الأكاديمية العسكرية بشرشال الرئيس الراحل هواري بومدين.. الرمز الأسمى، والعنوان الأجلّ للاحترافية العالية التي يتميّز بها أبناء جيشنا الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، فهي الصّرح التكويني الأعلى، ومنها يتخرّج خيرة الأبطال وأرقى النّخب العسكرية، وهي تمثل – في المخيال العام الجزائري – منارة رقيّ معرفيّ، وضمانة أمان للوطن المفدى.. وهي كما وصفها الفريق أول السعيد شنقريحة «مرآة تعكس الأشواط الكبرى التي قطعها جيشنا في مجال بناء مقدّراته العسكرية»..
ولا نشكّ مطلقا بأن الرمزية العليا التي اكتسبتها أكاديمية شرشال لدى الجزائريين، إنّما تعود بالدّرجة الأولى إلى عقيدة الجيش الوطني الشعبي التي تأسست على الوفاء لعهد الشهداء وصون وديعتهم، والالتزام بخدمة الوطن دون قيد أو شرط، والعمل في إطار ضوابط نظامية مناطها الحزم والصرامة، وغايتها رفعة الوطن وسموّه، بما يوافق المناهج العلمية الرصينة، والرؤى الاستشرافية الحكيمة، والمواقف الإنسانية النبيلة، فإذا حظيت بعناية خاصة من رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، السيد عبد المجيد تبون، فذلك لأنها تمثّل النموذج الأرقى الذي يجب أن تنهل منه جميع المؤسسات الجزائرية، فتسير على هديه، وتقتبس من أنواره، حتى يكتمل بناء الجزائر الجديدة..
لقد كان حفل التّخرج، أمس، عنوانا لمهمّة أدّاها رواد الأكاديمية على أكمل وجه، وكان أيضا رسالة قويّة تستنفر كل ذي جهد كي يسهم في أداء الواجب الوطني، كي تتبوّأ الجزائر مكانتها الطبيعية في محفل الأمم، فهي الأحق برتبة عاصمة السلام العالمي، وهي الأجدر بمقام منارة القيم الإنسانية العليا..
هنيئا للمتخرجين من أكاديمية شرشال..
والمجد للجزائر..