يقول السفير الفلسطيني بالجزائر، فايز محمّد محمود أبو عيطة، إن الكيان الصهيوني يشن هجمة شرسة على الشعب الفلسطيني في غزة ليل نهار لإحداث تطهير عرقي للفلسطينيين المتشبثين بأرضهم، منذ 75 سنة.
يشير أبو عيطة، في حوار مع “الشعب أونلاين”، إلى أن الاحتلال يحارب جميع الفلسطينيين دون استثناء، وأن تركيز الإعلام الغربي على “حماس” وما تقوم به انطلاقا من قطاع غزة، مجرد ذريعة لإقناع العالم بالتعاطف مع الاحتلال في هذا العدوان الدامي المتواصل على غزة.
ويشدد الدبلوماسي الفلسطيني على أن الإعلام الغربي يتجاهل وجود الاحتلال الصهيوني على مدار 75 عام، والمجتمع الدولي يتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني، الذي ذاق ويلات أزيد من 50 مجزرة ارتكبها الاحتلال الصهيوني.
هشاشة الكيان ليست وليدة اليوم
ما تعليقكم بشأن العدوان الصهيوني السافر على الفلسطينيين؟
ما يحصل في غزة يسمى هجمة شرسة وحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي يرتكبه الاحتلال الصهيوني بحق كل الشعب الفلسطيني، الاحتلال يحاول تقليص معركته المعلنة ضد غزة بحركة “حماس”، ولكن الحقيقة غير ذلك تماما لأن قوات الاحتلال تحارب كل الشعب والفصائل بما في ذلك حركة “فتح”.
مع القصف الصهيوني المتواصل وشهداء كُثُر يسقطون يوميا في ساحة الشرف.. هل مازال الحل السياسي للقضية الفلسطينية وارد؟
يجب أن نتفق على شيء، وهو أن أول من أفشل الحل السياسي يتمثل في الكيان المحتل، لٱنه رفض كل الحلول السياسية المقترحة منذ 75 سنة، والكيان رفض مبادرة السلام العربية التي تعد من أهم المبادرات السياسية العادلة بحق الشعب الفلسطيني.لهذا فإن الاحتلال هو من يتحمل فشل جهود السلام والتسوية في المنطقة.
وفيما يتعلق بالسلطة الوطنية الفلسطينية فالشعب الفلسطيني كله موحد في هذه المعركة والقيادة الفلسطينية أعلنت منذ اللحظة الأولى أنها تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن من حق شعبنا أن يدافع عن نفسه في مواجهة هذا العدوان الظالم واستمرار الاحتلال.
الكيان الصهيوني أفشل كل مبادرات التسوية
الكيان الصهيوني يسعى للقضاء على “حماس”، وهو أمر لا يُخفيه، ويعمل على تدمير غزة.. ماذا يعني ذلك، ما المستهدف ٱنيا، وما الهدف النهائي؟
بالتأكيد الكيان يعمل على تدمير غزة والشعب الفلسطيني، والحديث عن “حماس” مجرد ذريعة لإقناع العالم بالتعاطف معهم بغية تصفية الشعب الفلسطيني، لذلك نلاحظ أن الذين يُقتلون هم الأطفال والنساء والشيوخ، لأن المطلوب هو تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه.
هل تتوقعون بادرة إيجابية عن “قمة القاهرة للسلام”، في ظل تواصل القصف وإبادة الشعب الفلسطيني؟
القمة تعد جهودا أشرفت عليها جمهورية مصر العربية بغرض وقف العدوان ووقف المجازر، لكن من يدعم الاحتلال يرفض وقف العدوان، وبالتالي حتى هذه القمة فشلت في إصدار بيان لأن جزء من الدول الأوروبية الداعمة للكيان الصهيوني أفشلت هذه القمة وجهود القاهرة.
