أرقام مخيفة عن حالات إصابة بفيروس كورونا وعن وفيات في تزايد مستمر، عجلت بالسؤال المحير ماذا بعد؟ وكيف السبيل لتحصين الذات من وباء ينتشر بسرعة، مخترقا حواجز الجغرافيا جاعلا من سلوكيات استهتار وتسيب، بيئة مناسبة للفتك بالأرواح الآدمية دون تفرقة أو تمييز.
زاد في هول المواطنين ومخاوفهم، كثرة الآراء وتناقضاتها بشأن وضعية وبائية هستيرية، حيث يكتفي أصحابها بسرد تقارير جافة عن حالات الإصابة والوفيات دون تكليف أنفسهم عناء الاجتهاد في تقديم تفسيرات علمية- طبية، أكثر دقة عن تطور كوفيد-19 والإجابة عن سؤال الراهن دون الإبقاء على الإشكالية معلقة مؤجلة إلى إشعار آخر.
بات من الضروري تدخل أهل الاختصاص لإعطاء مزيد من الإيضاحات عن فيروس كورونا، تجيب عن انشغالات وتساؤلات المواطن الذي بقي في حيرة ينتظر معرفة آنية عن انتشار الفيروس، بعيدا عن أخبار تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفتقد إلى حجة طبية وبرهان علمي معرفي، تبث رعبا وتؤجج تهويلا أكثر من تعبئة وتحسيس بجدوى الوقاية والالتزام بالتدابير الاحترازية.
الحتمية تفرض خروج أطباء مختصين بكثافة إلى الواجهة لإعطاء صورة دقيقة عن فيروس كوفيد-19، تكمن درجة خطورته في سرعة تغيّره واتخاذه أشكالا تزيده شراسة وفتكا. كما أن تحول الفيروس الدائم أدى إلى بروز أطروحات تشكك في فعالية اللقاحات التي تتسابق كبريات المخابر لتسويقها، متسائلة عن جدوى صناعتها في ظل هذا المعطى المتغير.
بعد تراجيديا موجة ثانية أكثر خطورة من ذي قبل، يصبح من اللازم أن يعتلي الأطباء الحقيقيون مسرح الأحداث لمرافقة مواطنين حيارى وتزويدهم بمعلومات تساعدهم على فهم فيروس كورونا المستجد، والتسلح لمكافحته بالطرق الوقائية والاحترازية، في انتظار العلاج الجذري المؤمِّن لنهاية الكابوس المفزع.
المؤكد أن تدهور الوضعية الوبائية وتصاعد منحنى الإصابات بهذه الصفة المفزعة، سببها سلوكيات لم تلتزم بالتدابير الاحترازية، لكن تزويد المواطن بالمعلومة الطبية وبصفة مكثفة عن كورونا وتطوره، يرسخ لديه الطمأنينة ويجعل منه شريكا فاعلا في مواجهة الوباء، ويؤسس لسلامة صحية لها قيمتها واعتبارها في معادلة الاستقرار الوطني.