تراهن الجزائر على الاستغلال الأمثل لجميع ثرواتها ومواردها للنهوض بالاقتصاد الوطني وتنويعه.. ولا يستثنى قطاع السياحة، بتركيبته العمومية والخاصة، من مجموع القطاعات الإستراتيجية المعول عليها للمساهمة الفعّالة في البناء الجديد.
أصبح القطاع العمومي مدركا لضرورة التخلص من نمطية التسيير الروتيني والعلاقة الاتكالية التي تجمعه بالثراء الطبيعي والحضاري للبلاد، والمتابع لجملة الإصلاحات التي طالت القطاع العمومي سواء ما تعلّق بالتسيير أو بالهياكل، يلاحظ فورا تلك اللمسة العصرية التي صاحبت الإطلالة السياحية الجزائرية بعد توقف عن النشاط دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، حيث أحدث العمومي للفندقة والأسفار مفاجأة موسم الاصطياف، بطرحه لحزمة من العروض المغرية والبرامج الترفيهية لفائدة السياح.
أكدت مديرة الشراكة والاتصال بالمجمع العمومي للفندقة والسياحة HTT، مليسا مولفي، في اتصال مع “الشعب”، حول فعاليات موسم الاصطياف 2023 والتدابير المتخذة من طرف المجمع لإنجاح الموسم، خاصة ما تعلّق بطاقة وظروف الإيواء والمنتجات السياحية المطروحة، أن أمن المصطاف وسلامته يبقى المحور الأكثر أهمية بالنسبة للمجمع العمومي للفندقة والسياحة، الذي يعمل من خلال إطاراته ووحداته الموزعة على كامل التراب الوطني، على استرداد ثقة المصطاف المحلي كما يعمل على استقطاب السائح الأجنبي الذي يبحث دوما عن المغامرة واكتشاف الجديد، في جو من الثقة والترفيه، فمهما اختلفت الوجهة السياحية – تقول مولفي – تبقى الثقة وجودة الخدمات وخصوصية الوجهة السياحية، العملة الموحدة التي تجمع جميع الوحدات والمركبات السياحية تحت الوصاية.
باقة العروض تلبي كلّ الأذواق
وبتوجيه من وزير السياحة والصناعات التقليدية، حرص المجمع على تسطير مخطط تسويقي واتصالي، صمم بناءً على حرص شديد على تلبية أذواق أوسع شريحة ممكنة من سياح محليين كانوا أو أجانب، من خلال إدراج أنشطة ترفيهية تكميلية، تمّ تسطيرها لدى اختيار الوجهات الساحلية، شملت الأنشطة الرياضية المائية مثل الغوص وركوب الأمواج والتزلج على الماء والقوارب الشراعية، وكذلك الأنشطة الترفيهية البرية مثل المشي لمسافات طويلة، لعشاق هذا النوع من الرياضات أو الأنشطة الرياضية الأخرى، حيث غالبًا ما تكون الوجهات الشاطئية، خاصة المنتجعات السياحية التي تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية الأكثر طلبا من طرف السياح، خاصة العائلات التي لديها أطفال، كونها تطرح خيارات ترفيهية لجميع الأذواق والأعمار.
وأضافت مديرة التعاون لمجمعHTT أن هذا الأخير، يحاول قدر الإمكان الاستجابة لمتطلبات زبائنه الذين ينجذبون أكثر للحفلات الموسيقية والمعارض الحرفية والمهرجانات، حيث يمكن أن تعطي هذه النشاطات بعدًا إضافيًا لإقامتهم كما تساهم في إدماجهم في الثقافة الجزائرية والتقاليد المحلية، ويحرص المجمع من خلال مخططه الاتصالي الذي صمم خصيصا لموسم 2023، على تنفيذ توجيهات وزير السياحة والصناعات التقليدية التي تصب في قلب التوجّه الجديد للاقتصاد الوطني المعتمد على القطاع السياحي والترويج للوجهة السياحية الجزائرية، بالنظر إلى ما تزخر به بلادنا من تنوع طبيعي وثراء حضاري وثقافي.
التسيير ناجع..
المجمع العمومي للسياحة والفندقة من خلال وحداته – أضافت المتحدثة – وفي إطار مهامه التي يخولها له قانونه الأساسي، بدءا بتسطير الإستراتيجية التي يقوم عليها تسيير ومراقبة الشركات التابعة لحافظته، إضافة إلى مراقبة التكنولوجيا وتطوير وإدارة خطط ومشاريع التطوير والتحديث المتعلقة بقطاع الاتصال، وكذا تحديد وتنفيذ السياسة التجارية والتسويقية وبرامج التكوين للمؤسسات تحت الوصاية التي يعمل المجمع على التطوير المستمر لأنظمة الإدارة المشتركة بينها وتعزيز صورتها التسويقية. وتندرج هذه المهام والمسؤوليات – تقول مولفي – في إطار تقديم أحسن الخدمات السياحية للسياح والقضاء على النظرة النمطية للهياكل السياحية التابعة للقطاع العمومي، التي تغيرت كثيرا بفضل عمليات التحديث والعصرنة التي استفاد منها القطاع السياحي العمومي، منخرطا بذلك في الإستراتيجية الوطنية للنهوض بقطاع السياحة وإعادة بعثه من جديد، بعد ثلاث سنوات من العزلة والانقطاع عن النشاط بسبب جائحة كورنا التي كان القطاع السياحي أول المتأثرين بتداعياتها.
