.. ونحن نحتفل بالمولد النبوي الشريف، يحدّثنا الدكتور عبد الرحمن طيبي، أستاذ أصول الدين بكلية العلوم الإسلامية (جامعة الجزائر1)، في هذا الحوار، عن أخلاق خير البرية، محمد – صلى الله عليه وسلم – التي بقيت ثابتة سامية في السلم والحرب. وعلى ضوء القرآن والسنة، يتطرق د – طيبي إلى قضايا الساعة، كتفاقم الأزمات الدولية، والأخبار الكاذبة والمضللة، وتأثير الإعلام السلبي والإيجابي، والتهديدات المحتملة لأمننا المجتمعي والفكري.
الشعب: بدايةً..ونحن نحتفل بالمولد النبوي الشريف، ما هي العبر والدروس التي يمكن أن نستخصلها من سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وحياته، قبل البعثة وبعدها على حدّ سواء؟
الأستاذ عبد الرحمن طيبي: ابتداء نهنّئ أنفسنا والمسلمين والإنسانية جمعاء بمولد خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم عبر جريدة “الشعب” الغرّاء، ونذكّر بعضنا البعض بسياقات مولد الهدى وانبثاق الأنوار باعتباره لحظة فارقة في تاريخ الإنسانية، وقد أشار القرآن الكريم في عدة مواضع منه إلى وضع البشرية آنذاك بما يعطي الانطباع ويرسخ القناعات بالحجة والدليل على عظمة التحول بمولد سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم، يكفي فقط الإشارة إلى قوله تعالى: [هو الذي بعث في الاُميين رسولا منهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين] (الجمعة: 2)، والتي تلخص الوضع آنذاك من تردّ عن الأخلاق السامية والمبادئ السامقة وانتكاسة عن الفطرة السليمة وتعدد الأزمات دون أن نغفل بقايا الفطرة السليمة هنا وهناك، وهو ما يستشف من إشارة الأديب تولتستوي إلى القضية من خلال مؤدى قوله: “يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة”، والذي شخّص من خلاله الوضع السائد آنذاك من انحراف على جل المستويات جعلت المجتمعات أسيرة للعادات الشيطانية الذميمة سواء كانت مجتمعات بسيطة قبلية أو متحضرة بمقاييس ذلك الوقت كحال الفرس والروم، ولعلّ شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بما امتازت به من خلال شرف النسب والصدق والشجاعة والكرم والأمانة والسعي في الخير (تثمين حلف الفضول) قبل البعثة كان لها أثرها في تلقي الرسالة وتبليغها بعد البعثة.
استغلال وسائل الاتّصال الحديث في التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم
والعالم يعيش وضعا غير مسبوق من انعدام الثقة، وانتشار الأزمات والصراعات على أكثر من صعيد، نستحضر هنا الأخلاق المحمدية في السلم والحرب، والتعايش مع الآخر وآداب الاختلاف..كيف يمكن أن يخدم هذا المخزون الأخلاقي والمعياري صياغة خطاب أكثر اعتدالا في راهن العلاقات الدولية؟
دعني في هذا المقام أستحضر الإجابة من عنوان مؤَّلَف للكاتبة البريطانية “كارن أرمسترونغ”، والتي تعتبر إحدى أصوات العقل والحكمة في الغرب – باعتبار الغرب في مخيلة كثير من المسلمين نموذج الرقي والحضارة – بعنوان: “محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي لزماننا”، حيث تقول بشيء من التصرف: “في شخصية محمد صلى الله عليه وآله وسلم النموذجية دروس مهمة، ليس فقط للمسلمين، ولكن أيضا للغربيين، حيث كانت حياته كلها جهادا…وهذه الكلمة لا تعني الحرب المقدسة، ولكنها تعني الكفاح والكدح من أجل السلام بمفهومه الشامل، ونضال مستمر ضد الطمع والظلم والتكبر، ونحن محتاجون لمن هم مستعدون لعمل مثل ذلك”، وكأن أرمسترونغ تشير إلى اعتبار مبدأ الكرامة الإنسانية على أساس كونه طريقا إلى الحرية والعدالة، حيث جاء في القرآن الكريم واضحا [يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير] [الحجرات: 13]، لأنّ التعارف مبني على الاعتراف والاغتراف، اعتراف بالوجود (حق العيش الكريم مع احترام الخصوصية) واغتراف (بوجود عنصر الثقة) بتبادل الخبرات والخيرات بناء على وحدة الأصل ووحدة مكان العيش ووحدة المصير، وما تسبب في ضياع هذه الأخلاق إلا الطمع والجشع والظلم والتكبر الفردي والجماعي.
