تسلم شريف بن حبيلس، المدير العام للصندوق الوطني للتعاون الفلاحي، مساء أمس الأربعاء، رئاسة المنظمة الإفريقية للتأمينات، وهذا في اختتام أشغال المؤتمر الـ49 والجمعية العامة للمنظمة التي احتضنها الجزائر العاصمة على مدار ثلاثة أيام.
جرت مراسم التسليم والاستلام بين بن حبيلس ورئيس المنظمة السابق، الكيني بان كاجوانغ، بحضور ممثلي شركات التأمين وإعادة التامين ومختلف الهيئات والجمعيات الناشطة في هذا القطاع الأعضاء في المنظمة.
وبالمناسبة أكد بن حبيلس الذي سيرأس المنظمة القارية لعهدة مدتها سنة، على أهمية العمل على تعزيز التعاون وتبادل المعلومات والخبرات بين البلدان الإفريقية في مجال التأمينات واتخاذ كل المبادرات التي من شأنها تطوير وتوفير خدمات تأمينية تتماشى مع احتياجات القارة، خاصة في المجال الفلاحي.
من جهته، أبرز رئيس الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين، يوسف بن ميسية، جهود الجزائر لإنجاح هذا الحدث الاقتصادي القاري الذي عرف مشاركة إفريقية ودولية واسعة.
يشار إلى أن الجزائر سبق واحتضنت مؤتمرات مماثلة للمنظمة وهذا في سنتي 1991 و2008.
بدوره، أكد الرئيس السابق للمنظمة نجاح مؤتمر الجزائر، لافتا إلى أن مساهمة شركات التأمين تعد “محورية” لتحقيق الأمن الغذائي للقارة التي تعتبر الأكثر عرضة للآثار السلبية للتغيرات المناخية ومخاطرها.
وخلصت أشغال المؤتمر إلى جملة من التوصيات تركزت في مجملها على ضرورة تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الشركات الإفريقية في مجال الرقمنة وتطوير التأمين الفلاحي المصغر.
ودعا المشاركون إلى “إطلاق قاعدة بيانات قارية لتبادل المعلومات بين شركات التأمين وتشجيع المتعاملين الاقتصاديين على اكتتاب تأمينات داخل القارة الإفريقية مع تحسين التشريعات من خلال التعاون مع هيئات ضبط ومراقبة قطاع التأمينات”.
وتبنى المؤتمرون كذلك مخططا استراتيجيا في آفاق 2025 يرتكز على تحفيز النمو الاقتصادي في القارة بشكل عام من خلال إعطاء دفع لصناعة التأمينات.
وعرف المؤتمر الـ 49 عقد جلسات نقاش وورشات تركزت بالأساس حول ترقية التأمين الفلاحي في إفريقيا وكذا تطوير الحلول التأمينية لتحسين الإنتاج الفلاحي وأنظمة نقل مخاطر الكوارث بين القطاعين العمومي والخاص.
وعكف المشاركون على دراسة ومناقشة آفاق صناعة التأمين وإعادة التأمين في القارة على ضوء التحديات والتحولات الاقتصادية والجيوسياسية الجارية في العالم، لاسيما التباطؤ الاقتصادي العالمي وتسارع التضخم والتغيرات المناخية مع تقديم الحلول التأمينية المناسبة.
وتعتبر المنظمة التي تأسست في 1972 بموريشيوس منظمة غير حكومية يقع مقر أمانتها العامة بمدينة دوالا (الكاميرون)، وتضم 371 عضوا منهم 363 يمثلون 47 بلدا إفريقيا و14 عضوا دوليا من ثماني دول.
ويتمثل أعضاء المنظمة في شركات التأمين وإعادة التأمين والجمعيات المهنية إضافة إلى وسطاء التأمين وهيئات الرقابة والضبط وكذا الهيئات المتخصصة في المجال.
وتهدف المنظمة إلى تطوير صناعة التأمينات في القارة وتشجيع تبادل الخبرات بين أسواق التأمين القارية.
وكان أعضاء الجمعية العامة اتفقوا في ختام الأشغال على أن تقام الدورة المقبلة للندوة الإفريقية للتأمينات في ناميبيا، العام المقبل.