ينافس “غوغل بارد” منتوجا سبقه الى الوجود، في الذكاء الصناعي، وهو “شات جيبيتي” لـ”أوبن أآي”، في عالم تقريب الافتراضي من الواقع، وتطعيم العقول بتكنولوجيا تختصر الوقت والمجهود، لكنها تزيد فرص التكلس الذهني متى أدمنها من يستسهلون كل شيء..
يرعى “غوغل” مولودا جديدا في الذكاء الصناعي، اسمه “غوغل بارد”، ينافس في تكنولوجيا الذكاء الصناعي غريما سبقه إلى الوجود وهو “شات جيبيتي” من سان فرانسيسكو، من خلال “شات بوت”.
حاليا، تتيح شركة “غوغل” هذه التكنولوجيا تحت التجربة، لعدد محدود من الناس في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
وتبدي الشركة حذرا وهي تنشر هذه التكنولوجيا، وتحاول مراقبة ردود هذه التكنولوجيا في الذكاء الصناعي، غير المتوقعة أو المنتظرة. ولهذا تستخدم “غوغل” هذه التكنولوجيا كخدمة، بمعزل عن محرك البحث الشهير، ومنتجاته الأخرى.
“بارد” يعترف بأخطاءه
من البداية، يقول “غوغل بارد”، في رسالة بأعلى الصفحة، إنه يقترف أخطاء: “أنا بارد، مساعدكم المبدع والمفيد. لدي حدود، ولن أصل إليها دائما، لكن تعليقاتكم تساعدني كي أحسن آدائي”.
مثل “شات جيبيتي” لـ”أوبن آي”، الطبعة المهيأة لـ”بينغ مايكروسوفت”، يعتمد “بارد” على نموذج لغوي كبير، أو (LLM)، وهو نوع من تكنولوجيا الذكاء الصناعي، التي تتعلم وهي تحلل كمية كبيرة من المعطيات في الانترنيت، ما يعني ان هذه التكنولوجيا تقترف أخطاء، ويمكن أن تخترع أمورا غير حقيقية..
يقترح “بارد” أسئلة، من قبيل “إشرح لماذا النماذج اللغوية الكبرى تقترف أخطاء، أحيانا؟” ويترك “بارد” الفرصة لمستخدميه بترك تعاليق على الإجابات المطروحة.
في الواقع “بارد” ليس محرك بحث، إنه نظام تجريبي هدفه تعليم الناس كيف يستخدمون الذكاء الصناعي.
يمكن لـ”بارد” تقديم أفكار، ويمكنه كتابة مقالات، والإجابة على أسئلة، بالأحداث والآراء.
من جربوه يعرفون انه لا يقدم نفس الإجابة على نفس السؤال، ويقدم نصا مختلفا عن النص السابق، ما يعني انه يجيب على نفس السؤال بطرق مختلفة.
“بارد” مثل “شات جيبيتي” يستفيد من المواقع الانترناتية وملاحقها، بطريقة يمكنه فيها إدماج معلومات وأخبار حديثة في الإجابات التي يقدمها للمستخدمين.
ومن سقطات هذا الباحث الجديد عن مكانة له تحت شمس الذكاء الصناعي، أنه يقدم هوامش في إجاباته، عن مصادر معلومات أخذ منها، ولأنه غير واعي بما يفعل، يُعطيك مراجع من مواقع ليست بالضرورة متخصصة في الموضوع، وقد يعطيك إحالة على رسوم متحركة، وأشياء غير متوقعة.
لكن مع ذلك يبقى “بارد” أكثر حذرا من “شات جيبيتي” حتى لا يقع في المحظور،
وعندما يصطدم “بارد” بشح في المعلومات، يكتب لك الآتي على الشاشة: معلوماتي عن هذا الشخص محدودة. هل هناك أمر آخر استطيع المساعدة فيه؟”. وهذا يعني ان الذكاء الصناعي الجديد لا يريد تغليط مستخدميه، مثلما فعل غريمه “شات جيبيتي”..