يرى المدير المركزي بـ«الجزائرية للتأمينات” حمزة ماليك، أن قطاع الأشغال العمومية، استراتيجي وحساس في التنمية الاقتصادية. لكنه يواجه مخاطر تستدعي الحماية عن طريق تعريف المهنيين بمختلف التأمينات التي يمكن أن تحمي مشاريعهم، قبل وبعد الإنجاز ولمدة تصل 10 سنوات.
الشعب: كيف تقيمون المخاطر التي تواجه قطاع البناء والأشغال العمومية، وما هي الحلول التي تقترحونها؟
حمزة ماليك: يمكن تقسيم المخاطر التي تحوم بقطاع الأشغال العمومية والبناء إلى ثلاث مراحل، تبدأ مع دراسة المشروع ووضع مخططات التصميم، إلى مرحلة الإنجاز، خاصة في الورشة أو عتاد البناء، ويمكن أن تصل أحيانا إلى ما بعد الإنجاز.
ماذا تقترحون على القطاع؟
مرافقة شركة التأمينات لمشاريع قطاع البناء ضرورية لضمان المواصلة دون مخاطر، مع تقديم الحلول للمشاكل التي تواجه أصحاب المؤسسات.
ماذا عن المهنيين في هذا القطاع؟! هل هم على دراية بأهمية التأمينات في تسيير مشاريعهم؟
المهنيون في معظم الأحيان يجهلون أهمية عقد التأمين، أهمية الضمانات وحتى إجبارية بعض عقود التأمين التي تخص المسؤولية المدنية للمصممين، مكاتب الدراسات وصاحب الورشة، والمسؤولية المدنية ما بعد الإنجاز، وبعد الاستلام النهائي للمنشأة. وهنا أشير إلى الإجبارية بحكم القانون، لكن الأغلبية يجهلون بنود العقد، لأنه في معظم الحالات، الاكتتاب يتم شكليا، ويضطر المهني بعد تسليم المشروع إلى اكتتاب عقود التأمين للتمكن من استيفاء كامل الشروط لاستلام مستحقاته.
كيف ترون هذا الأمر؟
طبعا الأمر غير معقول، لأن تأمين الورشة يتم قبل الإنجاز لا بعد الأشغال. وبالحديث عن المسؤولية المدنية يجب ضمان تغطية تأمينية دائمة لمكاتب الدراسات، مهندسين معماريين وغيرها، وليس بعد وقوع الحادث، أين يلجأ البعض منهم إلى اكتتاب عقود تأمينية لا تلبي غالبا الغرض، وهنا تبرز أهمية الأيام التحسيسية من طرف شركات التأمين وكذا المنظمات والجمعيات التي يجب أن تلعب دورها في توعية رؤساء الورشات وأصحاب المشاريع بأهمية التأمين الذي يعد إجباريا للحفاظ على رأس المال، الإنجاز، العتاد وضمان الاستدامة في النشاط.
بالحديث عن أهمية العمل التحسيسي، نظمت كنفدرالية الصناعيين بالتنسيق مع شركتكم يوما تحسيسيا للتعريف بالمخاطر المهددة للقطاع، كيف تقيمون العملية؟
اليوم الدراسي كان لتعريف المهنيين بالمخاطر وكيفية الحماية منها عن طريق التأمين، بالإضافة إلى التعريف بأهم التأمينات التي يمكن أن يستفيد منها المقاولون في هذا الشأن، وهذا أمر مهم لتشجيع أصحاب الشركات على تأمين مشاريعهم.
هل يمكن أن توفر “الجزائرية للتأمينات”، التأمين الذي يسبق المشروع؟
التغطية التأمينية تستمر 10 سنوات، وهنا تتضح صعوبة الأمر أحيانا، لأنه يبدأ من الدراسة، التصميم والإنجاز، إلى ما بعد الاستلام النهائي للمنشأة، وبعد 10 سنوات والمخاطر تحيط بالمشروع، وهنا تبرز أهمية التأمين منذ البداية.