على ذكر الحروب.. يقول تعالى في كتابه الكريم: [وَإنّكَ لعَلى خُلقٍ عَظيم] (القلم: 4)، ويقول: [لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة] (الأحزاب: 21)، ويقول أيضا: [فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك] (آل عمران: 159)، ويقول: [لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم] (التوبة: 129)، ويقول كذلك: [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين] (الأنبياء: 106)..هي آيات محكمات تؤكد ما تحلّى به المصطفى – صلى الله عليه وسلم – من رحمة ورأفة وأخلاق عالية..رغم ذلك، نجد من يركز أكثر على الحروب والغزوات التي قام بها محمد – صلى الله عليه وسلم – وهنا نسألك: كيف نضع تلك الغزوات في إطارها وسياقها المحددين؟ وكيف وازن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين ما يُعرف اليوم بـ “القوّة الصّلبة” و«القوّة النّاعمة”؟
إن الحروب والغزوات مدخل رئيسي لتجار الموت والتشويه بحق وباطل، وقد عني فريق من الناس بهذا الجانب طمعا في تشويه السيرة المحمدية والديانة الإسلامية، وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إلى عالم المُثل، بالعكس عليه الصلاة والسلام كان يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، يعيش الواقع بجميع متغيراته، ويتفاعل معه وفق أخلاقه السامية التي جمع بها كل أخلاق الأنبياء عليهم السلام قبله، وعليه فأخلاقه عليه السلام بقيت ثابتة في السلم (القاعدة) وفي الحرب (الاستثناء)، ولو كان الأمر كما يقال لما أمر المسلمين بالهجرة الأولى إلى الحبشة التي فيها ملك لا يظلم عنده أحد فرارا بالدين من التضييق والإبادة، ثم لما أمر بالهجرة إلى المدينة بعد عقد تحالفات مع قبائلها من أجل التمكين لهذا الدين لماذا سعى المناوئون إلى التضييق عليه ومحاولة استئصال وجود المسلمين بعد أن صودرت ممتلكاتهم وأموالهم وانتهك حقهم في العيش والحياة، فكل حروبه وغزواته صلى الله عليه وآله وسلم كانت دفعا ولم تكن طلبا، سواء كانت ظاهرة للعيان أو كامنة في السياقات، ولنفرض جدلا أن ما يقوله المناوئون صحيح، لم لا يركزون على أخلاقه في الحرب ومبادئه التي كرسها في إدارة الحروب، بل وتبرأ من بعض أصحابه لما خالفوها كأفعال معزولة في بعض الغزوات؟ ثم هل وجدنا في التاريخ قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من يشترط على أسرى الحروب، بعد إكرامهم والحفاظ على حقوقهم، تعليم المسلمين الأميين القراءة والكتابة كفدية لإطلاق سراحهم؟
في البُعد المجتمعي، وإضافة إلى رسالته الروحية، هل يمكن القول إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حمل ما بات يُعرف اليوم بـ “مشروع مجتمع”؟ وما هي سمات وركائز هذا المشروع في نظرك؟
بطبيعة الحال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كرّس من خلال رسالته السماوية والهدي الرباني جملة من المبادئ الحاكمة في إطار جعل المجتمعات منسجمة من المطلوب الإلهي منهم في توحيد الله عز وجل وعمارة الأرض، أو ما يسميه المعاصرون بالمشروع المجتمعي، بما يحقق الشهادة على الناس وقيادتهم إلى الخير..يقول الله تبارك وتعالى: [وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس] (البقرة: 143)، وعلى المجتمعات المسلمة اختيار الخصوصيات التي تناسبها ما لم تعارض تلك المبادئ من حرية وعدالة اجتماعية وشورى مع احترام المخالف الفكري أو السياسي كما جاء في القرآن الكريم [ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى] (المائدة: 8)، في ظل احترام هذا الأخير لرأي الأغلبية وأخلاق المجموع العام [وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمومِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا] (النساء: 115)، [واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا] (آل عمران: 103)، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [يد الله مع الجماعة]، وقوله: [عليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية].
