في الوقت الذي لا تكتفي فيه الدول الغربية بالسكوت عن جرائم الحرب الفاضحة التي يرتكبها الكيان الصهيوني وتتواطؤ فيها من خلال تبارى وزراء خارجياتها ودفاعها في الهرع إلى المنطقة، ليس لوقف البربرية الصهيونية بل لتشجيعها وضمان سلامتها وامتلاكها كل آلة قتل ممكنة، ترتفع أصوات من هنا وهناك تندّد بالانحياز الغربي المفضوح للاحتلال وتستنكر الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في حقّ المدنيين الأبرياء وتدعو لوقفها.
قال ستيفان فان بارلي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “دينك” في هولندا، إن دولة الاحتلال ترتكب جرائم حرب وإن بلاده والدول الغربية تلتزم الصمت حيال ذلك.
وأضاف بارلي قال إن “دولة الاحتلال تطبق نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) وأفلتت من المحاسبة على كل ما فعلته طوال 75 عاما بسبب صمت الدول الغربية”. وأشار إلى قطع الكهرباء والمياه والغذاء عن مليوني فلسطيني في قطاع غزة المحاصر.
وأضاف: “الوضع في غزة مروع للغاية. فالقنابل تتساقط على المستشفيات هناك، والاحتلال يرتكب بالفعل جريمة حرب الآن”.
وتابع: “العالم الغربي والمجتمع الدولي لا يفعلان أي شيء حيال ذلك، يجب وضع حد لذلك، ويتعين على هولندا أن تدين هذا الوضع”.
أوروبا تغضّ الطرف
وقال فان بارلي: “مثلما تجاهلت هولندا والدول الأوروبية حقيقة ترك الفلسطينيين لمصيرهم لمدة 75 عامًا، الآن أيضا يغضون الطرف عن قتل الأطفال الفلسطينيين بالقنابل”.
النائب الهولندي لفت إلى تطبيق الغرب معايير مزدوجة حينما يكون الموضوع متعلقا بالدولة الصهيونية.
وقال: “عندما يتعلق الأمر بالحرب في أوكرانيا، نرى أن الدول الغربية وهولندا تطلق تصريحات قاسية للغاية وتتحدث عن جرائم حرب. وعندما يتعلق الأمر بمصير الفلسطينيين أو المسلمين، نرى أن هولندا والعالم الغربي يظلان صامتين ويمارسان تمييزا صارخا، يتعين علينا الكفاح ضد ذلك”.
وتابع قائلا: “يجب أن يحصل الفلسطينيون على بلادهم ودولتهم وحريتهم التي هي حقهم”.
كما انتقد فان بارلي قيام بعض الدول الغربية بوضع العلم الصهيوني على مبان أو عكس ألوانه على المباني لإبداء الدعم للصهاينة.
مواقف تخترق التعتيم والانحياز
بينما تحاول بريطانيا وفرنسا وألمانيا خنق أي صوت لا يقول “أحسنت يا إحتلال صنعا”، أطل مايك والاس من المؤسسة التشريعية الأوروبية ليقول بأعلى صوته إن دولة الاحتلال قتلت الأطفال والنساء وانتهكت المواثيق العالمية وإن الغرب أجرم في محاباتها والتغطية عليها.
ففي كلمة بدا فيها حانقا على المنظومة السياسية الأوروبية، قال النائب الأيرلندي إن “ دولة الاحتلال قطعت الكهرباء والماء والطعام عن السجن الموجود في الهواء الطلق المسمى قطاع غزة”.
ولأن الأوروبيين دائما يتحدثون عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، فضل والاس تذكيرهم بأنهم يتغاضون حاليا عن تمزيق الصهاينة لكل المواثيق والشرائع الدولية إذ يقومون “بعقاب جماعي ويرتكبون جرائم حرب بلغت حد الذبح العشوائي للمدنيين الأبرياء”.
رئيس جنوب إفريقيا يتضامن مـع الفلسطـــينيين
بدوره، أعرب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، السبت، عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقال رامافوزا، وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية في مقطع مصور نشره عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، إن “السبيل الرئيسي لمعالجة الصراع الفلسطيني الصهيوني هو تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
إسبانيا: الصراع لن يعالج إلا عبر دولتين
في الاثناء، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، السبت، أن القانون الدولي “لا يجيز” القيام بعملية إجلاء، وذلك بعدما أنذر الجيش الصهيوني المدنيين الفلسطينيين بوجوب مغادرة شمال قطاع غزة استعدادا لهجوم بري.
وقال سانشيز خلال اجتماع للحزب الاشتراكي في ميريدا بجنوب غرب البلاد، أن هذا النزاع الذي يتسبب “بقدر كبير من القلق وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم” لن يعالج إلا عبر “الاعتراف بدولتين”.