فسّر رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة معسكر -سابقا- الدكتور مختار بوداعة ، الهجمة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها الجزائر ، بالقول انها حملات للضغط على الجزائر من أجل تغيير مواقفها الدولية، لاسيما مبادئها الثابتة حيال القضايا الدولية و الإقليمية التي اتخذت منها الجزائر مواقف داعمة نابعة عن التزاماتها بمبادئ هيئة الامم المتحدة و الاتحاد الافريقي و الجامعة العربية، المتعلقة بعدم التدخل في شؤون الدول و دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وربط الدكتور بوداعة حاج مختار بين هذه الهجمات الاستخباراتية و بين الإعلان الأخير للرئيس الأمريكي المنتهية صلاحياته دونالد ترامب بشأن اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية و إعلانه عن التطبيع بين المغرب و الكيان الإسرائيلي ، قائلاً ان هذا الإعلان لا يشكل أي مفاجأة او صدمة للشعوب العربية ، بالنظر إلى العلاقات بين المخزن و الكيان الإسرائيلي التي ليست وليدة تغريدة ترامب ، بل هي علاقات شبه ديبلوماسية و سياسية و اقتصادية قديمة ، معتبرا توجه المغرب إلى التطبيع الرسمي و العلني طعن للقضية الفلسطينية و خيانة لموقف الملك الحسن الثاني .
و أكد الدكتور حاج مختار بوداعة ان الجزائر لا تخضع لموقف الولايات المتحدة الامريكية ،بل لموقف جمعية الأمم المتحدة الواضح و القائم على توفير شروط حق الاستفتاء في تقرير الشعب الصحراوي لمصيره ، و تغيير موقف الولايات المتحدة الأمريكية من قضية الصحراء الغربية كان مقابل حدوث التطبيع الرسمي بين المغرب و الكيان الإسرائيلي ، و فسّر متحدث “الشعب” ، الحدث المستجد انه محاولة لإدارة ترامب المنتهية عهدتها تحقيق إنجاز اخير لصالح الكيان الإسرائيلي يختتم به ترامب مساره الرئاسي ، و هذا يبين من جهة أخرى ان المناورات لخلق الفتنة و زعزعة استقرار المنطقة صارت واضحة .