نظمت المنظمة العالمية للملكية الفكرية، ندوة حول عملية استنساخ الكتب والنصوص القانونية الأخيرة التي تيسر للمكفوفين وضعاف البصر الاطلاع على الأعمال المنشورة، لاسيما المكتوبة.
نظمت الندوة بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والاتحاد الدولي لمنظمات حقوق الاستنساخ (IFRRO).
ونشطت الندوة في جلستين، بمشاركة خبراء من المنظمة ومسؤولين رفيعي المستوى من الديوان الوطني لحقوق المؤلف.
وتطرقت ممثلة الاتحاد الدولي لمنظمات حقوق الاستنساخ، ساندرا تشاستان، الجمعة بالجزائر العاصمة، في إطار الدورة السادسة والعشرين للصالون الدولي للكتاب بالجزائر (سيلا 2023)، الى معنى استنساخ الكتب، والمقصود به “إعادة إنتاج بشكل كلي للأعمال المكتوبة على سندات أخرى، بما في ذلك نظام البراي”، بحيث يحكم هذه العملية تنظيم إداري وقانوني يسمح بالوصول إلى الأعمال الأصلية لإعادة استنساخها، من خلال “تراخيص الاستغلال يمنحها اصحابها ذوي الحقوق”.
وتطرقت الخبيرة الأممية أيضا منهج “التسيير الجماعي” كطريقة إدارية تنظيمية تعتمد على “الترخيص” و”الاجر”، موضحة كيفية عملها والتي تشبه “حلقة إيجابية”، إذ “يمنح صاحب الحق أعماله إلى التسيير الجماعي، والذي بدوره يضعها تحت تصرف المستخدمين، مقابل أرباح تدفع لأصحاب الحقوق”.
وفي السياق، استعرضت الأمينة العامة للمكتب البوركينابي لحقوق المؤلفين، شانتال كابوري فورجو، والمدير العام للمجتمع المدني لحقوق الأدب والفنون المسرحية (سوسيلادرا)، كريستوفر تشونغاغ من الكاميرون، تجربتهما في مجال تسيير التصوير الضوئي وحقوق المؤلفين في بلديهما.
ونشط الجلسة الثانية من الندوة ممثلين للمنظمة، محمود ضيف، وهو أيضا رجل قانون، ورئيسة اتحاد الكتب الميسرة (ABC)، مونيكا هاليل لوفلاد، التي شاركت عبر تقنية التحاضر عن بعد.
وأوضح المنشطان ماهية القوانين الأخيرة ذات الطابع الإنساني، والتي تعد جزء من النظام الدولي لحقوق المؤلفين الذي يتكون من مجموعة من الاتفاقيات التكميلية والمعاهدات، مثل معاهدات بكين وبرن لحماية المبدعين والأعمال.
وأبرز المشاركون ضرورة تكييف قوانين الأمم المتحدة مع التشريعات المحلية والمصادقة على المعاهدة الجارية التي تحمل إطارا تنظيميا أعيد اصلاحه، يتضمن لاسيما إنشاء كل بلد عضو في المنظمة لمجموعة من مؤسسات لامركزية (لاسيما مكتبات معتمدة) و التي من شأنها تطبيق هذه القوانين الجديدة التي ستسمح لضعيفي البصر والمكفوفين بممارسة حقهم الدستوري في الثقافة بكل حرية.
بهذا الشأن، ذكر المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سمير ثعالبي والخبير القانوني بنفس المؤسسة، شمس الدين حداد في مداخلاتهما بأن “الجزائر التي وقعت على كافة الاتفاقيات الدولية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، بصدد دراسة مضمون المعاهدة الأخيرة” مع العلم أن بعد المصادقة عليها، يتكفل الديوان الوطني لحقوق المؤلف “بالتدريب والإعلام” بخصوص التوجهات الجديدة للمنظمة الدولية الممثلة في الجزائر العاصمة منذ بداية سنة 2017.
وتتمثل المهمة الاساسية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، التي يقع مقرها الرئيسي في جنيف (سويسرا)، في حماية الفنانين من انتهاكات حقوق الملكية الفكرية من خلال إطار قانوني ملائم وعقلاني يشجع على التعبير عن الإبداع الفني والأدبي.
ويجمع سيلا 2023 عارضين وكتابا ومثقفين من 18 بلدا إفريقيا سيسلطون الضوء، تحت شعار”إفريقيا تكتب مستقبلها”، على المكتسبات التاريخية والثقافية للقارة، مهد الإنسانية وضيف شرف الطبعة ال26 لهذا الصالون.
وتتواصل أنشطة هذا الفضاء المنظم إلى غاية 2 نوفمبر القادم بتنظيم ملتقيات أخرى سيما حول المجتمع الصوفي الجزائري-الأفريقي وزعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا (1918-2013) بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله و “إرث فرانتز فانون في العالم” (1925-1961).
ويفتح الصالون أبوابه أمام الجمهور يوميا من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية العاشرة مساء، على أن تستمر فعالياته إلى غاية 4 نوفمبر بقصر المعارض بالعاصمة.