افتتح الاجتماع الـ34 لمجموعة العمل الفنية لاتفاقية التعاون الإقليمي لإفريقيا حول البحث، التطوير والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية، تحت وصاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، بفندق الجزائر بالجزائر العاصمة.
وفي كلمة لوزير الطاقة والمناجم ألقاها نيابة عنه الأمين العام للوزارة، عبد الكريم لعويسي، اعتبر أن الجزائر، بصفتها أحد المؤسسين لاتفاق “أفرا” الإقليمي، ومنذ دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ في أفريل 1990، سعت دائما لدعم الجهود المبذولة لتوطيد واستدامة التعاون بين الدول الأعضاء.
وأضاف المتحدث أن الجزائر تؤكد باستمرار التزامها بالأنشطة الإقليمية المنفذة في هذا الإطار، وتمسكها بتحقيق الهدف الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو تسريع وتعزيز مساهمة الطاقة الذرية في السلم والصحة والازدهار في جميع أنحاء العالم.
وذكر الوزير أنه كدليل على هذا الالتزام، كانت الجزائر أول دولة عضو تودع دون تحفظ أو إعلان في 10 فيفري 2020 صك قبول اتفاق “أفرا” المعدل المعتمد في فيينا في 20 سبتمبر 2019 والذي حل محل الاتفاق السابق، لكي يصبح الاتفاق ساري المفعول إلى أجل غير مسمى، اعتبارًا من أفريل 2020.
وأشار وزير الطاقة أن دعم الجزائر الثابت لـ”أفرا”، سواء من حيث الإدارة أو الخبرة أو التكوين أو توفير البنية التحتية الوطنية ذات الصلة، تعتبره الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الوديع لهذا الاتفاق، أمرا قيما وأساسيا.
وقال المتحدث إن الجزائر “تشارك بشكل مكثف في البرنامج الإقليمي الإفريقي في إطار “أفرا”، وتساهم في العديد من المجالات لتوفير الخبرة للدول الأخرى في القارة.
على هذا النحو، تحوز الجزائر حاليا ـ بحسب الوزير ـ على خمسة مراكز إقليمية معينة من “أفرا” ، تعمل في مجالات: التكوين في الحماية من الإشعاع، معايرة قياس الجرعات، التكوين في الطب النووي، الأمن الغذائي والتكوين في استخدام وصيانة الأجهزة النووية”.
وأوضح عرقاب أن الجزائر ملتزمة بتعزيز التعاون الإقليمي ودعم التعاون فيما بين بلدان الجنوب، الذي يظل رافعة للتنمية، مؤكدا العزم الراسخ على تزويد بلدان المنطقة بكل المساعدة التي تحتاجها من حيث تكوين الموارد البشرية وإتاحة الخبرة.
وقال الوزير إن الجزائر “رحبت بجميع المبادرات الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتشارك بنشاط فيها، ولا سيما مبادرة “زودياك” التي تهدف إلى التعرف على مسببات الأمراض حيوانية المنشأ، مبادرة NUTEC، التي تهدف إلى مواجهة التحدي العالمي للتلوث البلاستيكي، بالإضافة إلى ما يسمى بمبادرة أشعة الأمل، والتي تهدف إلى مساعدة البلدان على إنشاء أو تطوير قدرات آمنة ومأمونة وفعالة للطب الإشعاعي، من أجل سد النقص الكبير في المعدات والأخصائيين المؤهلين في العديد من البلدان النامية”.
وقد حضر الاجتماع 32 ممثل للدول الأطراف في الاتفاقية، ورؤساء لجان “أفرا” وكذلك نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم التعاون الفني، هوا ليو، ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمراجعة تنفيذ الأنشطة الجارية لـ”أفرا. وسيدرس الاجتماع مقترحات المشاريع الجديدة وتقديم توصيات بشأنها لإدراجها في البرنامج القادم لـ”أفرا”.
وستتولى الجزائر رئاسة “أفرا”، لمدة سنة، ابتداء من شهر سبتمبر 2023، كدولة مؤسسة للاتفاق الإقليمي.