يطلق المسؤولون الصهاينة في حربهم الإعلامية ضد المقاومة الفلسطينية، ادّعاءات باطلة ومزاعم لا أساس لها من الصّحة، في إطار حربهم النفسية التي يعتقدون بأنّها كما كان الأمر في الماضي قد تحقّق لهم مزيدا من الدّعم والتأييد الدوليين، لكن غاب عنهم بأنّ تلك الطريقة الساذجة آتت أكلها لبعض الوقت، لكن التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي المتطورة أصبحت تعرّي زيف أخبارهم، ومع كل كذبة تنكشف، تضيق دائرة المتعاطفين وتزيد مساحة المناهضين للاحتلال الصهيوني، رغم سيطرة الصهاينة على كبريات قنوات الإعلام العالمي.
التضليل الإعلامي الذي يمارسه الإعلام العالمي المتصهين لتبرير جرائم القتل المفتوحة، يشبه مضمونه سلسلة الأطفال “توم وجيري”، مع فارق شناعة جرائم المحتل، وسذاجة ادعاءاته، ففي السلسلة صوّر مؤلف القصة، الفأر الدخيل الذي يعتدي على القط الأليف في منزله، على أنه صاحب حق، ومستضعف بريء، وذلك أكسبه تعاطف المشاهد الذي يفرح لهزيمة المعتدى عليه.
هي الصورة نفسها التي يحاول الإعلام الغربي تثبيتها في عقول المتتبعين لأطوار القضية الفلسطينية، منذ العام 1948، فالصهيوني الذي استولى على أرض آهلة وطرد سكانها وهجّرهم، صار صاحب حق وضحية تحظى بالتعاطف الدولي، وتتحرّك الآلة الاعلامية العالمية نصرة لها، وتوفّر لها الأسلحة والدعم السياسي في المنابر الأممية، بينما يصوّر الفلسطيني الذي انتزع الصهيوني منزله وحديقته ومقعد ابنه الدراسي، على أنّه إرهابي يقطع رؤوس الاطفال ويحرقهم، في تزوير فاضح للحقائق.
انقلب السّحر على السّاحر
في مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لمظاهرة نظّمها يهود نيويورك، ندّد المتحدث باسم الوقفة باستغلال الصهيونية العالمية الديانة اليهودية لتنفيذ إبادة جماعية في حق مدنيين عزل، ورفض المتظاهرون استغلال انتمائهم الديني في التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
كما أنّ شركة “ميتا”، عبر مختلف وسائطها، “واتساب”، “فيسبوك” و«انستغرام” فرضت حصارا على كل ما له علاقة بنصرة وتأييد المقاومة الفلسطينية، لكن للمرة الألف ينقلب السحر على الساحر، وفي إطار اصطفافها الكامل مع الصهاينة، فضحت بعض المنشورات تلاعب الإعلام الغربي بالحقائق، ففي مقطع فيديو نسي مذيع “سي إن إن” أنه على المباشر، عندما حثّ مراسلي القناة في الأراضي المحتلة بالتظاهر بالذعر والانبطاح أرضا، والادعاء أن المقاومة تستهدف الصحفيين، في فضيحة كشفت زيف الموضوعية المهنية عندما يتعلق الأمر بقطعان الصهاينة.
بين أوكرانيا وفلسطين
وبالاعتماد على منشورات روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر مقطع فيديو لمقاتل أوكراني، وهو ينتقد الإعلام والدول الغربية لاصطفافهما مع المحتل الصهيوني في حربه المسعورة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وانتقد موقف بلاده الداعم للكيان الصهيوني، وأبعد من ذلك قال العسكري، إن بلاده وصفت الفلسطينيين وهم يدافعون عن أرضهم بالارهابيين، متسائلا عمّا سيكون موقف بلاده إن أعلنت دولة ما مساندتها لروسيا، واعتبرت أن أوكرانيا دولة إرهابية وأن الجيش الأوكراني إرهابي أيضا، وأضاف في مقطع الفيديو، إن معظم السكان الأوكرانيين في المنطقة التي يحارب فيها قد انقلبوا على الجيش والحكومة الأوكرانيين.
وختم بالقول إن موقف بلاده والأوكرانيين الداعمين للكيان الصهيوني المحتل، والذين يصفون الشعب الفلسطيني بالإرهابي، سيصبحون هم بالضرورة إرهابيين بالنتيجة لتشابه الأهداف.
إفلاس إعلامي ومهني
تنشر جريدة “ذي تايمز”، خبرا كاذبا حول قيام حماس بقتل وقطع رؤوس أطفال الصهاينة في “كفر عزة”، قبل أن يخرج إعلامي فرنسي وآخر صهيوني لينفيا تماما الادعاء، وأبدى الأخير أسفه لما وصلت إليه سلطة الاحتلال من إفلاس جعلها تزيّف الحقائق وتختلق خرافات لشيطنة الخصم، خاصة بعد خروج الرئيس الأمريكي جو بايدن ليعلن ذلك أمام الإعلام الأمريكي، دون أي دليل مصوّر أو مكتوب، ورغم ذلك استطاع تشكيل رأي عام أمريكي متعاطف مع المحتل، ومناهض لصاحب الحق.
كما أنّ البيت الأبيض سرعان ما تراجع عن تلك التصريحات، مؤكداً أن الرئيس لم يطّلع على أي تقارير تؤكد وقوع تلك الجرائم الشنيعة بحق الأطفال. وفي رد على أسئلة صحيفة “واشنطن بوست”، قال متحدث باسم البيت الأبيض، إن تعليقات الرئيس استندت إلى تقارير إخبارية وادعاءات من قبل الحكومة الصهيونية، مضيفاً أن “المسؤولين الأمريكيين والرئيس لم يروا الصور أو يؤكدوا مثل هذه التقارير بشكل مستقل”.
شاهد من أهلها
رغم هذا الكم الهائل من التضليل وتجنيد كل تلك الترسانة الإعلامية لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، يخرج بين الفينة والأخرى من ينصر المقاومة وإنسانيتها، وأكبر دليل على ذلك، هو شهادة المستوطنة الصهيونية التي أطلق سراحها رجال المقاومة، هي وطفليها، وقد استغل الإعلام الصهيوني الأسر لإحداث ضجة إعلامية وتأليب الرأي العام العالمي، لكن استضافتها في حصة تلفزيونية، أبطل ادعاءات العدو، وأظهر نبل أخلاق المقاومين، عندما قالت إنها لم تتعرض وطفليها لأي أذى أو ترويع خلال الأسر الذي دام ساعتين فقط.
وفي السياق نفسه، نفت مذيعة قناة صهيونية ادعاءات كانت نشرتها حول استهداف الاطفال والاعتداء على الأسيرات الصهيونيات، وقالت إن عساكرا في الجيش هم من أمروها بنشر تلك الأكاذيب.