أكد الباحث في الهندسة النووية، عمار منصوري، أن الألغام مازالت تحصد أرواح الأبرياء في الجزائر، خاصة فئة الأطفال، آخرهم الطفل خالد عيساني، من البيض، كان قبل شهرين، وأن الجزائر أول بلد متضرر في العالم، وذلك في مداخلة بعنوان: «خطر الحروب على الأطفال خاصة ضحايا التفجيرات النووية والألغام المضادة للأفراد»، أمس، بمنتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد.
قال منصوري، إن 38٪ من ضحايا الألغام في العالم وضحايا الحروب والنزاعات هم أطفال. وأضاف، أن حصول الجزائر على استقلالها لم ينه مأساة الاستعمار الفرنسي، الذي استمرت مخلفاته لحد الآن بسبب التفجيرات والألغام. وتأسف على أن كل الجرائم طبقت على الأطفال، باستعمالهم كجنود وتقتيلهم واغتصابهم واختطافهم وأيضا تدمير المدارس التي يتواجد فيه الأطفال، وأكد أن مجلس الأمن أصدر 13 مقررا موضوعاتيا يهم الأطفال في الحروب منذ 1996.
في هذا الصدد، استعرض الباحث أنواع الأسلحة ضد الدمار الشامل اللاإنسانية، التي استعملتها فرنسا في الجزائر وهي الأسلحة البيولوجية والكيماوية وسلاح النابالم، هذا الأخير أخطر سلاح دمر الإنسان والحيوان والنبات، والتي لها تأثيرات خطيرة تصيب خلايا الجسم وتتحول لتسبب السرطان على 20 أو 40 سنة.
وأكد أن سكان المناطق المتضررة برقان من التفجيرات النووية يعانون لحد الآن تشوهات خِلقية، وقال: «يجب علينا مقارنة أنفسنا بما حصل في العالم في حادثة تشرنوبيل سنة 1986، حيث مات 8 آلاف شخص ثلثهم من الأطفال».
وأشار المحاضر، إلى أن أول منطقة تضررت من الإسقاطات الإشعاعية وكان في حادث النووي بيريل في 1 ماي 1962، شارك فيها وزيران فرنسيان، توفيا فيما بعد بالسرطان.
وأضاف منصوري، أن بعض الفرنسيين يتفاخرون في كتاباتهم بارتكابهم هذه الجريمة ويقولون إنهم استعملوا النابالم في الجزائر مثلما فعلت أمريكا في الفيتنام، وأكد أن فرنسا دمرت 800 قرية بالنابالم إبان ثورة التحرير، وزرعت 11 مليون لغم في 93 منطقة بالحدود الشرقية والغربية، راح ضحيتها أكثر من 4 آلاف مجاهد وبعد الاستقلال مات أكثر من 3 آلاف مدني جزائري.
وفيما يخص الألغام، قال المحاضر إن الجزائر شرعت في تطهير أراضيها من الألغام ، بنزع 9 ملايين لغم بفضل أفراد الجيش الوطني الشعبي، وقد توفي منهم. وشدد منصوري، على أنه يجب أن نبقى يقظين لأن مأساة الاستعمار مازالت مستمرة.
وفي رده عن سؤال «الشعب»، حول دور المجتمع المدني في مطالبة فرنسا بالتعويض عن جريمتها، قال منصوري: «الجزائر لم تنتظر فرنسا للتعويض، ولسنا بحاجة إليه، فبلادنا بادرت بتنظيف حقول الألغام منذ 1963، وتكفلت بالضحايا من الناحية الصحية والنفسية، نحن نطالب بالاعتراف».