تحركت ضمائر الأحرار في العالم بالاستنكار والرفض الشديد، بعد أن تجاهل الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته، الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وخرق الشرعية الدولية، متجاوزا الإطار الطبيعي لحل هذه القضية العادلة التي تنتظر إنهاء آخر مستعمرة في القارة السمراء.
أقل ما يقال عن إعلان ترامب أنه ملغم وجائر وعواقبه وخيمة على استقرار المنطقة، في ظل تشبث الصحراويين بأرضهم وإدراكهم أن الكفاح سيكون الحل الأمثل إلى غاية افتكاك حقوقهم.
لا يمكن تسوية النزاع في الصحراء الغربية إلا بقناة واحدة وطريق سلمي منفرد، يتمثل في تنظيم استفتاء يقرر فيه الشعب الصحراوي مصيره، إنها الحقيقة التي يدركها الجميع، بما فيها الرباط، التي مازالت تتعنّت وتتمادى في انتقامها بشتى الطرق من الصحراويين العزل. وجاء إعلان ترامب بمثابة القشة التي قفز عليها ليستبدل فيها حلولا قانونية بأخرى منافية لحقوق الإنسان.
رغم التطورات الأخيرة في قضية الصحراء الغربية، التي بدت ممنهجة ومخططا لها، بدأها المغرب بخرق صارخ لوقف إطلاق النار في معبر الكركرات، لتتبع بمراوغة لئيمة باع فيها «المخزن» مبادئه ومواقفه عبر معادلة المقايضة التي تمت مع رئيس أمريكي منتهية عهدته.
لا يمكن لصوت الحق أن تخفيه غيوم الظلم وحدة التجبر وسلطان القوة الجائرة التي يحتمي بها المغرب من وراء ستار شفاف، لأن العالم شاهد على مسار طويل ومرير للشعب الصحراوي الذي كان مستعمَرا من قبل إسبانيا. وإذا كان المدعي المغربي يتوهم، فإن التاريخ لا يرحم. وكان الأجدر به أن يدافع عن الأرض التي يتكالب لبسط هيمنته عليها، عندما كانت ترضخ تحت أنياب الاستيطان الاسباني. وما يفضح طمعه أنه عقب خروج اسبانيا من الصحراء الغربية، حاول الاتفاق مع موريتانيا لتقسيمها مناصفة بينهما، فمن يتقاسم أرضه مع جاره..؟ من يفرط في شبر من تراب موطنه..؟ لم يثبت أن حدث ذلك لا في العصر القديم أو الحديث، لذا ما على المغرب سوى التراجع إلى الوراء ورفع يده عن الصحراء الغربية، لأنها ليست أرضه، وفعلا صدق من قال إن «الدنيا تؤخذ غلابا».