نظم المتحف الوطني للمجاهد بالتنسيق مع المرصد الوطني للمجتمع المدني، والهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، اليوم الثلاثاء، ندوة تاريخية عن الجانب الإنساني في تعامل وسياسة الأمير عبد القادر.
قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، في كلمة القاها نيابة عنه المفتش العام بالوزارة عمر بن سعد، أن الجزائر أهدت للعالم شخصية عظيمة هي شخصية الفارس الأمير عبد القادر، الذي تجلت عظمته في ورعه ونبل اخلاقه وكمال إنسانيته وعسكرية قيادية نالت إعجاب العدو قبل الصديق.
وابرز ربيقة أخلاق الأمير الذي كان يؤمن بالتسامح الديني وأول من أرسى قواعد القانون الدولي الإنساني، وأول من بادر بتدوينه خاصة في مجال حماية أسرى الحرب، حيث سعى في التأسيس لأنسنة الحرب لأنه كان متشبعا بأحكام الدين الاسلامي.
وأكد الوزير ان الأمير عبد القادر لم يرتكب ما يسيئ للأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة، رغم ويلات الحرب، وسجل لنا التاريخ أمثلة عن معاملاته الإنسانية، حيث سعى لتخفيف آلام الاسرى الذين ساقتهم أقدارهم إلى معسكراته وشهدوا كرمه وشهامته ونبله.
وأضاف: “من آثار معاملته الانسانية لهم انهم غادروا جميعهم الجزائر إلى فرنسا بعد أطلاق سراحهم، ومن أبرز مواقفه الإنسانية موقفه النبيل من فتنة دمشق في 1860، حيث أنقذ آلاف المسيحيين من الموت والعذاب من الذين لجؤوا إلى داره وقلعة مدينة دمشق”.
نصارى دمشق مدينون بالعرفان للامير عبد القادر
وقال أيضا ربيقة أن كافة نصارى دمشق مدينون بالعرفان للامير عبد القادر، نظير هذا العمل الإنساني النبيل، حيث مدحه الشاعر أمين الجندي بالقول “إليك انتهى المجد الرفيع المؤثل.. وهناك أحاديث المكارم تنقل”.
واشار وزير المجاهدين إلى أن الدولة العثمانية والدول الأوروبية منحت الأمير عبد القادر ، النياشين والأوسمة الفخرية نظير مواقفه السمحة.
وفي هذا الصدد، ذكر بالعناية التي حظيت بها هذه الشخصية التاريخية من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال زيارته الأخيرة لفيدرالية روسيا بتدشين نصب تذكاري وسط مدينة موسكو تخلد نضاله ودوره في حماية اعضاء القنصلية الروسية في دمشق عام 1860.
وبمناسبة الذكرى الـ61 لاسترجاع السيادة الوطنية، تحدث الوزير عن انجازات قطاع المجاهدين في تثمين ماثر المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني، وتجسيد مشاريع عديدة بالتنسيق مع مختلف قطاعات الدولة والمؤسسات الرسمية وجمعيات المجتمع المدني للعناية بالذاكرة التاريخية عبر طبع واعادة طبع الكتب التاريخية وانتاج اشرطة سمعية بصرية وافلام روائية واستحداث الأرضية الرقمية جزائر المجد ،وتطبيق الهاتف النقال تاريخ الجزائر 1830-1962،الذي يتيح الإطلاع على العديد من المحاور والمواد الأرشيفية وتنظيم ندوات بهدف الحفاظ على الموروث التاريخي.