شرح مختصون في المثانة العصبية تعقيداتها ومدى الإستجابة المرضى للعلاج، ممن يعانون كثيرا وعددهم كبير، في دورة تكوينية خصصت للإعلاميين، أمس الإثنين، بفندق فاردي ليلي ببن عكنون في الجزائر.
أكد البروفيسور حسين شريد، رئيس مصلحة الطب الفيزيائي والتأهيل الوظيفي بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة الشاطىء الأزرق، في مداخلته، أهمية القسطرة للوقاية من التعقيدات والخطورة العيادية للمريض وتحسين نوعية حياته، سواء تعلق الأمر بالسفر، أو إعادة إدماجه في مختلف النشاطات الاجتماعية أو المهنية بدون حمل القسطرة مزودة بجيب أو الكيس.
وأضاف رئيس مصلحة الطب الفيزيائي والتأهيل الوظيفي بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة الشاطىء الأزرق، أن القسطرة المتقطعة النظيفة المبللة ذاتيا تمثل إحدى التقنيات، التي تساهم في الحفاظ ميكانيكيا على وظيفة المثانة، ولها أهمية كبيرة في وظيفة المثانة العصبية، ويجب على المريض إفراغ مثانته في أوقات محددة كل 3 ساعات أو أربع ساعات على حسب عمل العضو لكل شخص.
وأوضح البروفيسور شريد أن القسطرة المتقطعة النظيفة المبللة ذاتيا، القابلة للاستعمال بصفة أحادية لفائدة المصابين بالشلل الكلي أو النصفي، والذين يعانون التصلب الشرياني اللويحي و”سبينابيفيدا”، فكل هؤلاء المرضى ليست لديهم استقلالية حركية تامة تسمح لهم بالاستعمال المريح للمستلزمات الطبية والحماية التامة من البتكتيريا، التي تنتقل عن طريق الأيدي في استعمال هذه المستلزمات.
وأشار شريد إلى أن، الإصابات في الحبل الشوكي وفي مرض تصلب شرايين الدماغ اللويحي، وسبينابيفيدا تشترك في إصابة المثانة العصبية، ما يجعل هذا العضو لا يستقبل الإشارة من الدماغ حتى يتخلص من المواد السامة في شكل بول، ويمكن أن يؤدي إلى الموت عند حدوث مضاعفات على الكلى.
وأكد البروفيسور شريد، أنه إذا لم يكن هناك علاج مرافق لتخلص المثانة العصبية من هذه المواد السامة، فإن المريض يتعرض إلى تعقيدات خطيرة قد تؤثر على نوعية حياته، فعلى سبيل المثال القصور الكلوي وظهور ترسبات كلسية بالمسالك البولية، قد تتطور تعقيداتها إلى سرطان.
بلميهوب: نستقبل من 10 إلى 20 مريض يوميا
من جهته، قدم البروفيسور عبد الرزاق بلميهوب، رئيس مصلحة التأهيل الوظيفي بالمؤسسة المتخصصة بتقصرين، عرضا مفصلا حول كيفية استعمال القسطرة ودور التربية العلاجية بالوسط الاستشفائي، وقال إن هذه التقنية تستدعي القيام بها بطريقة تحترم فيها جميع ظروف النظافة المطلقة.
وعلى هامش هذه الدورة التكوينية، أشار البروفيسور بلميهوب، أن الأولوية في اختصاصهم تكون لهؤلاء المرضى على غرار الأمراض الأخرى، حيث يوجههم الطبيب المعالج إلى المختص في حالة اكتشافهم مشكل المثانة العصبية ليقوم بالتشخيص، حيث يطلب من المريض القيام بتحاليل وبناء على نتائجها يقدم العلاج المناسب.
وأضاف أنه يوميا يستقبل من عشر إلى عشرين مريضا، يأتون من مختلف الولايات، وأكد البروفيسور بلميهوب، أنه في تواصل مع مرضاه ويتابع حالتهم حتى القاطنين بولايات بعيدة ولا يمكنهم التنقل يوميا إلى العاصمة لتلقي العلاج، ويقدم لهم نصائح في حالة عدم توفر القسطرة.
وقال: “في كل مرة نناضل من اجل صحة المريض، تحصلنا على مكسب تعويض القسطرة التي تكلف كثيرا ولا يمكن للمريض البسيط شراءها، بعد معركة مع السلطات، ومنذ 2022 أصبحت تعوض من طرف صندوق الضمان الاجتماعي، فالمريض يحصل على حصته من الصيدلي لمدة ثلاثة أشهر”.
وأشار إلى أنه سابقا، كان المريض يعاني كثيرا بسبب غلاء القسطرة وانها غير معوضة ما يضطره الى توقف استعمالها، فتزداد حالته سوء وتصيب كليتها بسبب المضاعفات، ويذهب جهود الطبيب هباءا، يضيف البروفيسور.
فرق طبية متنقلة عبر العاصمة
من جهتها، كشفت ليندة نايلي، مديرة مخبر المجموعة الصيدلانية لإنتاج البلاستيدات الخلوية والتصلب المتعدد والسنسنة المشقوقة، عن إنشاء فرق طبية متنقلة تقدم فحوصات والعلاج الطبي والشبه الطبي للمرضى الذين يتصلون بها، عبر التنقل إلى مقر سكناهم، وأكدت أن المرضى الذين يحتاجون قسطرة نظيفة، والمتواجدين في حالة إعاقة يحصلون على الفحص والعلاج مجانا.
وأشارت نايلي، إلى أن هذه الفرق الطبية تتنقل عبر المدن العاصمة وضواحيها، أملة في تعميم العملية على باقي الولايات، خاصة البعيدة التي يجد سكانها صعوبة في التنقل لتلقي العلاج، وأعلنت كذلك عن إنشاء أكاديمية البلاستيدات الخلوية، تهتم بتكوين الأطباء المقيمين في تخصصات محددة، وتكوين الممرضين في بعض العلاجات، ترافقها فرع أكاديمية الإعلام، يقدم دورات تكوينية للإعلاميين للحديث عن أمراض منتشرة يجهلها المواطن وتبادل المعلومات الطبية في هذا المجال.
في هذا الصدد، قالت مديرة المخبر: “نشعر بمسؤولية اجتماعية اتجاه المجتمع، ويجب أن نؤدي بمهمة اجتماعية في الميدان، ونحتاج للإعلام لمرافقتنا لتبادل المعلومات حول أمراض غير معروفة لدى المواطن، أو أمراض يقل الحديث عنها”.