تعكف مصالح الأمن لولاية برج بوعريريج، بالتنسيق مع مختلف المصالح والهيئات الأمنية المشتركة، وبالتعاون مع الجمعيات وممثّلي المجتمع المدني والأئمة، على انتهاج مخطّطات أمنية وقائية عملياتية تعتمد على مداهمات يومية تستهدف بؤر الإجرام، وأخرى استباقية وقائية ترتكز بالأساس على مخطط وقائي يشمل الحملات التحسيسية، الرامية إلى مكافحة هذه الظاهرة بإشراك أخصائيين وخبراء في علم النفس والإجرام، من أجل حماية الأسرة والمجتمع من هذه الآفة الخطيرة، ومكافحة الآفات الاجتماعية المرتبطة بها، وتلك التي تلقي بظلالها على كافة شرائح المجتمع، بل ويمتد تأثيرها المدمر لأجيال، بفعل الآثار المدمرة المترتبة عن هذه الآفة من تفكك أسري وقطع للأوصال.
ولمجابهة هذه الظّاهرة الخطيرة بكل أنواعها وأشكالها، تتجنّد مختلف الوحدات والفرق التابعة للأمن الوطني لولاية برج بوعريريج، في تطبيق خطّة أمنية مشتركة تجسيدا للتوجيهات والتعليمات الصادرة عن قيادة الأمن الوطني في إطار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
في هذا الصدد، كشف الملازم الأول كمال علواش، رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة التابعة لأمن ولاية برج بوعريريج، عن إتباع مخطط أمنى وقائي على المدى القريب والمتوسط، يرتكز في الأساس على شق توعوي تحسيسي لفائدة مختلف الشرائح المجتمعية، عبر برمجة العديد من العمليات التحسيسية التوعوية، بداية من النشء الصاعد، من خلال التنقل مباشرة إلى المؤسسات التربوية في الطور المتوسط، وفي الطور الثانوي، ومؤسسات التكوين المهني والمعاهد وحتى الجامعات والمساجد، والحدائق العمومية.
يتم من خلالها تقديم نصائح وإرشادات لفائدة التلاميذ والطلبة المتربصين وطلبة الجامعات للتعريف بدور الشرطة في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، مع عرض الأساليب والطرق المختلفة لتفادي الوقوع في محيط المخدرات والآفات الاجتماعية، كما يتم استهداف السائقين بعمليات تحسيسية وتوعوية، باعتبار هذه الشريحة تمثل نسبة مؤثرة في المجتمع، لاسيما بالنظر إلى عدد الحوادث المرتبطة بتأثير المخدرات أو الحبوب المهلوسة، أو تأثير الكحول، وما يترتب عن ذلك من أحداث وكوارث مأساوية.
الجمعيات.. شريك أساسي
إلى جانب ذلك، كشف محدّثنا عن استغلال كل وسيلة إعلامية متاحة في العملية التحسيسية، وعلى رأسها الإذاعة الوطنية، من خلال المشاركة في حصص على الأثير رفقة شركاء وأخصائيين في علم النفس ومستشارين تربويين وأئمة، إضافة إلى استغلال صفحات منصات التواصل الاجتماعي للترويج لمختلف الحملات الدعائية لمكافحة هذه الظاهرة بالتحسيس والإرشاد، قصد الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، خاصة فئة الأطفال والمراهقين التي تراهن مصالح الأمن قدر الإمكان على النأي بها عن هذه الآفة.
من جهته، وجّه رئيس خلية الإعلام والاتصال ببرج بوعريريج، نداء إلى أولياء التلاميذ والفاعلين الاجتماعيين من كشافة ورياضيين من أجل أخذ الأمر بجدية، من خلال مراقبة الأبناء والحرص على شغل أوقات الفراغ بالنسبة لأطفالهم والمراهقين، وإشراكهم في النوادي الثقافية أو الرياضية والترفيهية، وغيرها من النشاطات، مع الإصغاء إليهم وفهم ظروف محيطهم، والتقرب منهم قدر الإمكان، ومساعدتهم على إيجاد حلول لمشاكلهم، قبل فوات الأوان، باعتبارهم يمثلون ذخيرة الغد.
تجفيف منابع الجريمة
أما فيما يتعلق بالجانب الردعي، فقد سطّرت مصالح أمن ولاية برج بوعريريج بالتنسيق مع المصالح العملياتية في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، من خلال فرقة التوعية المختصة المتمثلة في فرقة البحث والتدخل
وفرقة مكافحة الاتجار بالمخدرات، فقد تم استنفارها جميعا من أجل مكافحة هذه الظاهرة، من خلال عمليات شرطية منظمة ومنسقة تستهدف بؤر الإجرام والأماكن المشبوهة، بالتدخل المباشر، وهو ما أسفر عن حجز كميات معتبرة من المخدرات والمؤثرات العقلية.
حجز أزيد من ألفي قرص مهلوس في ظرف قياسي
تمكّنت مصالح الأمن بولاية برج بوعريريج من حجز كميات معتبرة من الأقراص المهلوسة خلال الأيام الأخيرة، فقط تعدّت 1380 قرص مصنف كمؤثر عقلي ذات منشأ أجنبي، مهربة من طرف شبكة إجرامية، تتكون من شخصين، وعند تفتيشهما ضُبط بحوزتهما مبلغ 80 مليون سنتيم.
وبناء على إذنين بتفتيش مسكني المشتبه فيهما، ضُبط بمسكن الأول 1338 كبسولة «بريغابالين-300 ملغ» ذات منشأ أجنبي، و39 كبسولة من علامة «دولاكس»، وكذا مبلغ مالي معتبر من العملة الأجنبية، فيما ضُبط بمسكن المشتبه فيه الثاني، 3 كبسولات «بريغابالين-300 ملغ».
وتمكن أفراد الأمن الخارجي ببلدية «حسناوة» شمال ولاية البرج، من وضع حد لنشاط شبكة إجرامية مكونة من ثلاثة أفراد، تمتهن بيع السموم والمؤثرات العقلية، وتمّ ضبط أزيد من 230 كبسولة من نوع «بريغابالين» ومبلغ مالي معتبر، كما تمّ ضبط كمية من المؤثرات العقلية بمنزله تقدّر بـ108 كبسولات من نفس النوع، وأفضت التحريات إلى تحديد هوية متهم ثالث، بعد إتمام جميع الإجراءات القانونية.
وكانت مصالح الأمن لولاية البرج، قد عالجت خلال سنة 2022، أزيد من 977 قضية، تورط فيها 1192 شخص، وتم إيداع 255 منهم، ووضع 38 تحت الرقابة القضائية، وأسفرت العمليات عن حجز كمية معتبرة من المخدرات قدرت بـ 7 كيلوغرام و680 غرام، اضافة إلى كمية كبيرة من المخدرات الصلبة قدرت بـ 5.34 غرام من الكوكايين مع حجز كمية كبيرة المؤثرات العقلية بمختلف أنواعها وأشكالها قدرت بـ 34795.
في حين وصلت حصيلة العمليات المسجلة في نفس الإطار، خلال الأربعة أشهر الأخيرة من العام الجاري 2023، حوالي 437 قضية، تورط فيها 522 شخص، وتم إيداع 140 منهم، مع وضع 8 أفراد تحت الرقابة القضائية، وأسفرت معالجة هذه القضايا عن حجز ما يقارب 7 كيلوغرام و850 غرام من المخدرات، وأزيد من 17782 قرص من المؤثرات العقلية، وحوالي 12.41 غرام من المخدرات الصلبة الكوكايين.