ليس مفروضا على التاجر وحده احترام ضوابط النشاط التجاري، والتّقيّد بسلوكات غير منافية للقانون، لأنّ المستهلك بدوره ينبغي أن لا يتجاوز آداب عملية الشراء، وعدم المساس بحقوق التاجر، ومطالب كذلك أن لا يعبث أو يسخر من التاجر ولا يضيع وقته، من أجل أن تختفي ظواهر سلبية، يجب أن تندثر؛ لأنّها لا تمتّ بصلة إلى السلوك الحضاري للمستهلك.
ممّا يستهجن بشكل عفوي، إقدام بعض الزبائن غير الحقيقيين على دخول محل تجاري وطلب من التاجر أسعار عدة سلع ومنتجات، ثم يأخذ سلة المحل ويرتب فيها عدة سلع، ويبقى يتجول في هذا المحل التجاري، وكأنه زبون سيشتري، لكن يتضح في الأخير أنه يتسلى، لأنه بعد انقضاء مدة زمنية تصل إلى نصف ساعة أو أكثر، يترك تلك السلع المنتقاة ويتسلل بهدوء وخفة إلى خارج المحل التجاري، وهناك من التجار من يجهر بتضايقه، والبعض الآخر يكتم غيظه ويجنح إلى الصمت.
لكن هناك بعض التجار خاصة على غرار الجزارين، يقصدهم زبون يطلب كمية من اللحم المفروم، وتحضّر تلك الأخيرة وتلف في الكيس، بينما عندما تحين عملية تسديد الثمن، يتحجّج الزبون بأنه نسي محفظة النقود في السيارة، فيخرج ثم لا يعود، ويبقى الجزار ينتظر، وبعد مرور مدة زمنية يدرك بأن هذا الزبون كذلك ليس حقيقيا، أي لا يقتصر التزييف على التاجر بل حتى الزبون، لذا تجد بعض التجار ممّن لديهم الخبرة يفرّقون بين الزبون الجيد، وذلك الذي يتردد على المحلات التجارية من أجل التسلية وحرق الوقت على حساب مضايقة وإرهاق الآخرين.
إنّ السّلوكات الغريبة المستهجنة من طرف الجميع، يجب أن تحارب للإقلاع عنها ومحوها من خلال نبذها من طرف التجار كما الزبائن على حد سواء.