فككت مصالح الدرك الوطني لولاية وهران منذ بداية السنة الجارية نحو 35 شبكة إجرامية مختصة في الترويج والإتجار غير الشرعي بالمخدرات والمؤثرات العقلية.
كشف النقيب وهاب عادل ممثل المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران في تصريح صحفي برسم يوم إعلامي نظمته وكالة وهران للصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية للعمال الأجراء حول “مكافحة الإدمان والوقاية منه”، عن تفكيك هذه الشبكات الإجرامية، حيث تمكنت مصالح الدرك الوطني من توقيف 250 شخص متورط، وحجز حوالي 35 ألف قرص مهلوس، و80 كغ من الكيف المعالج وزهاء كيلوغرام من الكوكايين.
أفاد المصدر ذاته أنّه رغم ما تؤكّده الأرقام والمؤشرات من ازدياد مضطرد لهذه الآفة الخطيرة، والأساليب الخبيثة التي يستحدثها تجار المخدرات في تهريبها ونقلها وتوزيعها، تواصل مصالح الدرك الوطني جهودها للتصدي لمحاولات إغراق البلاد بالسموم ومكافحة هذه الآفة الفتاكة باعتماد الردع والتحسيس، من جانب، وتعزيز التعاون والتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية الأخرى، من جانب آخر، بغية التصدي لخطر داهم يهدد أساسات المجتمع وبنيانه المتراص.
في ذات السياق، أشار المتحدث إلى أن الجانب التحسيسي والتوعوي بقيادة مصالح الدرك الوطني يستهدف بصفة خاصة فئة الأطفال والشباب والمراهقين عبر المؤسسات التربوية والتكوينية والإقامات الجامعية والساحات العمومية، باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة لهذه المخاطر، والعامل الرئيسي المساعد في التصدي لهذه الآفة، سواء، في الحي أو المدرسة، حسب تعبيره.
من جانبها، أكّدت الدكتورة شاوش ياسمين المختصة في الطب العقلي بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الطب العقلي بسيدي الشحمي، أنّ “تعاطي المواد المختلفة والإدمان عرف منحنيات مقلقة”، محذرة بشدة من تنامي تعاطي العقارات الطبية المسكنة للآلام والمضادة للأرق والقلق والاكتئاب وغيرها من الحالات العلاجية، على رأسها “الترامادول” و«البريغابالين”.
في الوقت نفسه، أضافت قائلة: “نحن هنا اليوم للتحسيس والتوعية حول هذا التوجه الجديد في الإدمان على المخدرات”، مستدلة على ذلك بمصلحة مكافحة الإدمان بمستشفى سيد الشحمي التي تستقبل أعدادا كبيرة من الشباب المدمنين على هذه العقارات الطبية التي استخدمت في غير الأغراض الطبية الموجهة لها”.
وأشارت في هذا الشأن إلى دراسة أجرتها المصلحة سنة 2019 على عينة من المتعاطين، توصّلت إلى أنّ معدل سن أول استهلاك للمخدرات، يتراوح ما بين 14 إلى 15 سنة، ليصبح المستهلك يعاني من اضطرابات نفسية عصبية حادة بعد حوالي العشر سنوات، مما يجعلهم يتورطون في مختلف الجرائم الخطيرة، بما فيها حوادث الاعتداءات والاغتصاب والعنف الاسري والمجتمعي.
كما تطرّقت الأستاذة بكلية الطب بوهران، ربيعة مجان، إلى ظاهرة انتشار المخدرات وتعاطيها إلى أشهر أنواع العقاقير الطبية الأخرى المسببة للإدمان في حالة استعمالها في غير محلها، على غرار مسكن الآلام “البراسيتامول” ومضادات الالتهاب “فولتارين”، ناهيك عن المنبّهات ومنشّطات الذاكرة، والأدوية المساعدة على النوم وتهدئة الأعصاب.
وشدّدت مجان على ضرورة تكثيف الحمالات الميدانية للتوعية والتحسيس من مخاطر المخدرات، بهدف مواجهة انتشار هذه السموم والآفات التي باتت تستهدف مختلف شرائح المجتمع باستعمال أساليب وحيل شيطانية لتوسيع دائرة المتعاطين والمدمنين، مع تركيزها على دور الأسرة، باعتبارها المسؤول الأول.
جدير بالذكر، أنّه تم تنظيم هذا اليوم الإعلامي والتحسيسي تحت شعار “الضمان الاجتماعي يرافقكم لحمايتكم من مخاطر الإدمان” بالتعاون والتنسيق والعيادة المتخصصة في جراحة العظام والتأهيل الوظيفي لضحايا حوادث العمل بمسرغين”.