دعا الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, أمس الاربعاء، إلى إيجاد حلول حقيقية وعملية للتحديات المناخية و الجيو-سياسية و الاقتصادية و حتى التكنولوجية التي يواجهها العالم وذلك قبل انعقاد الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة.
وقال غوتيريش في المؤتمر الصحفي الذي يعقده سنويا, أياما قبل الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة ان هذا الموعد, الذي يبدأ الأسبوع القادم, يعد “لحظة فريدة من نوعها كل عام للقادة من كل ركن من أركان العالم, لا لتقييم حالة العالم فحسب وإنما أيضا للعمل من أجل الصالح العام”.
وأضاف أن “العمل هو ما يحتاجه العالم”, مشيرا إلى التحديات الهائلة التي تواجه البشرية, بما فيها حالة الطوارئ المناخية المتفاقمة والصراعات المتصاعدة وأزمة تكاليف المعيشة العالمية و اتساع هوة عدم المساواة والاضطرابات التكنولوجية الهائلة.
وأعرب غوتيريش عن أسفه للانقسامات الجيوسياسية التي تقوض القدرة على الاستجابة لتلك التحديات.
وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة لتعددية الأقطاب قائلا “إنها آخذة في الظهور ويمكن أن تكون عاملا للتوازن”, مضيفا أنه “لكي نجمع عالمنا متعدد الأقطاب, نحتاج إلى مؤسسات متعددة الأطراف قوية خضعت للإصلاح, ترتكز على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
ودعا الأمين العام إلى إصلاح المؤسسات متعددة الأطراف التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية, التي كانت تعكس القوة والديناميكيات الاقتصادية آنذاك.
وقال غوتيريش: “أعلم أن الإصلاح يدور في الأساس حول القوة وهناك العديد من المصالح والأجندات المتنافسة في عالمنا متعدد الأقطاب على نحو متزايد ولكن في الوقت الذي أصبحت فيه تحدياتنا أكثر ترابطا من أي وقت مضى, فإن نتيجة لعبة محصلتها صفر هي إن الجميع يحصلون على صفر”.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة كذلك إلى الاجتماعات المتوقعة الأسبوع القادم, بما فيها قمة أهداف التنمية المستدامة التي تنعقد في منتصف الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية بحلول عام 2030 وقمة الطموح المناخي والاجتماعات بشأن تحديات الصحة.
ووجه غوتيريش نداء لقادة العالم قائلا: “هذا ليس وقت التموضع أو التظاهر, هذا ليس وقت اللامبالاة أو التردد, هذا هو الوقت المناسب للالتقاء من أجل إيجاد حلول حقيقية وعملية”.
وأضاف أنه “حان وقت التسوية من أجل غد أفضل”, مؤكدا أن السياسة والدبلوماسية والقيادة الفعالة هي التسوية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنه “إذا أردنا مستقبلا ينعم بالسلام والرخاء على أساس العدالة والتضامن, فإن القادة يتحملون مسؤولية خاصة للتوصل إلى حل وسط لتصميم مستقبلنا المشترك من أجل صالحنا العام”, مؤكدا أن الأسبوع المقبل هو المكان المناسب للبدء.