توقع الخبير في البيئة والتغيرات المناخية البروفيسور سمير غريمس، وبحسب تقرير علمي جدي، أن تشهد الخمس سنوات المقبلة ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، بنسبة 98٪، موضحا أنها ستكون من السنوات الأكثر حرا التي ستشهدها البشرية.
أوضح الخبير في تصريح لـ «الشعب»، أن الأرض تعيش على وقع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث تراوح معدلها العالمي في 4 جويلية 17.18 حرارة وفاقت درجة الحرارة التي رصدت في 3 جويلية 17.01، مؤكدا أن التقارير الأخيرة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية توقعت بلوغ درجات حرارة غير معهودة.
وعن أسباب هذا الارتفاع، قال البروفيسور في التغيرات المناخية إن الأخصائيين أرجعوا السبب إلى الانبعاث غير المسبوق للغازات الدفيئة وظاهرة «إل نينو» المناخية التي شكلت السبب الرئيس في هذا الارتفاع الذي تشهده الأرض.
بشأن تداعيات هذه الحرارة، صرح الخبير أن لها تأثيرا كبيرا على عديد القطاعات: الزراعة، المياه، الصيد البحري وغيرها، حيث تشكل تهديدا وهذا مبرهن علميا، سواء على عملية تكاثر الأنواع الحيوانية والنباتية، انتشار العديد من الأمراض المناخية التي تنتقل عبر المياه، ظهور بعض الفيروسات، وانتشار مختلف الأنواع الحيوانية.
ويشتكي الكثير من المواطنين في هذه الفترة، المتزامنة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، من أمراض فيروسية كثيرة تصيب الأمعاء والتي تشبه التسمم، لكن ليست لها علاقة بطبيعة الأكل، وإنما بدرجات الحرارة، بالإضافة الى انتشار الكثير من الزواحف في هذه الآونة، ما يؤكد أن ظاهرة الحرارة تؤثر على الإنسان والبيئة.
أكد في ذات السياق، أن موجات الحر تؤثر على صحة الإنسان، خاصة الفئات الهشة التي تعاني أمراضا مزمنة، على غرار مرضى ضغط الدم والسكري، حيث شدد على ضرورة المراقبة والمتابعة، عدم الخروج من المنزل لتفادي التعرض للإنهاك الحراري، الذي يمكن أن يكون له تأثير خطير على صحتهم.
وعرج المتحدث على تقرير المنظمة العالمية للصحة الذي صدر سنة 2021 وتوقع أنه بعد سنة 2035 سنشهد ظهور العديد من الأوبئة، التي يشكل الارتفاع القياسي في درجة الحرارة الأرضية الخصبة لانتشارها، بالإضافة الى انتشار العديد من الميكروبات بسبب موجات الحر غير المسبوقة.
أما بالنسبة للجزائر، فالاستشرافات العلمية والأوروـ متوسطية على مستوى منطقة شمال إفريقيا والساحل، تشير -بحسبه- الى تواصل ارتفاع درجة الحرارة واستمرار الارتدادات القياسية، مشيرا الى ضرورة اعتماد المخطط الاستعجالي لتحلية مياه البحر للتكيف مع الارتفاعات القياسية، مع ضرورة التوجه نحو اعتماد العديد من التدابير في الظروف الاستثنائية.
وشدد البروفيسور، على ضرورة تكييف النشاطات الاقتصادية مع الظاهرة الطبيعية التي تشهدها بلادنا، على غرار دول العالم، وذلك باختيار التوقيت المناسبة، عدم التنقل على مسافات طويلة بالنسبة للأشخاص الذين يتنقلون ما بين الولايات، طريقة استعمال المكيفات الهوائية وغيرها من الإجراءات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار خلال هذا الظرف الاستثنائي.
وعن الحرارة التي تشهدها بلادنا، أفاد الأستاذ أن درجات الحرارة القصوى التي تعيشها الجزائر عرفناها في منطقتين بالجنوب الجزائري، التي شهدت في الخمس سنوات الأخيرة ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة «عين صالح وتمنراست» وبعض المناطق في جنوب البلاد، أما في الساحل لم نشهد سابقا مثل هذه الارتفاعات.