في 75 سنة، ارتكب الاحتلال ما يزيد عن 50 مجزرة دون أن يرفع المجتمع الدولي صوته
الإعلام الغربي يصور “حماس” على أنها إرهاب.. ما تعليقكم؟
الإعلام الغربي للأسف الشديد تجاهل وجود الاحتلال على مدار 75 عام، والمجتمع الدولي يتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني، وفي كل هذه المدة سجلت ما يزيد عن 50 مجزرة ارتكبها الاحتلال دون أن يرفع المجتمع الدولي صوته، ومع كل هذا فإن الكيان الصهيوني أفشل كل مبادرات التسوية.
لهذا يجب أن نطرح سؤالا واضحا من المسؤول عن العنف والتصعيد في المنطقة؟ إن من يتواطئ مع هذا الاحتلال هو المسؤول وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي أحبطت كل مسارات السلام في المنطقة وكانت منحازة للكيان الصهيوني في كل المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني.
ما يعنينا اليوم هو وقف هذا العدوان الدامي والمجازر بحق الشعب الفلسطيني
“طوفان الأقصى” خلخل الكيان على أكثر من صعيد وحرّك حربا إعلامية ستدوم زمنا..
كل ما يعنينا اليوم هو وقف هذا العدوان الدامي والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، والوصول إلى تحقيق الأمن والاستقرار لا يمكن أن يتحقق في المنطقة إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية والمشروعة، في مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وهذا أقل حق من الحقوق المهضومة للشعب الفلسطيني.
عدالة قضية الشعب الفلسطيني تخص 2 مليار مسلم وعربي في العالم
الاحتلال الصهيوني يعمل وفق سياسة تهجير الفلسطينيين منذ 75 سنة، إلا أن ذلك لم يحصل إلى غاية الأن، برأيكم لماذا؟
الشعب الفلسطيني مؤمن بعدالة قضيته، التي تخص 2 مليار مسلم وعربي في العالم، الشعب الفلسطيني يدافع عن القدس أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، الشعب الفلسطيني يمتلك استعدادا كبيرا للتضحية، متشبث بأرضه ولن يغادرها لأن ذلك يعد من الثوابت الفلسطينية.
ويجب أن يعلم الجميع أن ٱلة الدمار التي تريد تدمير الشعب الفلسطيني ستفشل، لأن الحل لن يكون عسكريا بل سياسيا، ويجب العمل على ذلك وفق كل المبادرات المقترحة التي أقرتها مبادرات السلام العربية، لكن الكيان المحتل لديه مشروع واحد متمثل في الاحتلال أو الحرب.
كيف ترون الهجرة المعاكسة للصهاينة والمستوطنين، كمؤشر واضح اليوم بعدما تداعت ثقة اليهود في الكيان بشكل كبير، وباتوا يحسون أنهم مستغلون لأراض لا يؤمنون بها؟
المستوطنون والصهاينة غرباء جاؤوا بهم من كل بقاع الأرض، ونحن هم أصحاب الأرض وملاكها الذين يدفعون دفعا للهجرة خارج فلسطين، لهذا فإن المستوطنين هاجروا إلى فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني الأعزل.
الكيان المحتل لديه مشروع واحد متمثل في الاحتلال أو الحرب
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، أكد في الكثير من المرات على أنه إذا لم تكن هنالك “إسرائيل” لأوجدناها.. ما دلالة ذلك؟
هذا واضح، الكيان المحتل يعد قاعدة متقدمة للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، لأنه لا يمكن أن تفرض سيطرتها على الشرق الأوسط وخيراته وتهيمن على الأنظمة إلا بهذه الطريقة.
هل أظهر “طوفان الأقصى” ضعف الكيان الصهيوني الذي يروج لنفسه على أنه القوي في المنطقة؟
هشاشة الكيان ليست وليدة اليوم، والشعب الفلسطيني يقود مقاومة مشروعة منذ 75 عاما، ونحن نطالب بحقوقنا المشروعة، ولو كانت هناك استجابة لمطالبنا وارغام الكيان الصهيوني على السلام ما كان حدث هذا التصعيد، الذي يتحمل مسؤوليته الاحتلال.