أحيت الأسرة الثورية بولاية البليدة اليوم الأحد الذكرى الـ67 لمجزرة أولاد يعيش التي جرت في 17 سبتمبر 1956، باستذكار أرواح الشهداء الطاهرة الذين أزهقت أرواحهم من طرف القوات الاستعمارية انتقاما على الخسائر التي كبدها مجاهدو المنطقة في الكمين الذي نصبوه للجنود الاستعماريين ليلتها والذي اسفر عن سقوط 35 عسكريا بين قتيل وجريح.
استذكر المجاهدون والسلطات المحلية خلال وقفة نظمت اليوم بمقبرة دوار أولاد يعيش حيث جرى قراءة فاتحة الكتاب ووضع اكليل من الزهور بالنصب التذكاري الذي يحمل قائمة شهداء مجزرة 17 سبتمبر 1956، التي اباد فيها الاستعمار الفرنسي قرية بأكملها.
وفي هذا الصدد، أبرز الأستاذ والباحث في التاريخ خالد طالب (أخ الشهيد نور الدين الذي شارك في الكمين) في كلمة ألقاها بالمناسبة وحشية الاستعمار الفرنسي الذي أباد قرية بأكملها “بعد أن قتل رجالها وحتى حيواناتها واحرق منازلها ومتاجرها وانتهت الحياة فيها”.
وأضاف المتحدث أن “قرية اولاد يعيش كانت مركز عبور للعديد من قادة الثورة التحريرية على غرار محمد بوضياف وسويداني بوجمعة حيث احتضنت آخر اجتماع وطني بين قيادة مجموعة الـ22 وقيادة المركزيين والإطارات الثورية بمتيجة وعددهم حوالي 35 مشاركا”.
وأشار إلى أن أولاد يعيش كانت مركز تدريب لاستعمال السلاح وصناعة القنابل التي استعمل جزء منها ليلة الفاتح نوفمبر 1954 بالمتيجة والجزائر العاصمة، ولهذا سلط الاستعمار جنوده على السكان فكثرت الاعتداءات والقتل ظلما ولهذا استنجد السكان بالثوار الذين قرروا الانتقام من العدوفكان يوم 17 سبتمبر 1965 موعدا للكمين.
وبعد نجاح العملية انتقمت فرنسا من سكان القرية شر انتقام حيث قتلت المدنيين وشردت العائلات لتسقط بذلك قرية بأكملها شهيدة أمام همجية الاستعمار.
واغتنم الحضور هذه المناسبة التي شهدت مشاركة أفواج كشفية لتوجيه رسالة للاجيال الصاعدة دعوهم فيها إلى مواصلة معركة البناء والتشييد ومحاربة الفوضى والفساد.
وتندرج هذه الوقفة التي نظمتها مديرية المجاهدين بالتنسيق مع دائرة وبلدية أولاد يعيش في إطار البرنامج العام للقطاع في شقه الخاص بالحفاظ على الذاكرة الوطنية من خلال إحياء كل المحطات التاريخية سواء الوطنية منها أو المحلية، حسبما ذكرته مديرة المجاهدين، حبيبة بوطرفة.
وتضمنت الاحتفالية مسيرة راجلة للأفواج الكشفية انطلقت من المركز الثقافي لأولاد يعيش وصولا إلى مقبرة الدوار بذات البلدية.