ذكّر وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بالجهود التي تبذلها الجزائر، وبالمبادرات التي تقدم بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لتهدئة الأوضاع وتشجيع التوجه نحو بلورة وتفعيل حلول سلمية للأزمات في افريقيا، خاصة النيجر ومالي.
في كلمة ألقاها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في ندوة صحفية نشطها مناصفة مع وزير خارجية مملكة الدنمارك Lars Lokke Rasmussen، في ختام الدورة العشرين لاجتماع وزراء خارجية إفريقيا- دول شمال أوروبا، أطلع عطاف على أهم مخرجات الدورة التي اختتمت أشغالها في أجواء توافقية وودية، وبمشاركة متميزة سواء من الجانب الافريقي، أو من جانب دول شمال أوروبا، بحسب ما صرح به الوزير.
وتحدث عطاف عن مبادرات الجزائر في تعبئة الجهود لتنظيم مؤتمر دولي حول التنمية في الساحل. وبمساعي الجزائر في تحقيق تنمية مسندامة بالقارة، والتي “لاقت كل الترحيب والدعم من قبل جميع الأشقاء والأصدقاء المشاركين في أشغال هذه الدورة”.
من جهة اخرى، قال عطاف ان “أهم رسالة يبعث بها هذا الاجتماع التشاوري تكمن في ترقية الحوار والشراكة في ظل الظروف الاستثنائية المشهودة سواء على المستوى الدولي، أو على المستوى الإقليمي. ومن الأهمية بمكان أن تصدر هذه الرسالة من تجمعٍ يضم دولاً معروفة بالتزامها بالمبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة، ودولاً تربطها علاقات تضامن تاريخية تمتد جذورها إلى أيام مقارعة الاستعمار ومناهضة التمييز العنصري في قارتنا الافريقية”.
وأوضح وزير الخارجية ان المناقشات شمحت بتأكيد التوجه المشترك لإفريقيا ودول الشمال نحو تكثيف التعاون والتنسيق بغية المساهمة في معالجة مختلف التحديات السياسية والأمنية المطروحة دولياً وإقليمياً، ونحو العمل على كسب رهانات التنمية في القارة الافريقية، ونحو المزيد من الجهود لتنشيط وتعزيز دور العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة.
وانصبت النقاشات بشكل خاص حول تأزم العلاقات الدولية في المرحلة الراهنة، وإفرازات هذا الوضع على القارو الافريقية التي تشهد هي الأخرى تدهورا متسارعاً في الأوضاع الأمنية من جراء تعدد وتراكم وتفاقم بؤر التوترات والأزمات والصراعات، لا سيما في منطقة الساحل الصحراوي، بحسب ما اكده وزير الخارجية.
وفي هذا السياق، أشار وزير الخارجية ‘لى أن النقاشات لم تنحصر فقط على التحديات، بل شملت أيضا فرص التعاون والشراكة الاقتصادية في سياق تفعيل المشاريع الرائدة للأجندة القارية 2063، وعلى رأسها منطقة التجارة الحرة.
وأتاح الاجتماع أيضا الفرصة لشباب أفارقة طلبة بالمعهد الافريقي للتكوين المتخصص بتلمسان، رفقة نظرائهم من دول الشمال، للتباحث حول موضوع التعليم في إفريقيا، الذي سيشكل الأولوية الرئيسية للقمة المقبلة للاتحاد الافريقي، يضيف عطاف.
ومن أبرز المحادثات التي ركز عليها الاجتناع مقومات هذه الشراكة التي تجمع بين دول إفريقيا ودول شمال أوروبا، وهي المقومات التي تجعل من هذه الشراكة متوازنة ومفيدة وواعدة في استغلال الفرص والامكانيات التي توفرها اقتصاديات الدول الافريقية، ونموذجية يمكن أن تلهم مستقبل العلاقات بين الجنوب والشمال بصفة عامة، يؤكد عطاف.
ويرى عطاف ان الدورة حققت النجاح المطلوب، وأنها أضافت لبنة جديدة في مسيرة تعزيز العلاقات بين الدول الافريقية ودول شمال أوروبا.