كشف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، تحضيرات كبرى للاحتفال بالذكرى الـ69 لثورة نوفمبر، وذكرى 17 اكتوبر 1961، التي خصص لها برنامج خاص.
أكد ربيقة، في ندوة صحفية، اليوم الإثنين، على هامش اختتام أشغال ورشات الاجتماع التقييمي التزام القطاع بحلحلة جميع مشاكل فئة المجاهدين وذوي الحقوق الاجتماعية، وأيضا تلك المتعلقة بملف الذاكرة الوطنية من خلال الورشات التي اختتمت اليوم بمقر الوزارة.
وأوضح وزير المجاهدين، أنه في إطار حرص القطاع على تجسيد برنامج الحكومة في شقه المتعلق بحماية الذاكرة الوطنية والحماية الاجتماعية للمجاهدين وذوي الحقوق، ناقش اللقاء السنوي تقييم أداء القطاع على المستوى المحلي.
في هذا الصدد، ذكر الوزير أن قطاع المجاهدين باشر لقاءات عديدة مع الأسرة الثورية مؤخرا وعلى رأسهم المنظمة الوطنية للمجاهدين، من أجل الوقوف على مختلف الإنشغالات المطروحة من قبل هذه الفئة.
وقال: “يأتي هذا اللقاء للاستماع الى الإنشغالات المطروحة من طرف مصالحنا الخارجية ومؤسساتنا تحت الوصاية”.
وأشار الى ان مسؤولي القطاع على المستوى المحلي يدركون، من خلال اللقاء السنوي، مختلف الرهانات والتحديات المطروحة في هذه المرحلة والقادمة، ويملكون ورقة طريق لحلحلة مختلف المشاكل المطروحة بالنسبة للقطاع، لاسيما ما ارتبط منها بعصرنة ورقمنة القطاع، وما له من أهمية في هذا المجال، وأيضا معالجة مختلف المشاكل الإجتماعية المطروحة بالآليات الكفيلة ومراجعة المنظومة القانونية، التي تحتاج إلى تحيين حتى تستجيب لمختلف التطلعات بالنسبة لهذه الفئة، إضافة إلى الاعتناء بالمسائل المتعلقة بالذاكرة الوطنية من خلال اقتراح الحلول المناسبة.
وقال الوزير ربيقة: “كانت هذه أهم العناصر التي تدارسناها من خلال هذا اللقاء السنوي وسنتمكن من خلاله في الشروع في تجسيد ورقة طريق بناءا على ما توصلنا إليه من نتائج أعمال هذه الجلسات”.
وبالنسبة للتحضير للاحتفالات المخلدة لثورة نوفمبر، كشف ربيقة، ان القطاع بصدد القيام بتحضيرات كبرى للذكرى الـ69 لثورة نوفمبر حتى يكون في مستوى هذا العيد الوطني الهام. وكشف ان هذا الأخير سيكون تاريخ انطلاق سنوية التحضير للذكرى الـ70 للثورة التحريرية، من خلال التكفل بمختلف البرامج التي ستطرح من طرف قطاع المجاهدين اوالقطاعات المعنية.
وأضاف أن القطاع بصدد التحضير أيضا لمحطة مهمة وهي 17اكتوبر 1961واعد لها برنامج خاص.
وفي رد عن سؤال “الشعب” حول آفاق القطاع في 2024، أوضح الوزير ان هناك عنصرين أساسيين هما تحدي بالنسبة للقطاع في إطار استكمال الأهداف التي سطرت في هذا المجال وهي العصرنة والرقمنة، وذكر ان وزارة المجاهدين كانت سباقة في هذا الميدان، ومن القطاعات التي نجحت في موضوع إدخال الإعلام الآلي واستخدام هذه التقنية، وهي الان بصدد تجديد النظام المعلوماتي للقطاع بما يستجيب لتطلعات الفئة من خلال تبسيط الإجراءات المتصلة بمجال القطاع من مجاهدين وذوي الحقوق وتكييف الاهداف المتصلة بحماية الذاكرة الوطنية باستخدام كل الوسائل الحديثة التي تستقطب الشباب.
وعن مسألة تحديد المصطلحات التاريخية التي تعكف عليها إحدى ورشات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر 1954، أوضح ربيقة ان هذا العمل ذي طابع علمي وأكاديمي بحث، وأوكلت المهمة للأساتذة المختصين في المجال على مستوى المؤسسات تحت الوصاية وعلى راسها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية، وايضا النخبة التي يتوفر عليها القطاع من أساتذة سواء على مستوى المتحف الوطني او المتاحف الجهوية، لانها تضم مجالس علمية مشكلة من الأساتذة أصحاب الإختصاص.
وأضاف ان هناك ورشات عديدة مفتوحة إضافة إلى ورشة ضبط المصطلحات، وقال: “نحن فقط نستجيب لمتطلبات علمية أكاديمية، نلاحظ أنه بعد الاستقلال هناك الكثير من الاجتهادات في موضوع كتابة التاريخ الوطني اتسمت جلها بالتضارب في العديد من المصطلحات، التي تستخدم في مجال تدريس التاريخ الوطني وما اتفق عليه جمهور المؤرخين”.
وأشار الوزير الى ان القطاع يشتغل في هذا المجال حتى يؤسس في هذه المفاهيم الجديدة لكتابة تاريخنا الوطني، وقال :”سنباشر في الأيام القادمة العمل في موضوع كتابة التاريخ الوطني والاعتناء بالتاريخ الوطني وتقييمه وتدريسه في المنظومة الوطنية على مستوى التربية الوطنية او التعليم العالي او مستويات أخرى”.
وأكد ان المصطلحات التاريخية هي احد العناصر التي ستشكل هذه المراجعات التي يهتم لها القطاع ويؤسس لها من خلال أعمال ستجسد في الأيام القادمة.
وتحدث الوزير عن تعزيز القطاع بمزيد من الرصيد في مجال الأفلام السمعية والبصرية، إضافة إلى 11 فيلم روائي مطول انجزه القطاع، وهناك أعمال أخرى أنجزت سواء في اطار البرنامج العادي للقطاع او المتصلة بإحياء الذكرى الـ60 لعيد الاستقلال وأعمال أخرى بصدد الانتهاء من انجازها.
وكشف عن عرض أعمال مثل الساقية الذي يعالج العلاقة التاريخية بين الشعبين الجزائري والتونسي وقال: “هي منجزة بطاقات ومواهب جزائرية بتقنية ثلاثي الأبعاد، سنقوم بالترويج له وإطلاقه بطريقة نضمن التوزيع الواسع حتى يستفيد منها شباب الجزائر للانتصار بذاكرتنا المشتركة بين البلدين.”
وأضاف ربيقة ان هناك اعمال مطولة ستبرمج للعرض الأيام المقبلة قبل نهاية السنة مثل فيلم العربي بن مهيدي، زيغود يوسف.
وجدد وزير المجاهدين تأكيده ان العديد من الانشغالات المطروحة بالنسبة للمجاهدين وذوي الحقوق تتطلب الإلتزام بحلحلتها بالآليات القانونية، واقتراح الحلول تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية.