تتوالى ردود الفعل العربية المنددة بالمجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في مدينة نابلس بالضفة الغربية، فيما قررت القيادة الفلسطينية التوجه لمجلس الأمن الدولي لطلب جلسة طارئة من اجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
يأتي هذا التحرك في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني امس الاربعاء مدينة نابلس، وارتكابها مجزرة أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيا، بينهم ثلاثة مسنين وطفل، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، بينهم 7 في حالة الخطر.
وقد شيع آلاف الفلسطينيين جثامين شهداء نابلس في موكب مهيب رفعوا خلاله أعلام فلسطين ورددوا هتافات منددة بالاحتلال الصهيوني.
وقررت القيادة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإدانة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في مدينة نابلس، وباقي المجازر الأخرى.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن دولة فلسطين طالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لإدانة ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم بحق الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها مجزرة نابلس، وكذا من أجل توفير الحماية الدولية له.
وقال المالكي – في بيان – : “طلبنا أيضا اجتماعا طارئا لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين وكذلك اجتماعا اخر لمنظمة التعاون الإسلامي، بهدف الإدانة الجماعية والفردية من قبل الدول لمجازر الاحتلال إضافة إلى طلب الحماية الدولية”.
وطلب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون المغتربين فيصل عرنكي، الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجنائية الدولية بـ”التحرك الفوري والجاد” ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة و”وقف كافة الإمدادات العسكرية الأمريكية وغيرها (للكيان الصهيوني)، والتي تسهم في قتل الفلسطينيين”.
الجزائر تدين العدوان الهمجي
وفي رد فعلها، أدانت الجزائر بشدة العدوان الهمجي الذي ارتكبته القوات الصهيونية على مدينة نابلس الفلسطينية وطالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن للأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوضع حد للتصعيد الخطير الذي يمارسه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج مساء الأربعاء: “تعرب الجزائر عن إدانتها الشديدة للعدوان الهمجي الذي ارتكبته قوات الاحتلال الصهيوني على مدينة نابلس الفلسطينية وأهلها، مخلفة العديد من الشهداء والجرحى بين المواطنين الفلسطينيين”.
واكدت الجزائر -يضيف البيان- على “ضرورة العمل على تفعيل قرارات الشرعية الدولية لردع ومحاسبة المحتل على جرائمه الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وإجباره على الانخراط في مسار سياسي جدي يفضي إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق مبدأ +الأرض مقابل السلام+ الذي ترتكز عليه مبادرة السلام العربية”.
من جانبه، أعرب أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه إزاء اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني لمدينة نابلس، داعيا إلى العمل للحيلولة دون مزيد من التصعيد والى تهدئة التوترات والحفاظ على الوضع الراهن في القدس.
وقال غوتيريش في خطابه أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف – إن هدف المنظمة الدولية هو إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، واضاف أن “وضع القدس لا يمكن أن يتغير بأعمال أحادية”.
وأكد على أن “جميع الأنشطة الاستيطانية غير قانونية وفق القانون الدولي ويجب أن تتوقف”، وأن كل مستوطنة جديدة تعد عقبة أخرى في الطريق إلى السلام.
بدورها، حملت منظمة التعاون الإسلامي في بيان لها الاحتلال الصهيوني المسؤولية المباشرة عن تداعيات هذه الجريمة التي تستدعي التحقيق والمساءلة، ودعت مجلس الأمن إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الصهيوني المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وفي ذات السياق، دعا مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على لسان امينه العام جاسم محمد البديوي، المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني.
وجددت دولة قطر موقفها الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
واكدت السعودية رفضها لانتهاكات الكيان الصهيوني الخطيرة للقانون الدولي وشددت على مطالبتها للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لإنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات والتصعيد الصهيوني وتوفير الحماية للمدنيين.
واعربت مصر كذلك عن قلقها البالغ تجاه التصعيد المستمر والخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤخرا والذي يزيد الأوضاع تعقيدا وتأزما كل يوم، ويقوض من جهود تحقيق التهدئة، ويؤثر على فرص إعادة إحياء عملية السلام على أساس مقررات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين.
بدوره، استنكر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، سنان المجالي، مواصلة الكيان الصهيوني لحملاته العسكرية، وأعاد تأكيد الموقف الأردني بضرورة وقفها، والعمل الفوري على وقف التصعيد تجنبا لمزيد من التدهور، وتحقيق مزيد من التهدئة.
من جهتها، دعت تونس المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف الجرائم والمذابح الصهيونية في فلسطين والتي بقيت “دون أي ملاحقة أو جزاء”. وقالت الخارجية التونسية في بيان لها : “يتواصل سقوط الشهداء الفلسطينيين الأبرار من أجل تحرير أرضهم، ويستمر الصمت عن هذه الممارسات الاستفزازية في حق شعب فلسطين البطل”.
وناشدت المجتمع الدولي بأن “لا يكتفي بالشجب والإدانة وبتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية حتى يستعيد الشعب الفلسطيني أرضه، ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.