ينهانا الله عز وجل في كتابه الكريم عن اتباع الأنباء والأخبار قبل التبيّن والتحقق من صحتها، وحتى قبل البعثة، عُرف المصطفى – صلى الله عليه وسلم – بأنّه الصادق الأمين..من هذا المنطلق، كيف ترى مسؤولية وسائل الإعلام في وقت تنتشر فيه الأخبار الخاطئة والمغرضة (فايك نيوز) الهادفة إلى تدليس الحقائق وتغليط الرأي العام؟
ورد في القرآن الكريم إدانة الأنباء الزائفة والفاحشة عن نسبة الولد والشح والبخل لله تعالى، أو الصفات الذميمة للأنبياء (الساحر، الكاهن، الشاعر، المخادع…) أو القول في الناس بما ليس فيهم مسلميهم وغيرهم، لأنها مدعاة إلى ضرب استقرار المجتمعات وإشاعة الفوضى، بل جاء في صحيح السنة أن النبي عليه السلام قال “كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع” لأن المتطبّع بكثرة الحديث ونقل الأخبار بلا تمحيص واقع في الكذب لا محالة، لذا عُرف عنه من سيرته عليه السلام كثرة الصمت والتحدث وفق الموجب باعتبار منصب النبوة ورمزية القدوة فيما يخص النخبة، وبموجب الإيمان لعموم المسلمين حيث يقول: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”، لأن الغرض من إشاعة الأخبار الكاذبة هو الصد عن الحق وتزييف الواقع للحيلولة دون معرفة الناس له تمريرا للمخططات الدنيئة.
وقد كان عليه السلام من أكثر الناس عرضة لمثل هذه الأخبار في شخصه وعرضه وأصحابه، حيث واجهها من زاويتين أخلاقية بالصبر والأناة والحلم، وعملية بالسعي للحد منها ووأدها ونشر الحقائق لإبطالها، مع حث المتلقين من المؤمنين للارتقاء بأخلاقهم وسلوكهم اتجاها لخطرها في الدنيا وعظم عقاب المتسببين بها في الآخرة.
عطفا على ما سبق، وانطلاقا أيضا من خبرتك في حقل الصحافة (وقد كنت لسنوات رئيس تحرير صحيفة جزائرية)..ما هو دور الإعلام (وغيره من المؤسسات) في التعريف بسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وبشمائله وأخلاقه وسيرته؟ وهل سيكون مفيدا اتباع الطرائق التقليدية في عصر المعلوماتية ووسائل الاتصال الحديث؟
** يعتبر الإعلام بمختلف وسائطه من الأهمية بمكان في تبليغ الرسائل، ومن حقوق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم علينا بعد الإيمان به تعظيمه وإجلاله ونصرته والتحلي بأخلاقه والتعريف برسالته عبر إبلاغها للعالمين، لأن المبلغ والمنافح إذا لم ينزل منزلة من منازل أخلاق سيد الخلق فلن يغري غيره بسلامة وعظمة ما يدعو إليه، ومن الأحسن استغلال أحدث الوسائط في ذلك، ولاسيما مع التغييرات التي طرأت على طبائع وعقليات الجمهور المستهدف في العالم، وذلك عبر عمل مؤسسي ممنهج خاضع لهيئات رقابة علمية ذات كفاءة ومصداقية تساير خطوات التعريف به وبسيرته العطرة باعتباره قدوة القدوات صلى الله عليه وآله وسلم.
من الجيد التّعريف برسولنا الأكرم وحياته وسنّته الشريفة..ولكن حينما نرى كمّ الفيديوهات والمقالات المنتشرة على مختلف المنصات والوسائط الإلكترونية، نتساءل: هل كلّ ما يُنشر في هذا الصدد صحيح ومفيد؟ وإن كان الجواب بالنفي، فما العمل؟
تميّز عصرنا بإشاعة صناعة المحتوى العلمي والمعرفي والإعلامي للجميع بعدما كان محصورا في فئة من الناس سابقا، وهو ما يستدعي التنبه إلى ما ينشر هنا وهناك، فبعض ما يسوّق ويروج للأسف الشديد يدخل في باب الترويج لفهم معين للفرادى أو الجماعات عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وسيرته باعتباره هو منهج الرسول وأخلاقه، وبعضهم يتخير ما يساعد فكرته مجتزئا إياها من سياق السيرة النبوية طمعا فيما عند الآخر أو خوفا منه، سواء كان هذا الآخر قريبا أو بعيدا، وهو ما يستدعي مزاحمة الموجود وإن كان بعضه سليما بمنتج تقوم هيئات علمية ذات أهلية ومصداقية بالإشراف عليه.
