نشر موقع «كبيتال إينرجي» تقريرا ضمنه ما يتوسم أنه «أفضل 5 فرص استثمارية في سوق الطاقة بالجزائر». وقال إن سوق الطاقة الراسخة في الجزائر «توفر مجموعة من الفرص الاستثمارية، حيث تمتلك البلاد ما يصل إلى 159 تريليون قدم مكعب من موارد الغاز الطبيعي و12.2 مليار برميل من احتياطيات النفط، مع وفرة آفاق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي تجتذب عددًا كبيرًا من مطوري المشاريع.
قال التقرير، إن الجزائر «تخطط لتسريع الاستكشاف لزيادة الإنتاج، وتشجيع نشر الطاقة النظيفة، وتوسيع أنظمة التوزيع لتشمل الأسواق الإقليمية، مع تطوير التكنولوجيا والابتكار»، واعتبرت أن الجزائر «توفر مزيجًا فريدًا من الفرص الاستثمارية التقليدية والمبتكرة».
أولى الفرص، كما قدّر «كبيتال إينرجي»، تتمثل في «التنقيب عن النفط والغاز على اليابسة»، وقالت إن الانخفاض الطبيعي في الإنتاج في الحقول الموجودة يتطلب تسريع عمليات الاستكشاف في الجزائر، ولهذا ذهبت إلى أن الحكومة «تخطط للاستفادة من الطلب العالمي المتزايد، من خلال دعوة شركات التنقيب والإنتاج للاستثمار في سوق المنبع». وأضافت، أن السياسات الضريبية التي تم تنفيذها مؤخرًا، وفرص الشراكة مع شركة البترول الوطنية سوناطراك والأراضي غير المستغلة، جعلت من البلاد سوقًا جذابة للغاية للتنقيب عن النفط، معتبرة أن إمكانات الاتصال بالبنى التحتية القائمة، تزيد من جاذبية السوق.
وفي محاولة لتعزيز عمليات الاستكشاف – يواصل التقرير – تخطط الوكالة الوطنية الجزائرية لتثمين الموارد والهيدروكربونات لفتح جولة التراخيص التالية في البلاد في الأشهر المقبلة، ويتم تشجيع اللاعبين العالميين في مجال التنقيب والإنتاج على الحضور والمشاركة.
أما الفرصة الثانية التي حددها التقرير، فهي متعلقة بـ»البنية التحتية لتصدير الغاز الطبيعي المسال». وقالت إن الجزائر «تحتل موقعا استراتيجيا على مفترق الطرق بين إفريقيا وأوروبا، وتمثل بالفعل موردا هاما للسوق الأوروبية». ثم أشار إلى الأحداث الجيوسياسية الأخيرة التي تسببت في حدوث تحول في سلاسل التوريد العالمية، ومع بحث الدول عن مصادر بديلة للغاز، أصبحت الجزائر فرصة استثمارية استراتيجية، خاصة وأنها تعدّ حاليا – يضيف التقرير – خامس أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، مع وجود العديد من البنى التحتية للتصدير، والتي تربط حقول الغاز البرية في البلاد بأوروبا.
وقال موقع «كبيتال إينرجي»، إنه مع توقعات منتدى الدول المصدرة للغاز بزيادة قدرها 36% في الطلب العالمي على الغاز إلى 5460 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، تتجه كل الأنظار إلى الغاز الطبيعي المسال الجزائري، كما أن الاستثمار في البنية التحتية للتصدير، مثل خطوط الأنابيب والمحطات، يعود بعوائد عالية للمستثمرين.
الفرصة الثالثة، وصفها موقع «كبيتال إينرجي» بأنها متعلقة بـ»مشاريع الطاقة المتجددة»، وسوّغت ذلك بـ»احتضان العالم للطاقة المستدامة»، ما دعا الجزائر إلى تحويل اهتمامها إلى المصادر المتجددة، وهو ما يوفر العديد من الفرص للمستثمرين ذوي الرؤية، خاصة مع توفر مساحات شاسعة من الأراضي غير المستخدمة يمكن أن تكون مساحة كبيرة لمزارع الطاقة الشمسية ومنشآت طاقة الرياح، مما يضمن إمدادات مستقرة من الطاقة مع المساهمة في التحول العالمي إلى مصادر طاقة أنظف. وأشار التقرير، إلى أن الجزائر وضعت أهدافا طموحة لتنويع مزيج الطاقة لديها، بهدف إنتاج جزء كبير من الكهرباء من مصادر متجددة في السنوات المقبلة. وبحلول عام 2026، تخطط الحكومة لجلب 1 جيغاوات من القدرة المتجددة عبر الإنترنت، مما يفتح الفرص أمام ممولي ومطوري المشاريع الخضراء.
وشدّد التقرير على أن موارد الطاقة في الجزائر مدعوة إلى لعب دور مركزي في تعزيز أمن الطاقة على المستوى الإقليمي، ما يدعو إلى الرهان على «أنظمة التوزيع الإقليمية». ولقد سجل أن الجزائر تمتلك شبكات بنية تحتية وطنية قوية، غير أن «التوزيع الإقليمي» يوفر فرصة استثمارية مربحة للمستثمرين ومطوري المشاريع، ما يعني أنه يمثل الفرصة الرابعة، خاصة وأن الأسواق ذات الطلب المرتفع مثل مالي والنيجر وتونس وغيرها تتوق إلى الاستفادة من القوة الجزائرية. وهناك أنظمة مثل مجمع الطاقة في شمال إفريقيا موجودة بالفعل، ولكن هناك حاجة إلى بنية تحتية إضافية لدعم مستويات أعلى من التوزيع.
وسجل التقرير أن نجاح الصناعة في الجزائر يعتمد على تركيزها على المحتوى المحلي وتنمية المهارات. وبما أن سوناطراك تتحمل أعباء الاستثمار في الغالبية العظمى من مشاريع الطاقة في البلاد، فإن البلاد تعتمد بشكل كبير على العمالة المحلية. ومع ذلك، مع تطور السوق الداخلية والجهود المبذولة لإزالة الكربون من أنظمة الطاقة الحالية، تحتاج الجزائر إلى مستويات جديدة من الابتكار والخبرة التكنولوجية، وهذا – يقول التقرير – يمثل فرصة مثيرة للمستثمرين الذين يركزون على التكنولوجيا، حيث يتم دمج التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والنمذجة التنبؤية بشكل متزايد في صناعة الطاقة.
للإشارة، فقد سجل تقرير موقع «كبيتال إينرجي»، أن موقع الجزائر في مفترق طرق التغير التكنولوجي، ومن خلال الاستثمارات في هذا المجال، لا يمكنها أن تبقى عند مستوى نشر تكنولوجيات المستقبل فحسب، ولكنها أيضا قادرة على إنتاجها، ما يفتح أمام الاستثمار فرصا لا يمكن أن توفرها دولة مثلما توفرها الجزائر.