يلتقي قادة تكتل “بريكس” اليوم الثلاثاء في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، وسيبحث الرؤساء الخمسة تشكيل ملامح عالم جديد على ضوء دعوة دول وزعماء جنوب العالم، وكذا السعي لإعادة ترتيب التكتلات الدولية المرتكزة على التعاون الاقتصادي، وبناء شراكات متوازنة ومنصفة للجميع.
لذا يراهن على بروز تكتل قوي بتنافسيته العالية، تسمح لمختلف الأعضاء والشركاء بتقاسم المصالح والانطلاق في مسار التنمية والتطور، ويبدو أنه من المبكر الحديث عن التغيير الذي سيحدثه بريكس، لأن صعود قوته واتساع خارطته الجغرافية والاقتصادية، ستتحقق بعد انضمام عدة قوى اقتصادية ودول جديدة صاعدة، أما الجزائر فهي مرشحة للالتحاق بالمجموعة بشكل سريع.
الحدث الاقتصادي الكبير سيحظى بمتابعة عالمية، خاصة وأن مخرجاته يمكن أن تحدث تغييرات عميقة على السياق الجيوسياسي، والمنظومتين المالية والاقتصادية العالمية، وسيتابع الملايين من سكان الكرة الأرضية، قمة بريكس الـ15، باهتمام كبير وترقب باعتبارها أكثر الاجتماعات التي تحمل مستجدات عديدة لها أثرها على التكتلات العالمية، بالنظر إلى ثقل وحساسية الملفات المنتظر أن يناقشها قادة هذا التكتل الاقتصادي القوي، يتصدرها دراسة مقترح إنشاء عملة جديدة، وتوسيع قائمة التكتل إلى دول جديدة قدمت طلب الانضمام بشكل رسمي، ناهيك عن ملفات أخرى ستتناول الراهن الأمني والسياسي والاقتصادي العالمي، وإدخال إصلاحات في النظام النقدي والمالي الدولي وبالإضافة إلى إعادة النظر في مفهوم العلاقات الدولية وتبني أسس نظام متعدد الأقطاب.
كما يرتقب أن تتخذ قرارات مفصلية وحاسمة، تمهد لتوسيع هذا التكتل بشكل تدريجي ليشمل عددا أكبر من الدول الطموحة صاحبة المقومات الاقتصادية الواعدة، ومن بين هذه الدول الجزائر.
عضوية الجزائر قد تكون سريعة
بشهادة خبراء غربيين أجانب، فإن الجزائر مرشحة لتكون عضوا في بريكس لعدة أسباب، من بينها تجسيدها لبرنامج التنويع الاقتصادي الذي يسير بشكل جيد إلى جانب توقيع الجزائر على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع الصين. ويسجل كل ذلك في وقت ينظر إلى المسار الاقتصادي الجزائري على أنه يتوافق مع المسار الذي تتبناه مجموعة بريكس في نموها.
ومن نقاط القوة التي تعزز ملف ترشح الجزائر، ينبغي الإشارة إلى انفتاحها على الصعيد الاقتصادي، الذي يشابه انفتاح دول المجموعة، وهذا ما سيحدث ثورة تنموية في فترة زمنية قياسية بالجزائر.
انفتاح وانتعاش الاقتصاد الجزائري
اِفتك الاقتصاد الجزائري الاعتراف من طرف بنك التنمية الإفريقي الذي أكد أن الاقتصاد الجزائري شهد انتعاشا بداية من عام 2021، بنمو قدره 4 في المائة، بفضل ما وصفه بـ»انتعاش الطلب الخارجي على المنتجات الجزائرية»، خاصة ما تعلق بصادارت النفط ومشتقاته.
وبدت الصين أحد أكبر المؤيدين لانضمام الجزائر إلى جانب الدعم الروسي الكبير، متحمسة ومرحبة بتوسيع المجموعة الاقتصادية، وعازمة على طرح هذا الملف خلال هذه القمة على خلفية تصريح وانغ وينبين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بقوله: «إننا نتطلع إلى المزيد من الشركاء المتشابهين في التفكير ينضمون إلى عائلة (بريكس) الكبيرة». وعلى وجه الخصوص ترحب الصين بالجزائر، خاصة في ظلّ وجود طريق الحرير حيث يمر عبر الجزائر، من خلال الربط بميناء الحمدانية والطريق العابر للصحراء للقارة السمراء.
جدول أعمال ثريّ ومفتوح
يتضمن اليوم الأول للقمة الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال، وسيلقي فيها رؤساء الدّول المشاركون كلمات افتتاحية، ثم يلتقون في اجتماع مغلق. ويجري الحديث في جوهانسبورغ أن جدول الأعمال سيكون مفتوحا غير محدد بملفات معينة، وسيتبادل القادة الآراء حول أي موضوع يرونه مهما وضروريا.
بينما تقرر أن يتم عقد جلستين في أشغال اليوم الثاني، ومن المرتقب أن يناقش قادة الدول الأعضاء، إلى جانب 10 ممثلين من كل وفد، الجغرافيا السياسية والقضايا الأمنية والتمويل وكذا الاقتصاد، في الجلسة الأولى، بينما تخصص الجلسة الثانية التي ستكون علنية، لتدخلات ممثلين عن مجلس الأعمال، وتحالف سيدات الأعمال، وبنك التنمية الجديد، وفي اليوم الأخير يتم تبني البيان الختامي.