مضاعفة طاقة الإيواء بكافة المركبات..
وفيما يخص الإطلالة الهيكلية الجديدة للمجمع، قالت مديرة الشراكة والاتصال إنها من شأنها المشاركة بقوة في استيعاب العدد المتزايد للسياح، خاصة في ظل الرواج الذي عرفته السياحة الداخلية والمسؤولية الملقاة على عاتق القطاع العمومي لدعم الوجهة السياحية الجزائرية، من خلال جملة الهياكل التي رافقت السياحة الجزائرية في أوج مراحلها منذ الاستقلال، حيث يضمّ المجمع اليوم، 17 مؤسسة تحت الوصاية، تابعة لحافظته، مقسمة بين 15 مركبا للتسيير الفندقي والسياحي، ومؤسستين للتسيير الفندقي هما الأوراسي وفندق الجزائر، إضافة إلى 20 فندقا موزعة على مختلف مناطق الجنوب الجزائري، بطاقة إيواء إجمالية تصل إلى 1947 سريرا.
الإعلام شريك الموسم
بالمقابل، وإضافة إلى الهياكل اللوجيستية والمرافق التي ينفرد بها المجمع العمومي للفندقة، شدّدت مولفي على ضرورة إرفاقها بإستراتيجية تسويقية للتعريف ببرنامج الاصطياف لموسم 2023، يكون الإعلام أحد الفواعل المحورية بها والقناة الترويجية الرئيسة لها، من أجل تحسين مبيعات المجمع المتمثلة في المنتج السياحي، وجلب المزيد من السياح والزبائن، مع تحسين الصورة التسويقية للمجمع وضمان الظهور المنتظم ونشر الجديد على شبكات التواصل الاجتماعي، مع التاكيد على احترام السمعة الإلكترونية للمجمع والشركات التابعة لها. ما يسمح بتموقع قوي له بالسوق الوطنية وزيادة حصته السوقية.
أما من الجانب الفني ـ تقول محدثتنا – اعتمد المجمع هوية بصرية جذابة مع استخدام الألوان الزاهية والعناصر الرسومية المتعلقة بالشاطئ والبحر والأنشطة الصيفية، لتعكس جاذبية شواطئ البحر. إضافة إلى تسليط الضوء على نشاط الفنادق الساحلية والخدمات والعروض الخاصة المتعلقة بموسم الصيف. وتكثيف المحتوى الصيفي على مواقع التواصل الاجتماعي لمجمع HTT، مع تشارك الصور ومقاطع الفيديو والمقالات التي تسلط الضوء على الفنادق والمناظر الطبيعية الساحلية والأنشطة البحرية، الأحداث الصيفية المحلية، إضافة إلى مشاركة الزبائن لتجاربهم الصيفية الخاصة باستخدام “الهاشتاغ” المرتبط بمجمع .HTT
ويعتمد البرنامج التسويقي على العروض الخاصة والباقات الصيفية وعروض عائلية مجانية بما في ذلك الوجبات والمشروبات الصيفية، إضافة إلى إقامة شراكات مع الشركات المحلية، والتعاون مع المؤثرين والمدونين والمختصين في مجال السياحة والأسفار، للترويج للفنادق وأنشطة المجمع. إضافة إلى التواصل المستمر مع الصحافة المحلية ووسائل الإعلام، لضمان تغطيات إعلامية إيجابية، فتسويق منتجات موسم الصيف – تقول مولفي – يتطلّب مشاركة كاملة من الجميع، وتكثيف المراقبة التنافسية والتجارية من أجل الاطلاع على تطورات السوق السياحية وإجراءات المنافسين والفرص الناشئة، كجزء مهم من الإستراتيجية التسويقية التي حملت العديد من الامتيازات فيما يخص أسعار وحزم تفضيلية للعائلات، من أجل جعل المنتجات في متناول الجميع، وذلك من خلال نشر حملة إعلانية شاملة، تركز على وجه الخصوص على قنوات التسويق الرقمي مثل الشبكات الاجتماعية، وهذا لضمان نشر واسع وفعّال، خاصة ما تعلق بافتتاح موسم الاصطياف والبرنامج الذي يتضمنه من نشاطات ترفيهية وخدمات متنوعة.