رسالتان غاية في الأهمية، ألقى بهما الرئيس عبد المجيد تبون، نتوسم أنّه جعلهما خارطة طريق لتحقيق طموح الجزائر الجديدة، وترسيخ قدمها في عالم الدّول المتطوّرة، وإحداث قطيعة نهائية مع الممارسات البائدة، والعقليات المتحجّرة..
الرسالة الأولى جاءت من ملتقى الأمن السيبراني، ومفادها أن «الرقمنة» ليست (موضوع نقاش)، بل هي قناعة راسخة، وأولوية قصوى، وهي الرّهان الأساسي في مكافحة الفساد وأخلقة الحياة العامة، وهي مناط التنمية الاقتصادية، ما يعني أن كلّ محاولة (بيروقراطية) لعرقلة المشروع، ستلقى الردّ الحاسم.. فالخيار خيار الدّولة، والأمر لا رجعة فيه..
أما الرسالة الثانية، وهي تعضد الرسالة الأولى وتقوّيها، فقد جاءت من المركز الدّولي للمؤتمرات، أين أشرف الرئيس شخصيا على تكريم الفنانين، وتكريم الفائزين بجائزة علي معاشي، وهي أول مرة يتسلّم فيها الفائزون جوائزهم من الرئيس، منذ تأسيس الجائزة، وهذه علامة لا ينبغي تفويتها، فالرسالة المضمّنة تقول صراحة إن الدّولة تراهن على نخبها الفاعلة، وتستغلّ كل طاقاتها الحيوية في البناء، ويؤيّد هذا توصية الرئيس تبون في مجلس الوزراء بضرورة إعادة الاعتبار للمادة الرمادية.. ما يعني تلقائيا أن رهان الجزائر الجديدة سيكون خالصا مخلّصا على «الكفاءة»، بعيدا عن معايير (المعريفة) وما شابه مما أفسد على الناس حياتهم..
ولا يفوتنا أن الرسالتين جاءتا بعد إنجاز كبير تحقق للجزائر، بحصولها على مقعد في مجلس الأمن، يمثل رمزيا العودة إلى المكانة المستحقة في محفل الأمم، بعد منجزات ديبلوماسية رائعة على المستويين العربي والقاري..
الموقف واضح، والخطاب صريح.. الجزائر الجديدة واقع معيش، ولم يتبق سوى العمل بإخلاص، والوفاء لأولئك الذين قدّموا أرواحهم فداء للوطن.. ولك المجد يا وطن..