ندد إعلاميون عرب بالإنحياز الإعلامي الغربي المفضوح للكيان الصهيوني في عدوانه الغاشم الذي يشنه على قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين، وتجاهل معاناة أكثر من مليوني مدني فلسطيني يتعرضون لإبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم، داعين إلى توحيد الجهود لفضح أكاذيب الكيان المحتل ومحاولاته تضليل الرأي العام وتشويه المقاومة الفلسطينية.
وفي السياق، أكد الاعلامي الفلسطيني، أحمد فايز القدوة، في تصريح لـ”وأج”، أن الاعلام الغربي، ولا سيما في الدول الداعمة للكيان الصهيوني، “اتخذ مسارا منحازا منذ اللحظة الأولى من عملية +طوفان الأقصى+ التي قادتها المقاومة الفلسطينية”.
و أكد أن الاعلام الغربي -في تعاطيه مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة- يبدو “منغمسا بشكل أعمى في الرواية الصهيونية المضللة والكاذبة”، مستدلا بالتغطية الاعلامية لمجزرة مستشفى الاهلي “المعمداني” في غزة، والتي راح ضحيتها مئات الشهداء، أغلبهم من الأطفال، مبرزا بأنه على الرغم من ان الاحتلال هو من ارتكب هذه الجريمة، فإن الإعلام الغربي “يعيد تكرار رواية المحتل، الذي هدد بقصف المستشفى بزعم أنه يستضيف قادة المقاومة الفلسطينية”.
ولفت في السياق الى انه رغم كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، فإن الاعلام الغربي مازال مستمرا في التركيز على “إدانة” ما فعلته المقاومة الفلسطينية في كل المقابلات مع الضيوف العرب، متناسيا العدوان الذي يمتد على مدى 17 عاما في قطاع غزة، والذي خلف الآلاف من الشهداء والجرحى ودمر مستقبل جيل كامل من الفلسطينيين.
وقال في هذا الصدد: “في الوقت الذي يدمر فيه طيران الحرب الصهيوني المنازل فوق رؤوس سكانها، ويقتل المدنيين دون سابق إنذار، يواصل الإعلام الغربي تجاهل المعاناة الكبيرة التي يعيشها أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة، من نقص حاد في إمدادات المياه والغذاء والدواء والكهرباء (…)”.
وخلص في الاخير الى أن الوضع الحالي قد أكد زيف “الاستقلالية والحياد” التي يزعم الإعلام الغربي أنه يتبناها في تعاطيه مع هذا العدوان، ويتناسى أن فلسطين تحت الاحتلال منذ عام 1948، والذي ما زال مستمرا في ارتكاب جرائمه الى غاية اليوم في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
من جهته، أكد الصحفي المصري، جمال رائف، أن انحياز الإعلام الغربي للكيان الصهيوني “ليس بالجديد، لأن الجميع يدرك أن بعض الأدوات الإعلامية الغربية هي أدوات حرب حقيقية تعمل على تأجيج الصراع الإقليمي والدولي وتساهم بشكل حقيقي في إحداث نوع من أنواع زيادة العنف في المنطقة”.
وأبرز في السياق تورط بعض وسائل الاعلام الدولية في نشر معلومات مغلوطة حول المقاومة الفلسطينية، مشيرا الى استقالة بعض الصحفيين من هذه القنوات، لأنها “كانت وما زالت تصنع الأكاذيب والشائعات و تزيف الحقائق”.
وهذا الدور في الحقيقة، يضيف الصحفي المصري، “مشبوه، يمارسه الإعلام الغربي الذي يعبر في الحقيقة عن وجهة نظر الدول التي ينتمي لها”، منددا في السياق باستهداف الصحفيين والإعلاميين من قبل قوات الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، والتي اعتبرها “وصمة عار في جبين الإنسانية”، مشيرا الى ان الهدف منها هو “تغييب وحجب المعلومات عن الرأي العام العالمي (…)”.
الدعوة إلى مضاعفة الجهود من أجل فضح الأكاذيب الصهيونية
ودعا المتحدث الى “مضاعفة الجهود من اجل فضح الرواية الصهيونية و اكاذيب الاحتلال، وتنوير الرأي العام العالمي بخصوص ما يحدث على الميدان”، قائلا: “يجب ان يكون هناك اعلام عربي قوي، تقوم من خلاله المجموعة العربية بالتصدي لهذه الأكاذيب، وان توثق ما يقوم به جيش الاحتلال من جرائم نكراء وتقوم بنشرها من خلال تكثيف وتوحيد الخطاب الاعلامي والاتفاق على صياغة المفاهيم والمصطلحات المشتركة، بما يخدم القضية الفلسطينية”.
وهو ما ذهبت إليه الاعلامية والمحللة السياسية التونسية ضحى طليق، التي دعت الى “تحالف اعلامي عربي، يستعمل تقنيات التواصل الجديدة لمجابهة وفضح الاكاذيب الصهيونية وتنوير الرأي العام العالمي بحقيقة ما يحدث على الميدان”.
كما اكدت ان “الاعلاميين العرب بحاجة الى تعزيز الروابط بالزملاء في الاعلام الغربي، ممن يؤمنون بالقيم الانسانية وبحق الشعوب في الحرية والاستقلال، من اجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب ابادة جماعية”.
وترى طليق أن الانحياز المفضوح للإعلام الغربي لصالح قوات الاحتلال، في جرائمها المتكررة على أبناء الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو باقي الاراضي الفلسطينية المحتلة، قد وصل الى درجة أصبح معها شريكا في الجرائم.
وشددت على أن الصحفي ينقل المعلومة وهناك أخلاقيات في المهنة يجب احترامها، وعندما يقوم احد بطمسها وتغييبها أو تغييرها، خاصة عندما يتعلق الأمر بجرائم حرب، “فإنه يصبح شريكا في هذه الجرائم لأن الامر يتعلق بأرواح البشر”.
كما شددت على ان الاعلام العربي بحاجة إلى “آليات جديدة لبناء وسائل إعلام قوية قادرة على اختراق الجمهور الغربي، حتى نوصل إليه حقيقة ما يحدث فعلا على الميدان”.
وفي السياق، نددت الاعلامية التونسية المستقلة، راضية الشرعبي، بهذا “التضليل والانحياز الإعلامي المفضوح الذي وقعت فيه كبريات المحطات الإخبارية العالمية”، منوهة باستقالة عدد من الصحفيين المهنيين منها “ممن اختاروا الانحياز الى المهنة و اخلاقياتها وعدم الرضوخ لإملاءات القنوات وسياساتها التحريرية، التي أصبحت لا تدار داخل قاعة التحرير ولكن خارجها”.
وترى الاعلامية ذاتها أن الكيان الصهيوني، ومثله الاعلام الغربي، “يعيش حالة ارتباك حقيقية لم يسبق لها مثيل منذ 1973″، جعلت جرائمه تفوق الحدود وتطال حتى الصحفيين الذين يقتلون بدم بارد، رغم انهم يقومون بواجبهم في نقل الاخبار.
واستنكرت عدم احترام الاعلام الغربي لأساسيات وقواعد العمل الإعلامي، و أهمها “مبدأ التوازن” في نقل الأحداث وعدم تشويه الحقيقة، داعية هي الاخرى الى مضاعفة الجهود من اجل فضح الاكاذيب الصهيونية وتنوير الرأي العام الدولي بحقيقة ما يحدث على الميدان.