ما هي العروض التي تقدمها الجزائرية للتأمينات للمقاولين من أجل حماية مشاريعهم؟
التأمينات التي يستفيد منها المهنيون في قطاع الأشغال العمومية والبناء مربوطة بنوعية المخاطر، تأمينات تخص المسؤولية المدنية للمصممين، مكاتب الدراسات والمهندسين المعماريين وهذا تأمين إجباري، بالإضافة الى التأمين على الممتلكات بالنسبة للورشة، وامتدادات المسؤولية المدنية، تأمين العتاد متعدد المخاطر، العتاد المستعمل في الورشة الذي يغطي كل المخاطر حول العتاد، تأمين بعد الإنجاز بالنسبة للبنايات والمنشآت، المسمى بالتأمين العشري.
ما طبيعة هذا التأمين؟
ميزته في الإجبارية. والإجبار هنا لا يجب أن يدفع المهنيين لتوقيع أي عقود تأمين، خاصة الوهمية منها، بل يجب التأكد من اكتتاب عقد تأمين صحيح، وهذا من خلال طلب شهادة إعادة التأمين من طرف الشركة المؤمَّن معها، للتأكد من صحة العقود، بالإضافة الى العروض الكلاسيكية ومرافقة أصحاب المشاريع بأيام دراسية للتكوين في كيفية استغلال عقد التأمين، حتى لا تقع مفاجآت في حال وقوع حادث، حيث يجب أن يعلم صاحب عقد التأمين ماهية العقد لمعرفة حقوقه وواجباته بدقة، والمرافقة طوال مدة صلاحية عقد التأمين، مع تخصيص خبراء ومهندسين من الشركة تحت تصرف أصحاب الورشات من خلال تحرير محضر خبرة أولية قبل أي اكتتاب حول المخاطر التي تحوم بالنشاط، ويقدم المحضر لصاحب المشروع الذي يفصل في الاحتياجات، وواجب الشركة هنا التحذير من كل المخاطر التي تحيط بمشروعه وتقديم تغطية تأمينية شاملة، والمهني من يختار الضمان الذي يساعده، لكن بالنظر إلى طبيعة وحساسية القطاع، نلح أن يكون التأمين شاملا، وهذا لدرايتنا الحقيقية بمدى أهمية التأمين في مجال البناء والمشاريع.
وهل يمكن أن تؤمّن المشاريع لسنوات طويلة لتفادي نتائج الكوارث كالزلازل مثلا؟
بالنسبة للتأمين عن السنوات متعدد المخاطر الخاص بالورشة، يأخذ بعين الاعتبار مدة الإنجاز، خاصة وأن هناك ثلاث مراحل في تأمين مخاطر قطاع البناء إلى أن يتم استلام المشروع، وهنا يتم فتح عقد تأميني آخر، وهو التأمين العشري، الممتد على 10 سنوات يضمن صلابة المنشأة والأجزاء المهمة فيها، المتعلقة بالخرسانة، ويحوي ضمانا في حال حدوث أي طارئ، يتم تدخل عقد التأمين.
فيمَ يتمثل دوركم بخصوص توعية أصحاب المشاريع بالتأمين؟
شركات التأمين، بالتنسيق مع الجمعيات المهنية، مطالبة بتنظيم أيام دراسية يتم خلالها التعريف بالأهداف ومزايا التأمين والمنتجات المتاحة التي تعتبر فرصة لضمان استدامة مشاريعهم وحمايتها من الأخطار، وهنا ليس للمقاولين أو المهنيين حق التلاعب بمصير المواطنين، لأن الأمر يتعلق بتأمين ممتلكات عمومية تعمل الدولة جاهدة على الدفع بها.
كلمتكم للمهنيين وأصحاب مشاريع قطاع البناء؟
التأمين ضروري لحماية الممتلكات مهما كانت، ونحن كخبراء مستعدون لمرافقة المقاولين وأصحاب المشاريع في مشوارهم لتقييم المخاطر الحقيقية المحيطة بالنشاط منذ الدراسة حتى ما بعد التسليم، وهذا للمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني.