس على عاتقه، فالوعي بما يحاك وبما يخطط في الغرف المظلمة ضد شبابنا تعتبر هاجساً يؤرق أعضاء المجلس الاعلى للشباب.
وأكد المتحدث أن كتلة الوعي في الجزائر آخذة في النمو، وتبقى المسؤولية جماعية ومستمرة حتى نقف سداً منيعاً أمام هذه محاولات إتلاف عقول الشباب وإلهائهم عما يهمهم من خلال محاولة إغراق البلاد بالمخدرات، مشيراً الى أن استهداف الشباب الهدف منه ضرب الجزائر في أغلى ما تملك وهو قدراتها الشبابية.
الشباب بحاجة لمن يصغي إليه
وأشاد عيسى لنصاري، مدير الشباب والرياضة لولاية تندوف بالإقبال الكثيف للشباب على برنامج المجموعات الشبابية المركّزة، مشيراً الى أن الشباب اليوم في حاجة لمن يصغي إليه وإيجاد قناة رسمية وهيئة دستورية تنقل انشغالاته بكل شفافية بعيداً عن الطرق الكلاسيكية، وهو ما شكّل عامل ثقة وفرصة لانخراط الشباب في هذا المسعى و الحضور بقوة في البرنامج الذي استمر ليومين متتاليين.
أوضح لنصاري أن المجموعات الشبابية المركزة شكّلت تجسيداً حقيقياً لقناة مباشرة للشباب، تم من خلالها تمكينه من الإدلاء بآرائه وانشغالاته التي سيتكفل بها المجلس ويضعها ضمن خارطة طريق لآفاق 2033، وهو ما سيعزز من حضور الشباب في المشهد العام للبلاد مستقبلاً.