ارتفعت نسبة شغل أسرّة المستشفيات من قبل المصابين بكورونا من 28,2 بالمائة إلى 40 بالمائة والى 64,5 بالمائة في العاصمة، بعدما لم تكن تتجاوز 46,5 بالمائة بداية الشهر الجاري. فيما يصل عدد المصابين بالمؤسسات الاستشفائية عبر كافة القطر 7812 لغاية اليومين الأخيرين، بحسب ما أفاد به البروفسور لياس رحال، المدير عام للهياكل الصحية في هذا الحوار لـ «الشعب».
– «الشعب»: ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بشكل كبير وسريع، هل لدينا الإمكانات اللازمة للتكفل بالمصابين؟
البروفسور رحال: صحيح أن عدد المصابين في ارتفاع، وهذا الأمر لا يخص الجزائر لوحدها، كل العالم يعيش أزمة كوفيد ـ19، لكن لسنا في مرحلة الخطر. لدينا الإمكانات لمواجهة الوباء، المستشفيات مجهزة بالوسائل والإمكانات اللازمة للتكفل بالمصابين وكل ما يروج هنا وهناك عبر وسائط التواصل الاجتماعي، ليست سوى إشاعات، البعض يريد استغلال الوضعية الوبائية لنشر البلبلة والخوف ولإحباط المعنويات.
وبحسب الإحصائيات المسجلة خلال اليومين الأخيرين، فإن نسبة شغل الأسرة قد ارتفع ليصل الى الضعف تقريبا على المستوى الوطني بنسبة 64,5 بالمائة (28,2 بالمائة بداية شهر نوفمبر)، وسجلت العاصمة لنفس الفترة ارتفاعا من 46,5 بالمائة الى 64,5 بالمائة.
– صرّحتَ في أكتوبر الفائت وقلت إن نسبة شغل الأسرة بالمستشفيات تضاعفت، وكان حينها عدد المصابين يقترب أو يزيد بقليل عن 600 حالة في اليوم، كيف هي حالة المستشفيات حاليا وقد تجاوز العدد 1000 مصاب بالفيروس يوميا؟
لدينا استراتيجية وإمكانات مادية وبشرية وأنا أفند ما يروج. نحن نتحكم الى حد ما في الوضع الصحي. مئات المصابين يغادرون يوميا المستشفيات بعد امتثالهم للشفاء. لابد ان يعرف المواطن ذلك، ولابد ان أشير كذلك ان كل مرحلة لديها استراتيجية.
– قلت إن الامكانات المتوفرة حاليا تفي بالغرض، واذا احتملنا ارتفاع عدد المصابين أكثر، هل تكفي المؤسسات الاستشفائية لوحدها لاستقبال المصابين، أم تكون هناك بدائل اخرى، كتهيئة دور الشباب او قصر المعارض وما شابه من فضاءات واسعة كما يقترح البعض؟
كل الاحتمالات واردة. لكن لا يمكن أن نتحدث عن شيء لم يحدث بعد. قلت ان مواجهة الوباء ليس بتطبيق الاستراتيجية فقط، وانما باستغلال الموارد البشرية والكفاءات الموجودة.
لدينا استراتيجية اذا ما أخذت الحالات منحنى تصاعديا أكثر مما هي عليه الآن، لأن صحة المواطن أينما كان وحيثما وجد تهمنا، والحرب على الفيروس لابد ألاّ تكون فقط في المستشفيات، بل حتى خارجها أيضا.
العوامل المناخية والفصلية ساهمت في ارتفاع حالات كوفيدـ19
– هل تقصد أن الوضعية الوبائية التي توجد في الجزائر حاليا راجعة الى حالة التراخي والاستهانة بخطر الفيروس، أم أن هناك عوامل اخرى؟
صحيح أن حالة اللامبالاة وعدم التقيد بالقواعد الصحية ساهمت بشكل كبير في انتشار العدوى بين الأشخاص، لكنها ليست العامل الوحيد، بل هناك عوامل أخرى، فالمناخ يساهم في انتشار الوباء، تغير الجو المصاحب لفصل الخريف يعطي المحيط الملائم لإنتقال سلسلة الفيروس، وهذا أمر مهم جدا.
– اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا أعلنت مؤخرا عن تشديد الإجراءات الصحية، هل سيغير ذلك في الوضعية الوبائية الحالية؟
لابد من الالتزام بتطبيق البروتوكول الصحي من قبل المواطنين، لأن ذلك سيساهم بشكل كبير في التقليل من الإصابات وكسر سلسلة العدوى، ولابد أن أشير كذلك إلى أننا لم نصل بعد إلى عدد اختبارات الكشف عن كوفيد ـ19 التي نتطلع إليها؛ بمعنى كلما زدنا من الاختبارات الكاشفة «بي.سي.ار» كلما سجلنا عددا أكبر للمصابين، ولذلك لابد أن يكون هناك وعي بخطورة هذه الوضعية الوبائية وبانعكاساتها على الجميع.