يرى عضو المجلس العلمي لكنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين لعلى بوخالفة، أن القرارات التي جاء بها مجلس الوزراء، والمتعلقة بتنظيم المزارع النموذجية وتحديد تخصصاتها والأهداف المرجوة منها، قرار صائب، يراد منها تحسين التسيير الفلاحي وتحقيق التنمية الفلاحية.
قال الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة في حديث لـ«الشعب”، أمس، إن الوقت حان لإعادة تنظيم المزارع النموذجية وإعطائها تصور آخر يحسن تسييرها، مؤكدا أنه بإعادة بعث هذه الأخيرة ومنحها كل الإمكانات اللازمة، يمكن أن يكون لها مردود إيجابي وتساهم في تحقيق التطور الفلاحي.
وأكد المتحدث، أن ما جاء في مجلس الوزراء دليل على الإرادة الحقيقية للنهوض بالقطاع الفلاحي وتطويره أكثر، خاصة في هذا المجال الذي عرف نتائج ضعيفة في السنوات السابقة، لكن باتخاذ قرار إعادة تنظيمها وتغيير تسييرها، يمكن إحداث القفزة في العديد من الشعب الفلاحية والنباتية، كونها تعتمد بالدرجة الأولى على الدراسات العلمية والوسائل العصرية.
أفاد بوخالفة، أن رئيس الجمهورية يعمل على تحسين التسيير الفلاحي في مختلف الجوانب واليوم حان دور المزارع النموذجية التي عرفت فترات صعبة حولتها إلى حقول مهجورة، لكن اليوم مع الدراسة وإعادة التشخيص يمكن بعث هذه المزارع التي تنشط في مختلف الشعب: الدواجن، إنتاج اللحوم، مزارع تحسين مردودية الحبوب، مزارع التلقيح الاصطناعي وغيرها..
أوضح الخبير الفلاحي، أنها سميت بالنموذجية لتكون نموذجا في كيفية تسيير مختلف الشعب الفلاحية لتحقيق مردودية أكبر في هذا المجال، مشيرا الى الإمكانات المادية والبشرية التي سخرت لإنجاحها وكذا الأراضي الخصبة الموجودة عليها، التي كان من الممكن أن تحقق نتائج ايجابية لولا الإهمال وسوء الاستغلال.
واضاف في ذات السياق، “عدم الاهتمام بالجانب الفلاحي سابقا، كون التوجه كان نحو المحروقات التي تغطي مداخيلها 98٪، السبب في فشل المزارع النموذجية التي يراد منها اليوم أن تكون نموذجا لتسيير المستثمرات الفلاحية على مستوى الوطن، لتحقيق إنتاج أكبر في كل الشعب الفلاحية.
أكد المتحدث، أن كل المقومات والمؤهلات الفلاحية موجودة لإعادة بعث هذه المزارع، وبإعطائها الاهتمام اللازم يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي والمساهمة في إنتاج البذور والشتائل، إضافة إلى دورها في تطبيق سياسة التنمية الفلاحية التي سمح الوصول إليها، من خلال إجراءاتها لترقية الأداء الفلاحي.
وشدد المختص الفلاحي على ضرورة إعادة النظر في كيفية تسيير المزارع النموذجية التي عرفت ركودا في هذا المجال، وذلك من خلال المتابعة وفرض الرقابة، بالإضافة إلى إسناد تسييرها إلى الكفاءات وأصحاب الخبرة، بهدف إعادة بعثها عبر أرضية صحيحة تسهم في تعزيز قواعد الأمن الغذائي الوطني.
وقدم الخبير مقترحات بشأن تسيير هذه المزارع حتى تحقق الأهداف المرجوة منها، مشيرا إلى فكرة الشراكة مع الخواص، على اعتبار أن هناك خواص يملكون الإمكانات المالية، بالإضافة إلى المزارع النموذجية الموجودة في الأراضي الخصبة، مما يسمح بتوفير منتوج عالي الجودة في عدة شُعب على غرار الدواجن، حليب الأبقار، مزارع نموذجية خاصة بالبقوليات، الخضروات والأشجار المثمرة.
ويمكن تحقيق ذلك -يقول المتحدث- كونها تعتمد على التقنيات المتطورة الحديثة التي تسهم في توفير محصول يفوق التوقعات، بالإضافة إلى الدمج بين الوسائل الزراعية التقليدية والحديثة، مع ضرورة خلق مناخ للزراعة يتناسب مع الموسم والعوامل الجغرافية الخاصة بالجزائر، بالإضافة إلى المتابعة والإشراف الدائمين.
وعليه، يؤكد الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة ختاما، أن إعادة النظر في طريقة تسييرها بات أمرا ضروريا، للنهوض بالمنظومة الزراعية وجعلها أكثر تنظيما، ولأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي على مدار السنة.