أشرنا إلى ما ينتشر عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الشابكة، ولكن وجب أن نشير أيضا إلى الكتب “المتخصصة”: هل كلّ ما نجده في الكتب صحيح؟ وكيف التعامل مع الكتب / الأفكار المستوردة التي قد يهدد بعضها أمننا الفكري؟
تظهر العلاقة بين الأخبار الكاذبة والأفكار المستوردة المهددة للأمن الفكري على مستويات عدة، كوحدة المصدر ووحدة الغاية والمقصد، لأن اعتماد الدول والأنظمة على قطاع الجمارك والأمن لمكافحة التهريب وإدخال الممنوعات والمحظورات والمواد غير الصالحة للاستهلاك إلى البلد، في حاجة إلى اعتماد الجمارك الفكرية للحد من ظاهرة الأفكار القاتلة والضاربة للأمن الفكري للمجتمعات، من قبيل تشويه سيرة سيد الخلق أو ما يتعلق به، عبر الحط من قدره أو عدم احترام جنابه، أو إثارة الشبهات حول بعض تصرفاته وأحكامه بعد بترها من سياقاتها، لذا وجب الحذر من تلقي كل ما يؤلف عنه عليه السلام بالقبول، وكم مؤلّف في الموضوع ينشر ويُصدَّر باقتباسات مع احترام الصفة لمفكرين وأنبياء سابقين، في حين تتناول شخصية المصطفى عليه السلام مجردا عن صفته أو منزلته، مستغلين في ذلك بعض تصرفات المسلمين أو ادعاءات المخالفين له منذ زمن القرون الوسطى، فكما يبحث متلقي الخبر في مصداقية المصدر والناقل كذلك الحال بالنسبة للمؤلفين والكتّاب، لأن قبول ضرب قدوة القدوات بالطعن المباشر وغير المباشر فيها طريق لإشاعة الفوضى وتقسيم الرأي العام نحو القضايا المصيرية المرتبطة بالهوية والتاريخ، أو ما يعبّر عنه البعض بأنه تكثير لسواد الغير من الأعداء والمتربصين فينا.
في الأخير، وبالأخذ بعين الاعتبار متطلبات العصر وتحدياته: ما هي الطريقة المثلى لنصرة محمد – صلى الله عليه وسلم -؟
قد تتحكّم الظروف والسياقات المختلفة في الزمان والمكان الواحد في ترجيح طريقة على أخرى، لكن يبقى أس الأسس في العلم والمنهجية المنتظمة، باعتبار أول آية في القرآن الكريم تدعو إلى القراءة المبنية على منهج في التعلم والتأمل واستشراف المقاصد والخواتيم، لأن النّصرة قد تتحول بفعل غير علمي وغير مدروس ومنظم إلى شبهة وخذلان للقضية، كما قال الشيخ الغزالي عليه رحمة الله لما كان مدرسا في الجزائر وهو يصف الوضع إننا (أي المسلمون) أصحاب قضية عادلة وسلعة راقية، لكن ابتلينا بمحامين فشلة وتجار فجرة، وعليه فإن العمل على النصرة يتطلب جهودا من الأسرة ومن مختلف فئات المجتمع وهيئاته الأهلية إلى الهيئات الرسمية، وهو ما أشار إليه الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله، من أن ذكرى مولده صلى الله عليه وآله وسلم محطة من محطات تجديد الصلة به وبرسالته، وقد كانت ثورة التحرير الكبرى في الفاتح من نوفمبر 1954 مصادفة لذكرى مولده صلى الله عليه وآله وسلم، فتم تجديد الصلة من قبل شهدائنا ومجاهدينا وشعبنا في استعادة سيرة نبينا لاسترجاع أرضنا وسيادتنا، وهذا باب من أعظم أبواب النصرة.