خطوة جبّارة تلك التي أقدمت عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بتوظيف قرابة ثمانية آلاف متحصل على الدّكتوراه أو الماجيستير، كما ستنظم دورة لتوظيف قرابة 1500 من الاستشفائيين الجامعيين بالإضافة إلى حوالي 700 أستاذ بحث، ما سيمنح الجامعة الجزائرية فرصة غالية، لتحقيق المستوى العالمي الذي يفترض لكل أستاذ حوالي 23 طالبا..
ولعلّ هناك في الدكاترة من امتعض لأن القرار شمل البطالين وحدهم، غير أننا لا يجب أن نسارع إلى النظر في (نصف الكأس الفارغ)، وإنما نشيد بما تحقّق، فالحاصل على «الدكتوراه» الذي يشتغل بما يرضي الله، يمتلك ما يسدّ به حاجاته، بينما لا يملك البطال شيئا، ومع ذلك، فقد جاءتنا البشرى بأن الوزارة، وبعد أن أدّت ما عليها تجاه الدكاترة البطالين، ستفتح مسابقات توظيف جديدة في أقرب الآجال، ويكون من حق جميع أصحاب الشهادات العليا المشاركة بها، والالتحاق بصفوف صناع النخبة الجزائرية.. طبعا.. وفق الشروط التي يقتضيها التوظيف من أعمال علمية منشورة، ومشاركات في الملتقيات، وغير ذلك مما يعرفه الراغبون في الوظيفة عزّ المعرفة..
ونعلم أن الوضع الذي ورثته وزارة التعليم العالي صعب للغاية، تماما مثلما نعلم أنها تبذل قصارى الجهود كي تجعل من الجامعة قاطرة للتنمية، وتمنحها ما يكفل لها أداء دورها المحوري في المشهد الوطني، فإن بدا أن المتحصل على الدكتوراه الذي يشتغل خارج تخصصه، متضرّر، فإن الوزارة أكثر تضرّرا منه بالتأكيد؛ ذلك لأنها هي التي يفوتها استغلال الكفاءات التي أولتها بعنايتها، وحرصت على تكوينها..
في كل حال.. جاءتنا البشرى.. والمسابقات ستفتح لتمنح الجميع فرصة الإسهام في بناء الوطن.. وطوبى للعاملين..