عرفت عدة مدن مغربية، الأيام الأخيرة، احتجاجات عارمة بسبب الجفاف الذي يهدد السكان بأزمة عطش حادة، في ظل الإجهاد المائي الكبير الذي تعاني منه المملكة جراء السياسات العرجاء للمخزن، وعلى رأسها التطبيع مع الكيان الصهيوني ومنح تراخيص للصهاينة من أجل الاستثمار في الفواكه المستنزفة للمياه والموجهة للتصدير، على غرار فاكهة الأفوكادو.
وعلى سبيل المثال، ولليوم الخامس على التوالي، تتواصل الاحتجاجات بإقليم ميدلت، حيث خرج، أمس الأحد، المئات من سكان جماعة اتربات بالريش في مظاهرة كبيرة ضد الأوضاع المزرية والتهميش الذي يطال المنطقة في ظل الجفاف الحاد، في وقت تتجاهل الحكومة نداء الاستغاثة هذا.
كما ينظم سكان مدينة ازمور، احتجاجات دورية تنديدا بالوضع الكارثي الذي يعانون منه، في وقت تقابل فيه السلطات المخزنية هذه المظاهرات بإنزال امني مكثف لقمع المتظاهرين، الناقمين على غياب الحكومة.
واكدت تقارير اعلامية محلية أن “المغرب يعرف مرحلة إجهاد مائي حقيقي بعد تراجع مستويات ملء السدود بشكل ملحوظ”، ووفق أرقام رسمية صدرت عن الحكومة المغربية، فإن نسبة ملء السدود حاليا بلغت 27.45 في المائة، في حين كانت في نهاية ماي الماضي عند مستوى 32.52 في المائة.
ورغم أزمة الجفاف التي تتخبط فيها المملكة والجفاف الحاد هذا العام الذي تسبب في تراجع كبير للإنتاج الزراعي، فإن صادرات المغرب من فاكهة الأفوكادو حققت أرقاما قياسية، إذ تضاعف الرقم أكثر من أربع مرات خلال السنوات الست الماضية.
ويوجه خبراء اقتصاديون ونشطاء المجتمع المدني، انتقادات حادة إلى الحكومة لسماحها بزراعة الأفوكادو في المغرب، رغم الضغط المائي الذي تعرفه المملكة، مؤكدين أنه “من غير المعقول أن تمضي البلاد قدما في زراعة فاكهة الأفوكادو التي تمتص سنويا حجم مياه يعادل حاجيات 3 ملايين مغربي”.
واللافت أن اغلب المستثمرين في الفواكه الموجهة للتصدير والتي تستنزف كميات كبيرة من المياه، هم صهاينة يتمتعون بحماية كبيرة من المخزن الذي يغض الطرف عن كل تصرفاتهم المنافية للقانون، بما فيها سرقة المياه من الأودية والأنهار.
وذكرت تقارير إعلامية أن “الإجهاد المائي في المغرب يتفاقم بسبب سرقة الثروة المائية السطحية والجوفية، بشكل أساسي عبر مزارع كبرى ونافذين، لا سيما من يعملون في تصدير الفاكهة، في ظل ضعف الرقابة في بلد يعيش منذ ست سنوات على وقع موجة جفاف وعجز حاد”.
وأشارت ذات المصادر -نقلا عن مزارعين مغاربة- إلى أن “سرقة المياه بالمغرب تزداد من قبل المزارع الكبيرة لصعوبة مراقبتها، لا سيما تلك التي تصدر منتوجها وتحديدا الفواكه الحمراء والأفوكادو والبطيخ وتسير من طرف مستثمرين أجانب، كما أن تلك المزارع تنهج كل السبل لسرقة المياه سواء خلال فترة الليل أو من خلال كسر قنوات الري أو تحويل المياه أو حفر آبار عشوائية”.
وفي السياق، قال الناشط الحقوقي المغربي عزيز عقاوي، في تصريحات صحفية، إن “أفرادا يقدمون أنفسهم كنافذين ومحميين من قبل السلطات، يعملون على سرقة مياه وادي شبوكة، بإقليم خنيفرة”، وسط البلاد، وهذا بعد نحو سنة من المعركة التي خاضتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان من أجل وقف مسلسل سرقة مياه الوادي واستنزاف الثروة المائية.