جدد الوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، لدى افتتاحه الطبعة الـ26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا 2023)، تضامن الجزائر مع الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض حاليا لعدوان غاشم من المحتل الصهيوني.
وذكر الوزير الأول، الذي طاف بمختلف أجنحة الصالون مرفوقا بأعضاء من الحكومة والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، بأنه و”بقرار من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، جمدت كل المظاهر الاحتفالية والمناسبات والفعاليات الرياضية إلا صالون الكتاب الذي خصصت طبعته لهذا العام لنحتفل بفلسطين و مقاومتها الباسلة والترحم على شهداء فلسطين”.
من جهته، قال سفير دولة فلسطين بالجزائر، فايز أبو عيطة: “نبلغ تحياتنا وتقديرنا وتقدير شعبنا للسيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على كل ما تقدمه الجزائر، وخاصة الجسر الجوي لتقديم المساعدات إلى أهلنا وشعبنا الذين يتعرضون لأبشع مجزرة في التاريخ ..”، مضيفا “نقدر كل خطوة وكل المواقف من الحكومة الجزائرية التي تقف إلى جانبنا ..”.
ودعا الوزير الأول، من جهة أخرى، لدى توقفه بجناح مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، لأن تخصص مجلة الجيش “عددا خاصا بالأمن الغذائي والأمن المائي الوطنيين” باعتبارهما “أحد مكونات الأمن القومي”، مضيفا أنهما “تحدي حالي ومستقبلي بالنسبة للجزائر”.
وأضاف، من جهة أخرى، إلى أننا “في خضم حرب إعلامية ضروس، والحروب الحديثة هي حروب إعلام”، مؤكدا على أن “ما يصدر عن الجزائر مبني على المصداقية، بكل مؤسساتها، ونحن مستعدون لمجابهة مثل هذه الحروب الإعلامية”.
وتابع يقول “مثل هذه المجلات تساعد على تقوية اللحمة الوطنية وتكريس مصداقية البحوث الجزائرية ومصداقية المعلومة الصادرة عن المؤسسات الجزائرية”.
ودعا لتخصيص مختلف إصدارات ومجلات مؤسسة الجيش لإبراز “مظاهر التضامن الجزائري مع الثورات الأخرى والتعمق فيه، حيث وقفت الجزائر إبان ثورتها مع بعض الثورات، منها فلسطين، وحتى بعض دول الجوار، إذ عشر دول افريقية نالت استقلالها سنة 1960 بفضل الثورة الجزائرية وهجومات 20 أوت 1955″، كما قال.
وثمن الوزير الأول، من جهة أخرى، “عودة الزيارات الكثيرة من طرف الطلبة والتلاميذ للمتحف الوطني للجيش، وخاصة بعد العرض العسكري بمناسبة إحياء ذكرى ستينية الاستقلال”.
وبنفس الجناح أيضا، أشار السيد بن عبد الرحمان إلى ضرورة إبراز التضاريس الجزائرية بجميع تنوعاتها في الخرائط، وخصوصا في ظل توفر التكنولوجيات الحديثة التي تساعد على تقديم خرائط “تبرز جغرافية الوطن الجزائري بكل مكوناته من مناخ وتضاريس ..”.
وعلى مستوى جناح وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، دعا إلى السيد بن عبد الرحمان الى ضرورة تخصيص خلال المعرض جلسات لمجاهدين للقاء الجمهور من الأطفال والشباب لتمرير رسائل الثورة وقيم أول نوفمبر للحفاظ على الذاكرة التاريخية الجزائرية.
وتوقف بالفضاء الإفريقي أين اطلع على إصدارات تمثل مختلف دور النشر الإفريقية إلى جانب البرنامج الأدبي والثقافي لهذا الفضاء الذي يستضيف أكبر الأسماء الإفريقية، والذي سيعرف أيضا تنظيم ندوات وجلسات بيع بالتوقيع بحضور أهم الأسماء على المستوى الافريقي، على اعتبار أن إفريقيا ضيف شرف هذه الطبعة.
ولدى توقفه بجناح ديوان المطبوعات الجامعية، شدد الوزير الأول على ضرورة مواكبة حركة النشر بإصدارات في التخصصات التقنية الجديدة كالنانو والذكاء الاصطناعي والبيوتكنولوجيا، بينما تساءل على مستوى مركز البحث العلمي والتقني في علم الانسان الاجتماعي والثقافي (كراسك) عن مدى تقديم هذه المؤسسة لبحوث جديدة بمقاربات علمية تخص محاربة آفة المخدرات والمهلوسات التي أصبحت تشكل تهديدا للأمن القومي للعديد من الدول.
وبجناح المحافظة السامية للأمازيغية تلقى الوزير الأول شروحا وافية حول أهم إصداراتها، وقد دعا بالمناسبة إلى تمديد آجال جائزة رئيس الجمهورية للأدب الأمازيغي للسماح بمشاركة أكثر فيها تشجيعا للمبدعين في هذا المجال.
وعلى مستوى الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة استفسر الوزير الأول عن مدى انخراط الفنانين في هذه المؤسسة التي تحمي حقوقهم، بينما دعا بجناح الوكالة الوطنية للإتصال والنشر والإشهار إلى أن تكون “كتب الجيب” ضمن أولويات النشر، مع التركيز من جهة أخرى على إصدار مؤلفات تتناول تاريخ الجزائر التي تحتفي العام القادم بسبعينية ثورتها.
وبجناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية أبرز ضرورة إعادة طبع نصوص عمالقة الأدب الجزائري وترجمتها إلى الإنجليزية، وكذا الترويج لمؤلفات تعرف بالطبخ الجزائري التقليدي الذي اشتهر عالميا، كما دعا على مستوى جناح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لرقمنة المخطوطات الجزائرية بالاستعانة بخبراء المكتبة الوطنية.
وختم السيد بن عبد الرحمان زيارته للصالون بالوقوف بجناح يحمل اسم “غزة”، الذي تتوسطه شاشة عملاقة تبث أغاني وصور حول القدس، حيث عاين به جدارية كبيرة تبرز نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته وتضحياته والتي أنجزها طلبة وتلاميذ للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وتنظم الطبعة الـ26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، الذي يعتبر أهم موعد أدبي وثقافي بالجزائر، على شرف إفريقيا، وهذا تحت شعار “إفريقيا تكتب مستقبلها”، وسيفتح الصالون أبوابه أمام الجمهور ابتداء من غد الخميس، يوميا، من الساعة 10 سا صباحا إلى غاية 19سا، على أن تستمر فعالياته إلى غاية 4 نوفمبر المقبل.