عواصف التنديد والرفض والاستنكار انطلقت من جميع أصقاع العالم، أمس، وأحاطت بما يسمى (لائحة البرلمان الأوروبي)، ولقد اتفق الجميع – تصريحا أو تلميحا – على أن «البرلمان المرتشي» لا يمكن أن يفهم معنى «حرية التعبير»، فقد ثبت بالبرهان أن (المسْيو برلمان) لا يتحرك إلا إذا تلقى حاجته من (البقشيش)، فهو (يعْلف ثم يحْلف)؛ ولهذا لم يجد أي حرج في تسويغ الاعتداء على مقدّرات شعب كامل بالصحراء الغربية، مقابل (دراهم معدودة)..
ولقد سبق وقلنا إن برلمان أوروبا لا يمثل شيئا مذكورا في المنظومة الأممية، بل إن أوروبا بشخصها، متجاوزة، ولا يمكنها أن تضيف شيئا إلى الوجود يتعدى التزامها بـ(وظيفة التابع)، فقد تلقّت هزائم منكرة جغرافيا وتاريخيا، وسقطت جميع أطروحات «آرثر دو غوبينو» العنصرية التي تأسست عليها، فهذه لم تعد تنفع في شيء، وما الخطاب المهترئ الذي تبنّته لائحة العار، سوى دليل مبين على ما نقول..
ويشهد التاريخ على أن العجوز أوروبا لم تكفّ، في أي لحظة من لحظات التاريخ، عن علك خطاب تؤسس له بمغالطات بائسة، ومن ذلك فإنّها ظلت ترتكب المجازر الشنيعة والمحارق المرعبة، تحت عنوان «نقل الحضارة»!!، وتقتل الأطفال الأبرياء، تحت مسمى (مكافحة الفلاقة والمارقين)، وتستغل ثروات الشعوب وتسرق دماءهم، بل تسرق ومضة النور من أعينهم، باسم «الحرية» و»العدالة»..
إن الجزائر التي لقّنت أوروبا دروسا نظرية وتطبيقية ميدانية، في مادة الرّقيّ الإنساني، أسمى وأعلى من أن تتأثر بـ(لائحة) سقيمة المبنى، سفيهة المعنى، وكان أولى بالبرلمان الأوروبي أن يتساءل عن جماجم الآلاف من الشّرفاء الجزائريين، المحفوظة بما يسمى «متحف الإنسان» بذريعة (الدراسات الأنثروبولوجية)!! على أساس أن (الأنثروبولوجيا) فرع من (حرية التعبير)..